-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بكالوريا “خيّر واختار”!

جمال لعلامي
  • 1741
  • 5
بكالوريا “خيّر واختار”!

الآن، فقط، يُمكن للتلاميذ اختيار الأسئلة قبل الامتحانات، بل واشتراطها على معدّيها، وضمان الحصول عليها مرفقة بالإجابات، وإلاّ ما الذي يُمكن تفسير “الاستفتاء” أو “سبر الآراء” أو “الاستطلاع” الذي أطلقته وزارة “التغبية” من أجل معرفة آراء ورغبات المترشحين لشهادة البكالوريا، فيما يخصّ التاريخ المناسب لهم، إن كان قبل رمضان أو بعد العيد!

ولأن الأمر يتعلق فعلا بقنبلة غبية، فقد انقسم التلاميذ وأولياؤهم، بين مرحب ورافض، ومستغرب ومتردّد، مثلما انقسم الأساتذة وانشطرت النقابات، فأهلا وسهلا بهذا الاختراع الجديد، الذي يُمنح فيه الحقّ في تحديد تاريخ البكالوريا وما أدراك ما البكالوريا للمترشحين، وقد يتعادل في ذلك، تلاميذ “البيام” وأيضا تلاميذ “السانكيام”، وتتحوّل المدرسة إلى “سوق” مفتوح للاختيار واحترام رأي “الزبون” عملا بالمثل القائل “الزبون ملك”!

قد يقول أصحاب الاستفتاء في وزارة التربية: “والله حرنا فيكم.. درنا ألـّي في راسنا زعفتو علينا، شاورناكم ما سلكناش”).. لكن الذي ينبغي أن يُقال، هل الاستشارة واجبة ومقبولة في هكذا قضايا؟.. هل يستشير رب العائلة ابنه الرضيع، عن رأيه في تاريخ وقف الفطام؟ هل يسأل الإمام المصلين عن رغباتهم في السوّر القرآنية التي يؤمّهم بها في الصلوات الخمس؟.. هل يسأل الطبيب مريضه المتواجد في حالة خطر عن المقصّ الذي يفضله لإجراء العملية الجراحية وهو بين الحياة والموت؟

كان من الممكن، أن “تستشير” وزارة التربية، الأساتذة والتلاميذ والأولياء، في مضامين الإصلاحات التربوية، وكتب “الجيل الثاني”، وطريقة التنقيط والتقييم، والاستدراكات، ونظام الدوامين، والنقل والإطعام المدرسيين، والتدفئة في الأقسام، وغيرها من الملفات القابلة للنقاش والإثراء، حتى وإن كان الرأي فيها ليس لازما، أمّا أن تستشير التلاميذ في “الباك” قبل الصيام أو بعده، فهذه ترفع عجائب الدنيا السبع إلى ثمان!

الاستشارة في هكذا قضية، سيثير الفتنة والقلاقل، وهو ما بدأ قولا وفعلا وعملا، وإن كان الأمر يؤكد بأن وزارة التربية في مأزق حقيقي، وأن تأجيل البكالوريا إلى ما بعد رمضان، هو تأكيد لتأثير إضراب “الكناباست” على سير البرنامج الدراسي، رغم أن الوصاية قالت خلال الإضراب أنه “فاشل” ولم يشلّ الدراسة، وأن الوضع على ما يُرام في أغلب الثانويات!

هو “البريكولاج” يرقص مرّة أخرى، على سوء التسيير بنغمات “التغنانت” وسانفونية “تخطي راسي”، وها هي الوزارة هربا من “العتبة غير المربوحة”، تحضر لتأخير البكالوريا بـ”طلب من التلاميذ”، حتى تخرج من عنق الزجاجة التي دخلت إليها وأدخلت الجميع معها رغما عنهم!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • الجزائر الحر ابن المجاهد

    هذا المشكل تسببت فيه نقابت الكنيست الاسرائيلية هذه العصابة التي نجحت في تطبيق بنو صهيون الوزيرة كيما دارت معاكم ما سلكت الحل الوحيد هو الردع لا تنفع مع هذا القوم الا العصى شعب مجنون بمعنى الكلمة يا لطيف من هذا القوم الشعوب المتخلفة اصبحت تضحك علينا حسبي الله ونعم الوكيل الله لا تربح من كان السبب ضيعتم الجزائر ربي يخرج فيكم واحد واحد وخاصة النقابة واشباه الاساتذة الذين تخلوا عن المبادئ و الاخلاق و اتبعوا طرق الشيطان من اجل و سخ الدنيا و كان الدنيا هاربة عليهم لم يفكروا ابدا في الكارثة التي ستل

  • مسعود الطاهيري

    انه العبث و الفوضى .....................ربي يجيب الخير

  • mohammedsaid.L

    ... شكرا على المقال الهادف.... اسمح لي أخي الكريم ءوأنا الذي قضيت في قطار التربية كل مساري المهني - إلا قليلا- في الربية... أنه لم يحدث أبدا أن استشارت الوزارة ايا كان في تحديد تواريخ الإمتحانات والمسابقات’ناهيك عن امتحان البكالوريا... فالوزارة لها مديرية خاصة بالإمتحانات -- قبل أن تصبح ديوان الإمتحانات- هذه المؤسسة هي التي تعد الرزنامة السنوية وتعرضها علي مجلس المديرين الذي يرأسه وزير القطاع...وبعد المصادق عليه ينشر ويوزع على المؤسسات..فلا نقابات ولا تلاميذ ولا هم يحزنون....

  • ابن الجبل

    هذه المخلوقة الغريبة . بعدما تلاعبت بمصير الأساتذة بين شد وجذب طيلة فترة الاضراب ، استيقظت فجأة وقررت توقيف الاضراب ... وهاهي مرة اخرى تستيقظ وتقرر مشاورة التلاميذ في اختيار تاريخ امتحان البكالوريا. وان دل هذا على شيء فانما يدل ويؤكد انها بعيدة جدا عن عالم التربية وعن التسيير الأمثل للقطاع...! لا تتفاجؤوا اذا شاورت التلاميذ هل يحصلون على البكالوريا بالحضور أو بارسال صورة لبطاقة التعريف الوطنية ؟!.

  • الطيب

    ما هو الحل اذا تساوت نتيجة الاستفتاء مثلاً 50% مع بكالوريا قبل العيد و 50% بعد العيد !؟ و ماذا لو كانت نسبة المقاطعة 80% !؟ و هل سنكون عندها أمام موعد امتحانات شرعي مادام تم ربطها بالاستفتاءات !؟ لقائل أن يقول ما هذه الأسئلة الغريبة !؟
    الجواب هو هذه الأسئلة الغريبة تتماشى مع غرابة " استفتاء التلاميذ حول موعد الامتحان " !