-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
دعا إلى التقليل من أوضاع التشنج

بوتفليقة: دوائر الخطر المحيطة بحدودنا تتوسع

الشروق أونلاين
  • 1641
  • 1
بوتفليقة: دوائر الخطر المحيطة بحدودنا تتوسع
ح.م
عبد العزيز بوتفليقة

حذّر رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، السبت، من توسع المخاطر التي تحيط بحدود الجزائر، ودعا إلى المحافظة على التماسك الاجتماعي والوحدة الوطنية والتقليل من أوضاع التشنج.

وفي رسالة له بمناسبة إحياء اليوم الوطني للمحامي قرأها نيابة عنه وزير العدل حافظ الأختام، الطيب لوح، قال الرئيس بوتفليقة إنه “يجب أن لا يغيب عن الأذهان ما تتميز به المرحلة الراهنة من توسع في دوائر الخطر التي تحيط بمناطق شاسعة من حدودنا تضاف إليها المنافسة الدولية الصعبة وتضارب المصالح الاقتصادية القائمة على سعي الأقوياء للاستئثار بالموارد المتاحة دون حساب لغيرهم”.

وشدد رئيس الجمهورية، على أن “هذه الحقائق هي العوامل المضافة التي تحث أبناء الوطن على التماسك الاجتماعي والمحافظة على الوحدة الوطنية والتقليل من أوضاع التشنج والمواقف المسبقة التي قد تضر بالتوافق المجتمعي الذي نحن في أمس الحاجة إليه في مثل هذه الأوقات”.

وأبرز رئيس الدولة ضرورة أن “تظل الروح الإيجابية، التي تقدر المصلحة العليا للوطن وتجعلها تسمو فوق كل الاعتبارات الأخرى، هي الدافع والمحرك الأساس لمختلف الفعاليات الناشطة في البلاد”.

وأكد أن “ما تضمنه الدستور الأخير من تثبيت للمكونات الأساسية لهويتنا، وهي الإسلام والعروبة و الأمازيغية، هذه المكونات المرتبطة بوشائج وعرى لا تنفصل ولا تنفصم، هي من العوامل التي تغذي هذه الروح الإيجابية وتزيد في طاقة أبناء الوطن الواحد على العمل من أجل ترقيته وازدهاره في كنف السلم والوئام و الأمن والازدهار”.

وبخصوص نتائج المصالحة الوطنية، ذكر رئيس الجمهورية، أن الجزائر بعد أن استطاعت أن تتغلب على “الإفرازات السلبية لسنوات المحنة” وتجاوزت الدمار الذي خلفه الإرهاب “بإمكانياتها الذاتية” في محيط دولي لم يكن في تلك السنوات على دراية بامتدادات الظاهرة وعبورها للأوطان، وبعد أن تمكنت من تحقيق المصالحة الوطنية و”تحويل حالات فقدان التوازن وتضييع الإحداثيات إلى طاقة مفيدة للأمن والاستقرار”، تمكنت من “إرساء قواعد انطلاق جديدة لاستئناف مسار التنمية والتقدم على أقوم وأهدى سبيل”.

وشدد رئيس الجمهورية على أنه “ينبغي أن يسود الاقتناع بأن توفير أفضل الفرص لحياة المواطنين وتحسين أوضاعهم على مختلف المستويات يستوجب مواصلة التنمية وهو رهان لا يقل شأنا عن الرهانات الأخرى إن لم أقل أهمها”.

إصلاح العدالة عزّز استقلالية القضاء

وفي موضوع اليوم الوطني للمحامي، أكد رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، أن إصلاح قطاع العدالة بالجزائر قطع “أشواطا معتبرة” مكنت من استقلالية القضاء وتحقيق منظومة قضائية “عصرية مؤهلة لتلبية احتياجات المجتمع الجزائري”.

وقال الرئيس بوتفليقة، إنه بفضل الأشواط “المعتبرة” التي قطعتها الجزائر في مجال إصلاح العدالة “أصبح بإمكاننا الحديث عن تحقيق منظومة قضائية عصرية مؤهلة لتلبية احتياجات المجتمع الجزائري في الوقت الحاضر ولعقود أخرى قادمة”.

وذكر في هذا السياق بإنجاز هياكل قضائية في كافة أرجاء التراب الوطني و”تجهيز جميع المرافق القضائية بالوسائل اللائقة للعمل وإحداث تقدم غير مسبوق في مجال العصرنة، وتعميم الوسائل الإعلامية والإلكترونية، وتدارك النقص في الموارد البشرية من قضاة وأمناء ضبط وموظفين وما رافق ذلك من تكوين وتأهيل”.

وشدد رئيس الجمهورية أيضا على أن من نتائج الإصلاح التي عرفها قطاع العدالة “أن استكملت الهيئة القضائية كامل مقومات سلطتها واستقلاليتها بما يتسق مع المبادئ الدستورية، وبما يعزز مكانتها ودورها في ضبط وتأطير الحياة العامة وفقا للقانون، وبما يتماشى مع صيانة الحقوق الأساسية والحريات الفردية والجماعية”.

كما ذكر رئيس الدولة أن اللجنة الوطنية لإصلاح العدالة حرصت على أن تخص هيئة الدفاع بنصيبها من الاهتمام وكذا المهن الأخرى المساعدة للعدالة والموارد البشرية التي يتشكل منها قطاع العدالة بصفة عامة، مضيفا أنه على مدى كل المراحل، كانت الهيئة موجودة في مختلف اللجان الفنية المكلفة بتشخيص الواقع وتقديم الاقتراحات فضلا عن سنة التشاور المستمرة مع النقباء ومع غيرهم من المحامين.

قانون المحاماة استدرك النقائص

وشدّد في هذا المنحى على أن القانون المنظم لمهنة المحاماة الصادر في 2013 “جاء في سياق الـمسار المتكامل لإصلاح العدالة، واستجابة في نفس الوقت لرغبة كانت ملحة من طرف المحامين الذين أتيحت لهم فرصة إثراء ومناقشة مشروعه وتدارك النقائص التي تم تسجيلها خلال التجربة السابقة”.

في سياق متصل، لفت رئيس الجمهورية إلى أن القضاة وسائر مستخدمي قطاع العدالة أصبحوا على “درجة متقدمة” من التأهيل والاحترافية مما أدى إلى تحسن في مستوى الأداء القضائي من حيث النوعية ومن حيث الفصل في القضايا ضمن آجال معقولة.

وأردف قائلا أنه “ومع تقريب العدالة من المواطنين في كافة أرجاء الوطن وتسهيل لجوئهم إلى القضاء، وما تم إدخاله من مناهج وأساليب متطورة وتكنولوجيات حديثة للإعلام والاتصال لتحسين ظروف العمل وضمان شفافيته، أحرز القطاع تقدما ملحوظا في مجال تعزيز الأمن القانوني والقضائي داخل المجتمع، ومن ذلك ما تم القيام به من تكييف للمنظومة القانونية مع المقتضيات الدستورية الجديدة كالقـوانين الـمنشئة للمؤسسات الدستورية الجديدة، وجلّها يتعلق بحماية وترقية حقوق الإنسان”.

وأضاف “كما جرى تكييف القضاء الجزائي الذي يتجه هو الآخر إلى ترسيخ هذه الحقوق بعد مراجعة قانون الإجراءات الجزائية، وفقا للدستور للأخذ بقاعدة التقاضي على درجتين في المحاكم الجنائية وتعزيز قرينة البراءة وحقوق المشتبه فيهم في فترة التوقيف للنظر، والتأكيد على الطابع الاستثنائي للحبس المؤقت، وتعزيز سلطة قاضي الحكم في حماية الحريات باستحداث نظام الـمثول الفوري وإسناد سلطة الإيداع في الحبس لجهة الحكم بدلا من النيابة في الجنح المتلبس بها وغيرها ومرافـقة كل هـذه التعزيزات بدعم حقوق الدفـاع في جميع مراحل الإجراءات”.

وأكد أن السلطة القضائية “ستظل بكل مكوناتها ملتزمة بنطاقها الدستوري وبتنفيذ القوانين بسيادة واستقلالية وتجرد وحياد، ضمـن القناعة الراسخة بترقية وتطوير الحقوق والحريات ومواصلة تطهير المجتمع من الشوائب والأسقام”، مشددا على أن قطاع العدالة “سيستمر في إنجاز ما هو مسطر من الأهداف القائمة على مجموعة متكاملة من التدابير الرامية إلى تحقيق المزيد من التطوير في الأداء وفي تحسين الإصغاء والتكفل باهتمامات المواطنين”.

في هذا الإطار، طلب رئيس الجمهورية من جميع القطاعات الأخرى المعنية في الدولة أن “تعمل كل في مجال اختصاصه من أجل إعطاء هذا الأمر حقه من العناية والجدية والعمل على إعـداد مشاريع النصوص التي يتعين تحضيرها لتكييف مضامينها مع الأحكام الدستورية الجديدة”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • الحقيقة

    حذّر رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، السبت، من توسع المخاطر التي تحيط بحدود الجزائر، ودعا إلى المحافظة على التماسك الاجتماعي والوحدة الوطنية والتقليل من أوضاع التشنج. لو إستثمرتم في الموارد البشرية منذ 20 سنة لكان الأمر اليوم أفضل مما عليه و لكان ذلك الدرع الواقي للبلد من كل المخاطر ولو إستثمرتم في المعرفة وتوعية الجزائريين وتحرير العقول من الأوهام والأحلام لكانت الجزائر اليوم بخير لكن للأسف أهملت ذلك على حساب إستثمارات هي أقل أولوية مما خلق لنا مجتمع يعشق التطرف والكسل والحقد ورفض الغير واللاتسامح والجهوية والغش والتحايل ... وهو الخطر الأول الذي يهدد الجزائر للأسف