-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
قدرت ثروته بمليار فرنك قديم

بورجو.. قصة ملياردير فرنسي إبان الاستعمار

فاروق كداش
  • 2865
  • 0
بورجو.. قصة ملياردير فرنسي إبان الاستعمار

خروج المستعمر الفرنسي من الجزائر، لم يكسر شوكته فحسب بل اصاب مئات الآلاف من المعمرين بخيبة أمل كبيرة وصدمة حرمانهم من جنان الأرض وحياة الملوك التي كانوا يعيشونها في أرض ليست لهم وعودتهم إلى جحيم الأحياء الفرنسية المكتطة عن آخرها،هكذا كان إحساس المعمرين العاديين فما بالك بأكبر وأغنى معمر في الجزائر المستعمرة، لكن من هو وماهي قصته وماحجم الثروة التي كان يملكها ؟

كان يضرب به المثل في الثراء وفي امتلاك أراضي على مد البصر في العاصمة وضواحيها، ويقال هل عندك أحواش بورجو. إسمه هنري بورجود، ولد في 4 أوت 1895 في الجزائر وتوفي في 24 ماي 1964 في باريس،.

“كان هنري بورجو، في نظر الرأي العام إلى جانب جورج بلاشيت ولوران سكيافينو، شخصية أسطورية للاستعمار في الجزائر، وكان بثروته التي قيل إنها تجاوزت مليار فرنك قديم، ومكانته الاجتماعية، وجهازه الاقتصادي، وتفويضاته السياسية في الجمعيات المحلية مثل تلك الموجودة في باريس، حارسًا يقظًا لا يغمض له جفن على مصالح الاستعمار الفرنسي في الجزائر.

ينحدر هنري بورجو من عائلة من أصل سويسري استقرت في الجزائر عام 1878. وكان ابن لوسيان بورجود، وهو تاجر ومزارع عنب ومدير شركة، وهيرمانس ليهلغوالش.

في عام 1905، استحوذ والده لوسيان، في وقت فصل الكنيسة عن الدولة، على عقار “لا تراب” الضخم في ضواحي سطاوالي، الذي ورثه عنه ابنه هنري في عام 1948.

كان هنري بورجو ناشطا في السياسة، حيث كان رئيسًا لبلدية شراقة من عام 1930 إلى عام 1962، ومستشارًا عامًا لدائرة الجزائر من عام 1933 إلى عام 1960، ورئيسًا للمجلس العام من عام 1951 إلى عام 1952.

في 8 ديسمبر 1946 انتخب عضوا في مجلس الجمهورية، الغرفة العليا لبرلمان الجمهورية الرابعة، عن قائمة التجمع الجمهوري والاتحاد الجزائري. أعيد انتخابه في 7 نوفمبر 1948 و19 جوان1955.

قارون فرنسا

كان المعمر الكبير بورجو يملك أطيانا واراضي لا تعد ولاتحصى، مزرعته المعروفة باسم لاتراب كانت تمتد على مسافة ألف هكتار تقع على بعد 17 كيلومترًا من الجزائر العاصمة، وكانت تنتج النبيذ والخضروات المبكرة والحمضيات، وتمتد على المنحدرات المتدحرجة للساحل، يحيطها سور متين عمره قرن من الزمن . في هذا الديكور الخيالي عاش بورجو متسلطا على عماله الثلاثمائة. لم تكن ملكية لاتراب الوحيدة التي يمتلكها هذا المعمر بل كان ممتلكاته تضم أيضا 500 هكتار في مارانجو و100 هكتار من حقول الأرز في كوليا وحقولا للتبغ لمصانع باستوس والتي يعد بورجو أحد المساهمين فيها.

يذكر أن اسم بورجو بقي في اذهان سكان المنطقة بعد رحيله بسنوات إذ نسب له حي من أحياء ولاد فايت.

بقي في الجزائر بعد الاستقلال، ولكن في مارس 1963، قامت حكومة أحمد بن بلة بتأميم أراضيه الزراعية، فغادر هو وعائلته إلى فرنسا وتوفي في العام التالي بسبب السرطان، عن عمر يناهز 68 عامًا

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!