-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أثارت الجدل بعد زلزال تركيا وسوريا

تراجع مياه البحر يثير الهلع.. ومختصون يُطمئنون

كريمة خلاص
  • 22356
  • 0
تراجع مياه البحر يثير الهلع.. ومختصون يُطمئنون
أرشيف

أحدث انخفاض مستوى مياه البحر على طول السواحل الجزائرية جدلا وهلعا وسط الجزائريين الذين تداولوا الصور على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشكل غير مسبوق، خاصة مع انتشار بعض التفسيرات “الشعبية” التي ربطت الظاهرة بزلزال تركيا وسوريا، ما جعل المواطنين يتخوّفون من تكرار الكارثة الزلزالية في الجزائر معتبرين الأمر مؤشرا أوليا، إمّا على حدوث زلزال أو تسونامي أو حتى عواصف هوجاء.

في ميناء فوكة كما في ميناء زموري وحتى دلس وسكيكدة وجيجل وبجاية وغيرها من الولايات وقف المواطنون على تراجع ملحوظ جدا لمنسوب المياه الذي جعل بعض الحشائش البحرية الرطبة تبرز بشكل جلي.
وحاول بعض النشطاء على مواقع التواصل نشر رسائل مطمئنة مقابل منشورات تهويل وتخويف تشير إلى أن سبب تراجع البحر هو الزلزال، همّها الوحيد هو جمع “اللايكات” وتحقيق أكبر قدر من المشاركات.
وكتب المواطن حليم معلقا على فيديو لمنطقة سركوف “موجة تسونامي شبيهة بطوفان سيدنا نوح عليه السلام، تستعد لاجتياح المدينة من غير المعقول أن ينخفض منسوب الماء في شاطئ دون سواه” ورد المواطن رؤوف في تعليقة “هذه ظاهرة طبيعية لا داعي للخوف أو التخويف”.
أمّا لامية فكتبت “لي راهم خايفين ويسمعو بزاف لي فيديو لي مافيهاش فايدة ويامنوا بكل شي واقيل نولو نراجعو دروسنا تاع الابتدائي”.
صفحة “زموري كوربي” الفيسبوكية نشرت صورا لتراجع البحر إلى نحو 22 متر عن الشاطئ بعد أن كانت المسافة تقدّر بـ 5 متر، ونشرت صفحة أخرى صورا لرجوع البحر إلى الوراء حوالي 25 متر بشاطئ البابور المحروق (بلدية المرسى).
وأوضحت صفحة رسمية متخصّصة في الرصد الجوي “ميتيرولوجيك” أنّ تراجع مياه البحر بولايات ساحلية بشمال الجزائر مرتبط بظاهرة المدّ والجزر وهي ظاهرة طبيعية من مرحلتين تحدث لمياه المحيطات والبحار،وتنجم هذه الظاهرة عن التأثيرات المجتمعة لقوى جاذبية القمر والشمس وحركة دوران الأرض التي تولد بعض القوة الطاردة المركزية عند خط الاستواء.

الظاهرة لا تستدعي القلق
وطمأن المختصون في الرصد الجوي أن منسوب المياه يعود لحالته الطبيعية تدريجيا وأنّ الظاهرة لا تستدعي القلق، فالظاهرة تحدث كل مرة في منطقة معينة وغالبا لا يلاحظ ذلك إلاّ من قبل ذوي الاختصاص أو البحارة.
وحسب ما استقته، الشروق اليومي، من قبل جمال فهيس رئيس الجمعية العلمية الفلكية “البوزجاني” فإن ظاهرة المد والجزر ظاهرة فلكية دورية تحدث بسبب تأثير جاذبية القمر على مياه البحر والمحيطات، حيث يحدث في مرحلة المد ارتفاع تدرجي في منسوب مياه سطح المحيط أو البحر التي تتقدم، أما في مرحلة الجزر فيحدث انخفاض تدرجي في منسوب مياه سطح المحيط أو البحر التي تتأخر للخلف.
وعادة تظهر الظاهرة، حسب فهيس، في المحيطات المفتوحة ولا تظهر بوضوح في التجمعات المائية أو البحار المغلقة على غرار البحر المتوسط، وهي تحدث يوميا.
وفي سياق ذي صلة، أفاد بوفريوة هشام رئيس جمعية الصيادين بولاية تيبازة، في تصريح للشروق اليومي، أن البحارة متعوّدون على مشاهدة هذه الظاهرة المتكرّرة سنويا في شهر فيفري وقال بوفريوة الظاهرة طبيعية تحدث سنويا، غير أنّ المثير فيها هذا العام واللافت للانتباه أن انخفاض مستوى مياه البحر كان كبيرا مقارنة بالسابق وهو ما لفت انتباه عديد المواطنين والصيادين، بالإضافة إلى الجو المعتدل الذي أحدث استقرارا في مستوى سطح البحر.
وأكد محدثنا أن ميناء فوكة مثلا كان منسوب التراجع به يناهز 30-40 سنتيمتر غير أنه بلغ هذه المرة 70 سنتيمتر، فيما بلغ الانخفاض ببعض المناطق في الشاطئ حدود 40 متر.
وأوضح بوفريوة أن الصيادين والبحارة يعرفون جيدا معالم البحر وخصوصياته بحكم مهنتهم وخروجهم اليومي للصيد في المكان المألوف لديهم، وهو ما جعل الحديث يكثر في مواقع التواصل الاجتماعي والفضاء الأزرق الذي أعطى الظاهرة حجما كبيرا، نافيا ارتباطها وفق ما يستقونه من معلومات وما يقفون عليه من تجارب سنوية بحدوث الزلازل.
وتوقع المتحدث عودة البحر إلى منسوبه السابق مع حلول شهر مارس المقبل وذلك من خلال التيارات البحرية التي تساهم تدريجيا في استتباب الوضع. وطمأن بوفريوة الجزائريين بتجنّب تعاطي الأخبار المروعة والمهولة، فالظاهرة عادية لا تدعو للقلق، حسبه.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!