حادثة مركب 5 جويلية تصدم الجميع وتفسد فرحة تتويج المولودية

خيّم الحزن على مجريات الجولة الأخيرة من بطولة القسم الأول، بعد الحادث الأليم الذي عرفته مدرجات مركب 5 جويلية في لقاء الرائد مولودية الجزائر وصاحب المرتبة ما قبل الأخيرة نجم مقرة، وهذا بعد وفاة مناصر لمولودية الجزائر إثر سقوط جماعي لعدد من المناصرين بعد انهيار سياج حديدي في الطابق العلوي من المدرجات، وهو الأمر الذي خلف صدمة كبيرة وسط اللاعبين والمسيرين وجميع الذين شاهدوا المباراة من الملعب أو تابعوا مجريات الحادث عبر التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي.

صدمة كبيرة عرفتها جولة اختتام الموسم الكروي، اثر الحادث الأليم الذي عرفته مدرجات مركب 5 جويلية، بعد وفاة مناصر وجرح عدد معتبر من المناصرين إثر سقوط جماعي من المدرجات العلوية إثر انهيار سياج حديدي بصورة مباغتة في غمرة الأفراح والتفاعل مع مجريات التسعين دقيقة، وترقب موعد التتويج ومراسيم الاحتفال وتوزيع درع البطولة، قبل أن تختلط الأمور وتتحول الأفراح إلى أحزان إثر حادثة السقوط من المدرجات العلوية التي حولت عرس مركب 5 جويلية إلى مأتم خيم عليه الحزن وسط الجماهير واللاعبين والمسيرين، ليمتد إلى الملاعب الأخرى التي تحتضن مباريات الجولة الأخيرة من البطولة، بدليل تصريحات مختلف لاعبي ومدربي أندية القسم الأول التي عبرت عن ألمها وتضامنها مع أسرة مولودية الجزائر إثر هذه الفاجعة الأليمة، خاصة وأن الجهات التنظيمية كانت حريصة على إقامة احتفال يليق بتتويج “العميد” بلقب البطولة للموسم الثاني على التوالي، قبل أن تقرر إدارة مركب 5 جويلية إلغاء حفل تسليم درع البطولة، في ظل أجواء الحزن والألم التي أفسدت فرحة تتويج النادي وأنهت الموسم الكروي على وقع صدمة الحزن، بشكل أخلط الحسابات في آخر أنفاس البطولة.

وإذا كانت حادثة وفاة مناصر مولودية الجزائر قد خلفت موجة تضامن واسعة وسط الجمهور الجزائري ومختلف مسيرين ولاعبي الأندية الجزائرية، من خلال التصريحات التي أدلوا بها لوسائل الإعلام أو برقيات ومنشورات التعزية التي طغت على مواقع التواصل الاجتماعي، ناهيك عن الإجراءات التي قامت بها مختلف الجهات المعنية، بغية إسعاف المناصرين الذين تعرضوا لسقوط من المدرجات العلوية، من خلال معالجتهم أو التبرع بالدم لصالح المصابين، فإن هذه الحادثة المؤلمة تعيد إلى الواجهة أحداثا مماثلة عرفتها العديد من الملاعب الجزائرية في سنوات ومناسبات سابقة، وهو ما يجعل الكثير من الملاعب الجزائرية تشكل خطرا حقيقيا على الجماهير واللاعبين على حد سواء، سواء بسبب العنف الذي بات يسجل حضوره في كل مرة بشكل مخيف ومؤلم، أم بسبب افتقاد بعض الملاعب إلى الصيانة اللازمة، بدليل أن حادثة مركب 5 جويلية ناجمة عن انهيار سياج حديدي على وقع الضغط الجماهيري الذي عرفته المدرجات العلوية، وهو الأمر الذي يفرض إعادة النظر في مثل هذه الأمور بغية حفظ الدرس من هذه الحادثة التي حولت فرحة تتويج المولودية باللقب إلى حزن عميق آلم الجميع، بحكم أن عديد الملاعب الجزائرية لا تزال في حاجة إلى صيانة وإعادة النظر في هياكلها، خاصة الملاعب القديمة التي تشكل خطرا حقيقيا على حياة الأنصار، والكلام ينطبق حتى على بقية المركبات الرياضية بسبب نوعية الانجاز وكذلك غياب الرقابة والمتابعة للوقوف على حالتها على مستوى المدرجات وغيرها من المرافق التي تتوفر عليها. ويبقى المؤسف حس تغريدة اللاعب حشود هو أن الموسم انطلق بحادثة وفاة مناصر في ملعب الدويرة وانتهى بحادثة مماثلة كلفت حياة مناصر في مركب 5 جويلية، ما يجعل حياة الأنصار عرضة للخطر لأسباب مختلفة، سواء ما تعلق بحوادث في الملاعب وأخرى لعوامل ناجمة عن عدم تهيئة المناصر وتوعيته في الملاعب وخارجها، ما يخلف مخاطر حقيقية ناجمة عن العنف وحوادث المرور وغيرها من الأحداث المؤلمة التي تحول مباريات كرة القدم إلى مجال لصنع الفرحة إلى مكان لتوسيع دائرة الآلام والأحزان بسبب أحداث وسلوكات سلبية كان يمكن تفاديها بقليل من الوعي والتوجيه والمرافقة من طرف مختلف الجهات.