خسارة الكأس أسوأ ذكرى وهذا سر وفائي الطويل لاتحاد البليدة

أكد اللاعب الدولي السابق بلال زواني بأن قصته مع فريقه الأول اتحاد البليدة طويلة ولا يمكن محوها من الذاكرة، خاصة وأن مسيرته مع أبناء الورود تمتد على مدار 27 سنة كاملة، وذلك منذ موسم 80-81 إلى غاية عام 2007، مؤكدا أنه سخر جميع إمكاناته لتشريف ألوان هذا الفريق رفقة شقيقه رضا الذي شكل معه ثنائيا متجانسا سمح بخطف الأضواء في منافسة البطولة والكأس، لكن الحظ حال دون تتويج الاتحاد بأحدهما، ولو أن الإنجاز الذي يعتز به يكمن في صعود الفريق إلى القسم الأول عام 1992، وهو الإنجاز الذي بعث الفرحة وسط الأنصار حينها بعد سنوات طويلة من الانتظار.
يؤكد الدولي السابق بلال زواني خلال نزوله ضيفا على قناة “الشروق نيوز”، في برنامج “أوفسايد” الذي يعده ويقدمه الزميل ياسين معلومي، بأنه يعتز كثيرا بالمسار الطويل والمشرف الذي أداه رفقة شقيقه رضا بألوان اتحاد البليدة، حيث يتذكر قصته مع الاتحاد التي تعود إلى مطلع الثمانينيات، وذلك بعد بروزه اللافت في مباريات وبطولات ما بين الأحياء، بفضل التشجيع الذي حظي به في هذا الجانب، ما فتح له المجال لطرق أبواب اتحاد البلدية التي بدأها رفقة شقيقه رضا من الفئات الصغرى وصولا إلى صنف الأكابر الذي لعب فيه رغم انه لا يزال ينشط في فئة الأواسط، ناهيك على مروره على المنتخبات الوطنية، آخرها المنتخب الأولمبي مطلع التسعينيات، ثم المنتخب الوطني الذي شارك معه في عدة مباريات هامة ومثيرة، من ذلك نسخة كأس أمم إفريقيا 1998 ببوركينا فاسو.
لعبنا لقاء “الموك” وعيوننا لم تجف حزنا على وفاة الوالد
وأوضح بلال زواني بأن تاريخ إتحاد البليدة مليء بالفخر والأمجاد، بحكم أنه تأسس عام 1932 وقدم للجزائر الكثير من الشهداء، ما جعلنا كلاعبين “نسعى إلى تشريف ألوانه بغية تقديم ايجابي للكرة البليدية حتى نبعث الفرحة وسط الأنصار”، وهو الأمر الذي حرصت عليه مختلف الأجيال التي مرت على اتحاد البليدة حسب بلال زواني دائما الذي لم يخف فخره بالمساهمة في تحقيق الصعود إلى القسم الأول عام 1992، وكذلك تنشيط نهائي كأس الجمهورية ضد مولودية وهران، ناهيك عن تضييع فرصة التتويج بلقب البطولة عام 2003، وقبل ذلك في موسم 93-94 عقب الخسارة في لقاء شباب برج منايل، مفندا بالمناسبة جميع الإشاعات التي تم ترويجها في تلك الفترة حول تعمد الخسارة، حيث قال في هذا الجانب “كيف نتعمد الخسارة، ونحن في حاجة ماسة إلى تحقيق الفوز الذي يسمح لنا بنيل لقب البطولة في ذلك الموسم الذي كان مثيرا، في ظل التنافس بين عدة أندية مثل شبيبة القبائل واتحاد البليدة وشباب برج منايل واتحاد الشاوية التي عادت لها الكلمة بسبب فارق الأهداف وترتيب البطولة المصغرة التي تم الاحتكام عليها بسبب احتلال 3 فرق للمرتبة الأولى.
حناشي أرادني رفقة شقيقي في الشبيبة لكن بن دالي رفض تسريحنا
أما بخصوص خسارة نهائي كأس الجمهورية ضد فريق مولودية وهران، وبصرف النظر عن اعترافه بقوة المنافس الذي كان مشكلا من عدة لاعبين يحملون ألوان المنتخب الوطني، إلا أنه حسب زواني بلال فإن الحكم حرم شقيه رضا من ركلة جزاء شرعية، كما منح هدية للمنافس مكنته من تسجيل هدف الفوز في الدقائق الأخيرة، مؤكدا أن اتحاد البليدة كان الأحق بالتتويج بلقب الكأس في ذلك الموسم. كما تحدث بلال زواني عن ظرف تضييع فرصة التتويج بلقب البطولة عام 2003 أمام اتحاد الجزائر، وفي مقدمة ذلك خسارة لقاء مصيري أمام هذا الأخير بملعبه، بسبب حدوث عطب في الحافلة حال دون الوصول إلى الملعب في الوقت المحدد، وهو الأمر الذي حرم زملاءه من القيام بعملية الإحماء قبل انطلاق اللقاء، ناهيك عن التأثيرات الجانبية التي تسبب فيها الحادث المذكور.
فزنا وديا على مصر مرتين في 1998 لكن المصريين فازوا بكأس إفريقيا
هذا سر بقائي مدة طويلة في البليدة رغم العروض المغرية
ويتساءل الكثير عن الأسباب التي جعلت بلال زواني يحمل ألوان اتحاد البليدة لمدة تزيد عن ربع قرن (27 سنة كاملة)، مرجعا ذلك إلى وفائه لهذا الفريق، وكذلك تمسك المسيرين بخدماته، ما حال دون تغيير الوجهة نحو عديد الأندية التي طلبت خدماته، على غرار شبيبة القبائل بعد عرض مغر من المرحوم حناشي قدمه له ولشقيقه رضا، وكذلك اتحاد الجزائر ومولودية الجزائر واتحاد الحراش، حتى انه حسب بلال زواني فكر في تغيير الأجواء، حين تدرب مع اتحاد الحراش لمدة أسبوعين في بداية الوسم، لكن عاد في النهاية إلى البليدة، ونفس السيناريو حدث له حين استهل التحضيرات مع اتحاد الجزائر ثم عاد من جديد إلى عاصمة الورود، مرجعا ذلك إلى تمسك المسيرين من جهة وكذلك قربه من المرحومة والدته، ولو أن ذلك لم يمنعه فيما بعد من خوض تجربة احترافية في البطولة الفنلندية، كما يتذكر علاقة والده باتحاد البليدة وحرصه على تشريف ألوانها، حتى انه لعب مباراة “الموك” رفقة شقيقه بعد 3 أيام عن وفاة والده، والدموع لم تجف بعد حسب قوله، وهذا بطلب من رئيس النادي المرحوم زبير بن دالي.
فزنا وديا على مصر مرتين في 1998 لكن المصريين فازوا بكأس إفريقيا
ويعد بلال زواني من بين اللاعبين الذين أتيحت لهم فرصة حمل ألوان المنتخب الوطني تسعينيات القرن الماضي، بفضل بروزه اللافت في البطولة الوطنية، ومساهمته في تألق اتحاد البليدة على جبهتي البطولة والكأس، ما جعله أحد المهاجمين في تلك الفترة، حيث كانت له بصمته مع المنتخب الأولمبي، وحمل بعد ذلك ألوان أكابر المنتخب الوطني في عهد المرحوم عبد الرحمان مهداوي الذي أشاد به كثيرا زواني، بفضل كفاءته وطيبته وروحه الإنسانية وحرصه على تشجيع اللاعبين، حيث يتذكر بلال عديد المباريات الهامة التي لعبها، منها وديتين ضد المنتخب المصري عام 1998، حيث عادت الكلمة لزملائه على وقع هدفين مقابل هدف، لكن المنتخب المصري ورغم هزيمته فاز فيما بعد بلقب كأس إفريقيا 1998 ببوركينا فاسو.