دول عربية تعتبر فلسطين عبئا يجب التخلص منه
كشف سفير دولة فلسطين بالجزائر، لؤي عيسى، الأربعاء، أن دولا عربية تعتبر القضية الفلسطينية عبئا ثقيلا على بعض الدول العربية وتريد التخلص منها لأن ثمنها غالي.
ولدى استضافته في برنامج “ضيف الصباح” بالقناة الإذاعية الأولى، أوضح السفير أن فلسطين تواجه مشروعا دوليا لترتيب المنطقة بشكل نهائي تكون فيه إسرائيل القوة الإقليمية الأولى بانخراط دول عربية، مؤكدا بقوله “لا نريد لأحد أن يستغل القضية الفلسطينية في الصراعات الجانبية”.
وانتقد لؤي عيسى تجاهل دول عربية للقضية الفلسطينية وكفاحها ضد الكيان الصهيوني وقال “لما حدثت هبة القدس تركونا لمدة 9 أيام لم يتصل بنا أحد ولم يسأل علينا أحد ونظرا لثباتنا لمنع تدنيس القدس الشريف بدأت بعض الدول والمنظمات تصدر مواقف”.
وأضاف “مخطئ كل الناس أنظمتنا ورؤسائنا وأحزابنا وشعوبنا في طبيعة الصراع في فلسطين من يفكر بأن التنازل عن فلسطين سيحمي كيانه واقتصاده مخطئ لأنه سيذهب أولا اقتصاده سيتهدم”، داعيا الدول العربية إلى مساعدة الفلسطينيين وليس مساعدة الكيان الصهيوني عليهم.
وأضاف “نريد أن نوقف عملية تصفية القضية الفلسطينية”، مشيرا إلى أن “المسألة ليست قضية فصائل، فالذي حصل من انقسام مدة 11 سنة ترك أثارا حقيقية حيث أصبح هناك نظامين منفصلين، والآن حان الوقت لبذل مجهود من أجل الوحدة الوطنية وهو ما يحصل وستنجح المصالحة الوطنية”.
وقال إن “نتائج الصراع ستكون على كل الدول وخصوصا على العالم العربي، لأن القوى الدولية اليوم بين مستسلم ومقاوم ومساوم او تارك للقضية أو ضاغط علينا لترك القضية”، مشيرا إلى أن الفلسطينيين يتعرضون اليوم لضغوط مالية وحصار.
وفي هذا السياق، أكد سفير دولة فلسطين بالجزائر، أن 138 دولة اعترفت بدولة فلسطين وهي موجودة في كل المنظمات الدولية وكلما دخلت فلسطين في منظمة تنسحب منها دولة الاحتلال الاسرائيلي مع أمريكا، مشيرا إلى أن فلسطين تملك كل المؤسسات رغم أن الوضع صعب لكن لا أحد يمكنه إلغاؤها لا خارجيا و لا داخليا ونطالب العالم أن يطبق قراراته فقط.
وأشار السفير لؤي عيسى إلى أن الملامح خطيرة في مناطق عدة من فلسطين من حيث مستويات الاستيطان على الأرض ومن المشاريع المطروحة في المنطقة والتي تسمى بصفقات القرن من طرف الولايات المتحدة، وكذا من تصعيد للضغط على فلسطين ماليا وحصارها.
وأوضح أن ما يتعرض له الرئيس الفلسطيني محمود عباس “أبو مازن” من ضغوطات محدد في آليتين: الأولى العودة إلى المفاوضات العبثية أو التخلي عن رؤيتنا لمفهوم السلام واستحداث قضايا جديدة مثل تعديل المبادرة العربية لتكون في التطبيع قبل الحل أو الضغط على الفلسطينيين على المستوى الداخلي عبر ما يسمى الآن بـ 27 قرار في الكونغرس الأمريكي ضد منظمة التحرير الفلسطينية والتي لها علاقة بآلياتنا وقضايانا وبالتالي يتم الضغط على الفلسطينيين في مسائل أيضا في التحويلات المالية وليس في المال.
وقال سفير دولة فلسطين إن “الجانب الأخر وهو الأخطر وما يخيفنا هو وحدتنا الداخلية لأنه لا انتصار بدونها، مؤكدا أن توحيد أداة العمل الوطني في مواجهة الاحتلال وعلى أرضية أساسية لأنه لديها عدو واحد وهو العدو الصهيوني وهدفنا تحرير فلسطين”.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن “وعد بلفور1 زرع الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة وبلفور2 ثبتها كقوة إقليمية صديقة حليفة وعندها تغيرت التحالفات وبالمقابل اخترع شيء جديد سمي بالإرهاب يهدد الجميع، وسوقت إسرائيل كأنها حامية الحمى ضد الإرهاب وتحولت من عدو إلى حليف لمجابهته ودخلت في بعض الدول العربية وتغلغلت كذلك بالتسويق والتغيير الفكري ومست كذلك الجانب الاقتصادي أيضا وبدعم من أمريكا” – على حد تعبيره-.
وقال لؤي عيسى “لا يوجد سلام في العالم طالما قضية فلسطين موجودة فمن يريد العدالة يجب أن يطبق قراراته، فأمريكا تفرض عقوبات على فلسطين وتغلق مكتبها لأنها تطلب حقها في تقرير المصير”.
وأوضح أن القوى الدولية الأساسية التي رعت الكيان الصهيوني وأوجدته في المنطقة هي مصرة أن تحقق له الانتصار لذا تغرق المنطقة وتفكك قواها لتضل الورقة الفلسطينية التي استطاعت أن تعود بقوة إلى الساحة وحيدة يفرض عليها تثبيت دولة الاحتلال كقوة إقليمية في المنطقة وتحكمها أيضا لذلك أصبح الوضع صعبا على المستوى الخارجي لأن القوى الكبرى تتحكم في المنظمات الدولية وهي عاجزة أن تحاسب دولة الاحتلال وتعجز عن تطبيق قراراتها في مجلس الأمن على هذه الدولة.