رويترز تبرئ ملك الأردن من تصريحات مضللة بشأن لقائه مع ترامب

برأت وكالة أنباء رويترز، ملك الأردن عبد الله الثاني من تصريحات نقلتها ووصفتها بالمضللة، متعلقة بزيارته إلى واشنطن ولقائه بالرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وقالت رويترز في ملحوظة للمشتركين بوكالتها، إنها تسحب “خبرا مستعجلا جدا” نشرته كتصريح لملك الأردن في 11 فيفري الحالي بشأن استقبال الفلسطينيين مفاده “علينا أن نضع في الاعتبار كيفية تنفيذ هذا الأمر بما يخدم مصلحة الجميع”.
وأكدت رويترز أن الخبر مضللا وتم سحبه، ولن يتم نشر أي خبر مستعجل جدا كبديل عنه.
واستند الخبر المستعجل جدا على تصريح العاهل الأردني عندما سُئل عن اقتراح أميركي بأن تستقبل المملكة فلسطينيين من غزة.
وقال الملك: “يتعين علينا أن نضع في اعتبارنا أن هناك خطة من مصر والدول العربية. لقد دعانا (ولي العهد السعودي الأمير) محمد بن سلمان لإجراء مناقشات في الرياض”.
وأضاف: “الهدف هو كيفية جعل هذا الجهد ناجحا بطريقة تصب في مصلحة الجميع. من الواضح أن علينا أن ننظر في مصلحة الولايات المتحدة، وشعوب المنطقة، وخاصة شعبي الأردني”.
يذكر أن العاجل الذي نشرته “رويترز” أثار في حينه ضجة واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث بدا وكأن عبد الله الثاني وافق على خطة ترامب بشأن نقل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن.
هذا ما جاء في بيان البيت الأبيض
وفي 12 فيفري 2025 أصدر البيت الأبيض بيانا بشأن اللقاء الذي جمع ترامب وملك الأردن بالعاصمة واشنطن، والذي تباحثا خلاله عن الوضع في قطاع غزة.
وقال البيت الأبيض: “عقد الرئيس دونالد ترامب والملك عبد الله الثاني اجتماعا وديا ومثمرا.. وهنأ الملك الأردني الرئيس ترامب على أسابيعه الأولى الناجحة للغاية في منصبه”.
وبحسب البيان شكر عبد الله الثاني “الرئيس الأمريكي على قيادته في تأمين إطلاق سراح الرهائن من غزة ووقف مؤقت للأعمال القتالية. وأكد الرئيس على قوة العلاقات بين الولايات المتحدة والأردن، وشكر جلالته على التزام المملكة الطويل الأمد بتعزيز السلام الإقليمي ودفعه إلى الأمام”.
وجدد ترامب في لقائه مع عبد الله الثاني، وفق المصدر، مطالبته لحركة حماس بالإفراج عن جميع الرهائن، بمن فيهم الأميركيون، بحلول السبت، كما “طلب من الملك المساعدة في ضمان إدراك حماس وقادة المنطقة لخطورة الوضع”.
وأضاف: “ناقش الزعيمان هدف الرئيس المتمثل في ضمان إعادة بناء غزة بشكل أفضل بعد انتهاء الصراع، وتوفير الخيارات لشعب غزة التي تسمح لهم بالعيش في أمان وكرامة، وخالية من طغيان حماس”.
وكان العاهل الأردني أكد، في تغريدات على إكس بعد لقائه ترامب، أنه أوضح للرئيس الأميركي “موقف بلاده الثابت ضد تهجير الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية”.
وقال إن “أولوية الجميع هي إعادة إعمار غزة دون تهجير أهلها، والتعامل مع الوضع الإنساني الصعب في القطاع”.
بينما صرح ترامب للصحافيين عقب اللقاء بأنه “ستكون هناك قطع من الأرض في الأردن ومصر يمكن أن يعيش فيها الفلسطينيون”.
وقال “الفلسطينيون سيعيشون بأمان في مكان آخر غير غزة وأدرك أننا قادرون على التوصل إلى حل”.
منم جانب آخر، أشادت حركة حماس بما وصفتها “المواقف الثابتة” للأردن ومصر، “بعد رفضهما أي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني”، وتأكيد البلدين وجود خطة عربية لإعادة إعمار قطاع غزة دون المساس بحقوق سكانه.
وأكدت الحركة أن الموقف الأردني يُعتبر “امتداداً لموقف المملكة الثابت في رفض مشاريع التهجير والتوطين والوطن البديل”، مشيرة إلى أن هذه المشاريع تهدف إلى “طمس هوية الشعب الفلسطيني وإنهاء قضيته العادلة”.
خطأ كارثي في الترجمة يفتح أبواب النقد على ملك الأردن
وتسبّب خطأ كارثي في ترجمة جملة قالها ملك الأردن عبد الله الثاني، خلال لقائه بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، مساء الثلاثاء، في فتح أبواب النقد بشأن تصريحاته التي ظهرت مناقضة لموقف الدول العربية الرافض لخطة تهجير الفلسطينيين.
وفي التفاصيل، اعتذر مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير فوزي العشماوي، الأربعاء، عن خطأ في الترجمة للتصريحات التي أدلى بها الملك عبد الله الثاني في المؤتمر الصحفي الذي جمعه بترامب.
وفيما يتعلق بتهجير الفلسطينيين من غزة إلى دول أخرى على رأسها الأردن، قال العشماوي إن وسائل إعلام عربية نسبت للملك قوله: “سوف نرى كيف يمكن تحقيق ذلك لمصلحة الجميع”.
وأضاف: “تبين أن هذه الترجمة لم تكن دقيقة، حيث أرسل لي بعض الأصدقاء نصا آخرا لما قاله الملك”، حيث قال: “من الصعب تنفيذ ذلك بصورة ترضي الجميع”.
وتابع: “هذا فارق ضخم، ولو كان الأخير هو النص الصحيح فإنني أعتذر عن نقل النص المترجم، ويكون ما قاله الملك لا غبار عليه”.
وكان العاهل الأردني قد التقى ترامب في البيت الأبيض، مؤكداً قدرة المملكة على استقبال ألفي طفل مريض من غزة، ومشدداً على أن العرب سيقدمون رداً موحداً على خطة ترامب بشأن غزة.
وقالت صحيفة وول ستريت جورنال إن أول زعيم عربي يزور البيت الأبيض منذ دعا الرئيس ترامب إلى السيطرة على غزة ونقل سكانها البالغ عددهم مليوني نسمة، تجنب المواجهة العامة لكنه تجنب تأييد خطة ترامب غير المحتملة.
وأضافت أن ترامب تعهد مرة أخرى خلال لقاء الملك عبد الله الثاني “بالسيطرة” على غزة، مما دفع الملك إلى التحرك بشكل غير مريح في كرسيه والتأكيد على أن الحكومات العربية سترد بخطتها الخاصة لغزة بعد الحرب في وقت لاحق من هذا الشهر.
وفي وقت لاحق، أكد ملك الأدرن على تويتر “موقف الأردن الثابت ضد تهجير الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية”.