سجن صيدنايا.. مشاهد صادمة ومكافأة مالية لمن يفك لغز الأقبية السرية

أثارت فيديوهات إطلاق سراح مساجين سجن صيدنايا انتشارا واسعا عبر القنوات ومواقع التواصل الاجتماعي لهول وقساوة المشاهد المتداولة، بعد نجاح المعارضة في إسقاط نظام الأسد.
وأظهرت الفيديوهات دخول جماعات من الثوار إلى السجن الأشهر في سوريا وهم يفتحون البوابات الحديدية لإخراج آلاف المعتقلين من النساء والرجال وحتى الأطفال، على وقع التكبير والتهليل.
غير أن العامل المشترك بين جميع الفيديوهات هو حالة الصدمة والذهول التي أصابت المساجين فبين الفرحة والخوف والاستغراب مما يحدث اختلطت المشاعر ولاذت الأرجل بالفرار لتبدأ معها آلاف القصص الخيالية عن ما شهدوه داخل هذا المعتقل.
اثناء اخراج السوريين من معتقلات صيدنايا، تشقعر له الابدان pic.twitter.com/BGXF5c5mV5
— عمر مدنيه (@Omar_Madaniah) December 8, 2024
وبعد استعاب الموقف، كشف العديد ممن كانوا يقبعون بصيدنايا عن وجود مساجين آخرين في سراديب وأقبية سرية يواجهون مصيرا مجهولا.
وأظهر مقطع فيديو مصور لكاميرات المراقبة في سجن صيدنايا وجود أعداد كبيرة من المعتقلين الذين يتجولون في زنازينهم وكأنهم “لا يعرفون ماذا حدث”.
لو لم يكن من فائدة لسقوط نظام الطاغية وهروبه إلا خروج هؤلاء السجينات وأطفالهن لكفى..
المشهد كاملاً يبعث الأمل في النفوس
يارب نشهد مثله لأسيرات وأسرى فلسطين pic.twitter.com/QzXHuEj2Jw— Khaled Safi 🇵🇸 خالد صافي (@KhaledSafi) December 8, 2024
وكشفت اللقطات، السجناء وهم في زنازينهم، يجلسون ويتحركون، وليس لهم خبر بما يحدث خارجا.
مكافئة مالية لمن يفك اللغز..
أعلن الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، الاثنين، عن تخصيص مكافأة مالية بمبلغ 3 آلاف دولار أميركي لكل من يدلي بمعلومات مباشرة تؤدي إلى تحديد أماكن سجون سرية في سوريا يوجد فيها معتقلون.
ووجهت إدارة الدفاع المدني دعوة خاصة لضباط الأمن السابقين والعاملين في الأفرع الأمنية للمساعدة في الوصول إلى هذه السجون السرية، وأكدت على أهمية هذه المساهمة وضرورتها، وقالت إنها تضمن لهم “الحفاظ على سرية المصادر”.
وعبرت عن “كامل التضامن مع الأهالي وذوي الضحايا”، وقالت “نتفهم تماماً شعورهم بانتظار أحبابهم وفلذات أكبادهم لكننا نناشدهم بالتروي وعدم الحفر في السجون أو المساس بها لأن ذلك يؤدي إلى تدمير أدلة فيزيائية قد تكون أساسية للكشف عن الحقائق ودعم جهود العدالة والمحاسبة”.
وأكدت أن الفرق المختصة جاهزة للتعامل مع أي سجن يتوقعون وجود معتقلين فيه.
وأعلنت الخوذ البيضاء، الاثنين، أن فرقه المتخصصة لم تعثر على أي أبواب سرية أو أدلة تشير إلى وجود معتقلين ضمن أقبية وسراديب داخل سجن صيدنايا.
وأكد بيان صادر عن الدفاع المدني، أن فرق البحث بأدوات الخرق والبحث والمجسات الصوتية وبوجود فرق k9 التي تضم كلاباً مدربة، بالإضافة إلى الاستعانة بأشخاص على دراية بمداخل السجن وأقبيته السرية.
وأضاف البيان أن عمليات البحث تستند أيضا إلى معلومات وإرشادات قدمها أشخاص تم التواصل معهم من قبل أهالي المعتقلين، ممن لديهم معرفة بمداخل السجن والأقبية السرية المحتملة.
وأكد المصدر ذاته، في بيان سابق، أن العمليات مستمرة بأقصى طاقة ممكنة، مع الحفاظ على جاهزية الفرق لمواجهة كافة السيناريوهات المحتملة.
وأضاف أن الفرق ستواصل عمليات البحث الشاملة في جميع أرجاء السجن، مع الالتزام بتقديم تحديثات مستمرة حول مجريات العملية.
وأشار البيان: “نعمل بكل طاقتنا للوصول لأمل جديد، ويجب أن نكون مستعدين للأسوأ. ومع ذلك، نحن مستمرون بالعمل والبحث في كل مكان داخل السجن”.
لو لم يكن من فائدة لسقوط نظام الطاغية وهروبه إلا خروج هؤلاء السجينات وأطفالهن لكفى..
المشهد كاملاً يبعث الأمل في النفوس
يارب نشهد مثله لأسيرات وأسرى فلسطين pic.twitter.com/QzXHuEj2Jw— Khaled Safi 🇵🇸 خالد صافي (@KhaledSafi) December 8, 2024
غوانتانامو سوريا..
ويُعد سجن صيدنايا من أشهر السجون العسكرية في سوريا، ويقع بالقرب من بلدة صيدنايا في ريف دمشق وهو معروف بسمعته السيئة نظرًا للتقارير العديدة التي تشير إلى وقوع انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان داخله.
وتأسس السجن في ثمانينيات القرن الماضي، وتُقدّر مساحته بـ1.4 كيلومتر مربع.
يتبع سجن صيدنايا لوزارة الدفاع السورية، ولا تملك وزارة العدل أي سلطة عليه. لا يُسمح لأحد بدخوله أو زيارة أي معتقل دون الحصول على موافقة مسبقة من شعبة الاستخبارات العسكرية.
واشتهر السجن بكونه مركزا لاحتجاز السجناء السياسيين المدنيين والعسكريين والمعارضين. وقد أثار على مر السنين جدلاً واسعاً بسبب التقارير المتعددة عن ظروف الاحتجاز فيه، بالإضافة إلى التعذيب الوحشي وعمليات الإعدام الجماعية.
وبحسب تقارير حقوقية فإن نظام الأسد كان ينفذ في نزلاء هذا السجن عمليات إعدام جماعية وبشكل دوري مرتين في الأسبوع.
وكان المعتقل ينقل من زنزانته في المساء ليعدم في نفس الليلة أو في اليوم التالي، للتتم عمليات الإعدام المباشر شنقاً في غرف مخصصة لذلك، فضلاً عن التعذيب والتنكيل.