-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
دافعت عن صنصال وخوّنت مغربيا دعا إلى تقرير مصير الصحراويين

عندما تسقط ورقة التوت عن أذرع النظام المغربي

محمد مسلم
  • 16190
  • 1
عندما تسقط ورقة التوت عن أذرع النظام المغربي
ح.م

بعدما ذرفوا دموع التماسيح على الكاتب الفرنسي، بوعلام صنصال بداعي الدفاع عن حرية التعبير، سارت أذرع النظام المغربي عكس هذه القناعة في قضية أخرى مشابهة ولكنها لا تصب في مصلحة النظام العلوي، ووجهوا سهامهم نحو ناشط حقوقي مغربي، دعا إلى إجراء استفتاء في الصحراء الغربية، تماما كما تطالب هيئة الأمم المتحدة.
وفي تسجيل فيديو متداول على شبكات التواصل الاجتماعي، دعا عزيز غالي، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، لإجراء استفتاء في الصحراء الغربية. وسئل غالي عن موقف الجمعية من قضية الصحراء الغربية فرد قائلا: “موقف الجمعية من قضية الصحراء الغربية واضح، وهو مع تقرير مصير الشعب الصحراوي”.
وعلق الصحفي على هذا التصريح ووصفه بأنه “كلام خطير”. غير أن عزيز غالي أكد على موقفه قائلا: “ليس خطيرا. هذا هو موقف الجمعية. ولما بدأ التفاوض بين الدولة المغربية وجبهة البوليساريو، أصبح موقفنا هو الدعوة إلى حل تفاوضي يرضي جميع الأطراف ويجنب المنطقة الحرب”.
وشدد الحقوقي المغربي على أن الحل لا يجب أن يكون في إطار الحكم الذاتي، قبل أن يتساءل عن “أسباب تفاوض المغرب حول الملف إذا كان الحكم الذاتي وحده هو الحل؟”، مشيرا إلى أن “التفاوض يعني أن هناك نقاشًا مستمرًا والأمر غير محسوم، وموقف الجمعية هو التوصل إلى حل مرضٍ لجميع الأطراف، وليس حلاً على حساب طرف آخر”.
وقد خلفت هذه التصريحات هرجا ومرجا في المشهدين السياسي والإعلامي في المملكة العلوية، إلى درجة سريان إشاعات لم يتم التأكد منها، بأن عزيز غالي تعرض للاعتقال من قبل مصالح الأمن المغربية. لأن قضية الصحراء الغربية بالنسبة للنظام المغربي تعتبر خطا أحمر، كما جاء على لسان أكثر من مسؤول مغربي.
وردا على هذه التصريحات المثيرة، سارعت أذرع النظام المغربي وذبابه الإلكتروني إلى اتهام رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بـ”العمالة للجزائر”، وهو ما كان قد نفاه عزيز غالي في الفيديو الذي سبقت الإشارة إليه، على اعتبار أن مثل هذا التصريح ينسف الرواية الرسمية للمملكة المغربية، التي أكد عليها الملك محمد السادس، وما دونه من مسؤولين وعلى رأسهم وزير الخارجية، ناصر بوريطة، الذي يردد في كل مرة أنه لا حل لقضية الصحراء الغربية خارج مخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به النظام المغربي في سنة 2007.
واتهمت منابر إعلامية مغربية نقلا عن شخصيات قدمتها على أنها ناشطة في مجال حقوق الإنسان، عزيز غالي بأنه “فقد البوصلة”، وخسر “احترام الكثير” جراء تصريحاته حول الصحراء الغربية، فيما زعم شخص آخر يدعى محمد الزهاري، أن كلام عزيز غالي لا يغير من وضع الصحراء كجزء من التراب المغربي، على حد زعمه.
وفي تغريدة له على منصة “إكس”، تحدث الصحفي المغربي، علي لمرابط، الذي يقيم خارج المغرب، إشاعات اعتقال عزيز غالي، غير أنه سرعان ما نفاها، لافتا إلى أن مواقف عزيز غالي وجمعيته الحقوقية من القضية الصحراوية ليست جديدة، وهي تعود إلى فترة الملك المغربي الراحل، الحسن الثاني، ومع ذلك تعرض الحقوقي لحملة من التخوين والعمل لصالح أجندات خارجية، في إشارة إلى الجزائر.
وتكشف هذه الحادثة كيف تتعاطى أذرع النظام المغربي مع بعض الأصوات الحرة عندما يتعلق الأمر بالقضية الصحراوية، علما أن هذه الأذرع هي التي دافعت بقوة عن بوعلام صنصال عندما تعرض للإيقاف في الجزائر بسبب تصريحاته، التي لا تستند إلى أي مبرر تاريخي أو سياسي، كما قال المؤرخ الفرنسي، بجامان ستورا قبل أيام.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • كونان

    اللهم اشفي ملكنا المحبوب لدى شعبه وامصره ولا تنصر عليه آميييين