-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
صاحب مقولة "الجزائر مكة الثوار"

في اليوم العالمي لإفريقيا.. من هو “الثائر” أميلكار كابرال؟

مجيد صرّاح
  • 2290
  • 0
في اليوم العالمي لإفريقيا.. من هو “الثائر” أميلكار كابرال؟
أرشيف
أميلكار كابرال

هو أب التحرر في غينيا بيساو وجزر الرأس الأخضر، كان زعيما ثوريا ومفكريا سياسيا، فقد جمع بين الفكر والعمل العسكري وبعد النظر حول مستقبل إفريقيا.

وكان يقول : “لا يمكن لغينيا أن تستقل دون أن تستقل كل إفريقيا ولا يمكن لإفريقيا أن تستقل دون أن تستقل غينيا”.

ولد أميكار كابرال في 12 سبتمبر 1924 في غينيا بيساو. انتقل في شبابه إلى البرتغال، والتي كانت تستعمر بلاده في ذلك الوقت، أين درس الزراعة في المعهد العالي للزراعة في لشبونة البرتغالية.

وهو طالب، أسس عديد الحركات وذلك من أجل محاربة كل من الديكتاتورية في البرتغال والإستعمار الذي مارسته على إفريقيا، بالخصوص غينيا بيساو والرأس الأخضر. بعد عودته لبلده، أسس الحزب الإفريقي لاستقلال غينيا بيساو والرأس الأخضر عام 1956، كما ساهم في تأسيس الحركة الشعبية لتحرير أنغولا، التي كانت أيضا واقعة تحت الاستعمار البرتغالي.

إذا كان كابرال يقول عن الاستعمار إنه “ليس اضطهادًا فحسب، بل هو أيضا نظام إنكار لإنسانية الشعوب المستعمرة”، فقد كان يردّد أن الجزائر العاصمة هي “مكة الثوار”.

سأله مرة صحفي وطلب منه شرح ما يقصد بمقولته هذه التي كثيرا ما كان يكررها، فأجابه أميلكار كابرال : “إذا كان المسيحيون يحجون نحو الفاتيكان، والمسلمون نحو مكة فالثوار يحجون نحو الجزائر”.

قبل الدعوة لرفع السلاح ضد التواجد البرتغالي بكل من غينيا بيساو والرأس الأخضر، قام أميلكار كابرال بدراسة المجتمع في كل من غينيا بيساو والرأس الأخضر لمعرفة مكوناته وخصائصه ومعرفة من هو المكون الأكثر استعدادا للكفاح من أجل التحرر.

تحرر لم يكن كابرال يعتقد أنه سيتحقق بمجرد تكرار تجارب الثورات من مكان لآخر، بل يجب على كل مجتمع ابتكار نموذجه وأساليبه اعتمادا على سياقه، كما كان يرى أنه لا تحرر بدون ثقافة وبدون حقيقة وبدون وعي سياسي.

“يجب أن نعود إلى تاريخ شعبنا وتقاليده وعاداته وثقافته لاستعادة هويتنا الوطنية”. إضافة إلى العمل المسلح الذي خاضه ضد الإستعمار البرتغالي، من 1963 إلى غاية 1973، قام أميلكار كابرال بعرض أفكاره على أبناء بلده وعلى العالم في مقالاته ومحاضراته حيث تحدث عن التحرر، عن دور الثقافة في الكفاح التحرري، ضرورة العمل المسلح… كما عمل أيضا على التعريف وإسماع صوت شعبه وثورته، وكانت الجزائر التي كان يتردد عليها هي المنبر الذي يرفع منه صوته.

في 1973 تم اغتيال أميلكار كابرال قبل أن يرى استقلال بلاده، لكن بعد أن خلد التاريخ اسمه ونضاله كرائد من رواد التحرر في إفريقيا، الذي لا يزال يلهم شعوب القارة.

الجزائر كانت وستزال قبلة الثوار

تحتفل إفريقيا كل 25 ماي بيومها العالمي، وهو اليوم الذي تأسست فيه منظمة الوحدة الإفريقية بأديس أبابا بحضور ثلاثين دولة عام 1963.

آنذاك كانت أولوية الأفارقة هي تحرير إفريقيا من ذلك الوباء الذي ضرب شعوب وبلدان القارة، ألا وهو الاستعمار. استعمار وبعد أن عانت منه طيلة 130 سنة، عملت الجزائر على اجتثاثه من كافة ربوع القارة وذلك بدعم الحركات التحررية في القارة ماديا، دبلوماسيا وعسكريا.

وهو ما كان في الفترة بين 1960 و1974. فحتى قبل الاستقلال، استقبلت الثورة الجزائرية عديد المناضلين الأفارقة، منهم الأيقونة نيلسون مانديلا الذي وضعت الثورة الجزائرية بين يديه السلاح وعلمته إطلاق النار لأول مرة، قبل أن يعود إلى جنوب إفريقيا ويخوض ثورة ضد نظام الأبارتايد في بلاده بعد أن دربته وألهمته الثورة الجزائرية.

ما جعل “ماديبا” يقول بعد خرجه من السجن الذي قضى فيه 27 سنة حول ما يربطه بالجزائر “الجزائر هي من صنعت مني رجلا” و”الجزائر هي بلدي”.

شارع يحمل اسم أميلكار كابرال في الجزائر العاصمة قرب ساحة الشهداء ( صورة: مجيد صرّاح للشروق أونلاين)

الجزائر التي بعد أشهر فقط من استقلالها، وبالرغم من الوضعية الاقتصادية والإجتماعية الصعبة التي عرفتها آنذاك، إلا أنها بدأت بدعم الحركات التحررية في إفريقيا، إيمانا منها أن مصير الجزائر المستقلة مرتبط ارتباطا وثيقا بمصير الثورات التحررية الأخرى التي تخوضها الشعوب الإفريقية ضد الإستعمار أو الأبارتايد والميز العنصري أو التبعية للإمبريالية الغربية.

و كانت الحركة التي كان يقودها نيلسون مانديلا في جنوب إفريقيا والتي تناضل من أجل المساواة ومحاربة نظام الأبارتايد، هي أول حركة تستقبلها وتدعمها الجزائر في 1963.

كي تتبعها عديد الحركات التحررية في إفريقيا والقادمة من كل من الموزمبيق، غينيا بياساو والرأس الأخضر، أونغولا… كما استقبلت الجزائر حركات تحررية من فلسطين، غواتيمالا، فينزويلا، نيكاراغوا، الحركات الأفرو أمريكية، منفيون سياسيون من : إسبانيا، البرتغال، وكندا.

هذا الإلتزام بالعمل على تحرير الشعوب الإفريقية خاصة وكافة الشعوب المضطهدة في العالم عامة، وذلك بدعم الحركات التحررية في مختلف البلدان خصوصا الإفريقية منها، وذلك ماديا، دبلوماسيا وعسكريا جعل الجزائر تتحول إلى قبلة الثوار.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!