-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الدّورة الـ 68 لنادي الصحافة لـ "أوريدو"

كمال بوشامة: الأمير عبد القادر لم يستسلم..

موسى قاسيمي
  • 1288
  • 0
كمال بوشامة: الأمير عبد القادر لم يستسلم..
ح.م
الكاتب والأديب كمال بوشامة

أكّد الكاتب والأديب كمال بوشامة أنّ الأمير عبد القادر لم يستسلم أمام الفرنسيين وإنمّا قرّر إيقاف الحرب لإنقاذ الشّعب من الذّبح والقتل.

وكان ذلك خلال لقاء ثقافي تحت عنوان “الأمير عبد القادر، المرحلة الأخيرة في بلاد الشام”، نظّمته مؤسّسة “أوريدو”، سهرة الثّلاثاء 19 أفريل 2022، بالمركز الدّولي للمؤتمرات بالجزائر العاصمة بمناسبة الدّورة الـ 68 لنادي الصّحافة لأوريدو.

وركّز الكاتب في مداخلته على بعض المحطات المهمّة من حياة مؤسّس الدولة الجزائرية الحديثة حيث وصفه “بالمتصوّف، والمؤمن، والشّاعر، والقائد، والأمير المنصف، والفارس الشّهم، والمقاتل الإنساني المقدام والشّجاع”.

وفي مداخلته، حدّد السيناتور الذي عين مؤخرا في الثلث الرئاسي لمجلس الأمة مرحلتين رئيستين في حياة الأمير عبدالقادر، حيث امتدت المرحلة الأولى لعشرين سنة (1832-1853) في الجزائر وسجون فرنسا بينما امتدت الثانية من 1853 إلى 1883 بالمنفى في كل من تركيا وفرنسا.

وعلى عكس ما روّجت له بعض الأطراف حول استسلام الأمير عبدالقادر أمام قوات الاحتلال الفرنسي، شدّد المتحدث على أنّ الأخير “لم يستسلم” وإنمّا قرّر إيقاف الحرب حفاظا على حياة الجزائريين لما رآه من بشاعة وفضاعة جرائم المستعمر الذي انتهج سياسة الإبادة الجماعية

وذكر سفير الجزائر بدمشق الأسبق تعرّض الأمير للخيانة في مناسبتين. الخيانة الأولى كانت من قبل السّلطان المغربي “مولاي عبدالرحمن” الذي وصف الأمير “بالخارج عن القانون” والذي تحالف مع الجيش الفرنسي (100 ألف مقاتل) من خلال إبرام “معاهدة طنجة” ضد الأمير الذي كان على رأس جيش يضمّ 2000 فارسا.

وتعرّض الأمير عبد القادر –حسب المتحدّث- لخيانة ثانية هذه المرة من قبل الفرنسيين الّذين لم يحترموا “اتفاق الأمن” القاضي بتمكين الأمير وعائلته ومؤيّديه من الهجرة إلى المشرق (الأسكندرية أو عكة) حيث اقتادوه في آخر المطاف إلى “تولون” أين زجّ به في سجون فرنسا قبل أن يقرّر الإمبراطور الفرنسي “نابليون الثالث” إطلاق سراحه في ال16 أكتوبر من عام 1852 شريطة ألا يرجع الأمير مرّة أخرى إلى الجزائر أو يحمل السّلاح ضد الفرنسيين.

وأثناء تواجده في المنفى بين سنتي 1853 و1883 في كل من تركيا وسوريا، عرّج بوشامة على مواقف الأمير عبد القادر التي تبقى خالدة خاصّة من خلال الدّورالذي لعبه في إنقاذ حياة 15 ألف مسيحي في لبنان وسوريا فيما يعرف بالصّراع بين الدروز المسلمين والمسيحيين سنة 1860.

وتلقّى الأمير الإشادة والعرفان من الغرب الذين اعتبروه مثالا ورمزا للتّسامح ولقد تمّ تدشين مؤخرا تمثال للأمير عبد القادر بلامبواز الفرنسية عرفانا على قيمه الإنسانية وعلى تسامحه.

وذكّر المؤرّخ كمال بوشامة بدور الأمير عبد القادر في فتح قناة السويس بمصر التي تعتبر أهم ممر بين البحر المتوسط والبحر الأحمر.

وفي سؤال صحفي حول فيلم الأمير الـذي لم ير النّور إلى يومنا هذا، أكد الدّيبلوماسي الأسبق أنّ أطرافا عرضت تجسيد المشروع الذي أمر الرّئيس عبد المجيد تبّون بالمناسبة إعادة إحيائه.

وتوفي الأمير عبدالقادر بدمشق عام 1883 ونقل جثمانه إلى الجزائر في عهد الرّئيس الرّاحل هواري بومدين في عام 1966.

وفي ختام السهرة الثقافية، وقع بوشامة على كتابه للصحفيين: “كفاحات شعب، ميلاد أمة”، الصادر سنة 2013 برعاية أوريدو بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخميس لاستعادة السيادة الوطنية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!