-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
فروا من الحرب وتحوّلوا إلى تجار ورجال أعمال

لاجئون سوريون في الجزائر شعارهم “دلونا على السوق”

الشروق أونلاين
  • 14158
  • 29
لاجئون سوريون في الجزائر شعارهم “دلونا على السوق”
الشروق

فروا من جحيم الحرب ولجؤوا إلى الجزائر، باحثين عن الأمان والسلم، أرادوا فقط مأوى يحميهم ولقمة عيش تسد رمقهم، إلا أن طموحهم فاق كل التوقعات، فاستطاعوا أن يجعلوا من لا شيء كل شيء، هم سوريون قصدوا الجزائر باسم اللجوء فأصبحوا من أكبر المستثمرين والتجار، الشروق رافقتهم ووقفت على سر نجاحهم وإصرارهم..

هم سوريون أعطوا صورة جميلة عن أبناء الشام، معاكسة تماما لما روّجه بعض المتسوّلين السوريين، الذي احترفوا مهنة التسوّل تحت غطاء اللجوء السوري، فرسموا مثالا يحتذى به في الإرادة والنجاح ومجابهة الصعاب، حيث استطاعوا أن يقتحموا شتى المجالات، بعضهم طوّر تجارته وحجز مكانته في السوق الجزائرية، والبعض الآخر غير مهنته فكان النجاح حليفه. 

 

“الريان عمر” حجز مكانته كمستثمر بفضل الأكل الشامي

اشتهر بأكلاته السورية التقليدية واستطاع في وقت وجيز حجز مكانة في قلوب الكثير من المتعطشين للتبولة، الفتوش والشوارما العربية، إنه “الريان عمر” الذي بدأ مسيرته في عالم الطبخ السوري التقليدي من “بوابة دمشق”، وهو المطعم السوري الشهير في بن عمر بالقبة، والذي أصبح قبلة لعشاق الأكل الشامي، واتبعه فيما بعد بمحل للأكل السريع على غرار البيتزا وبعض السندويشات التي تميزها النكهة السورية الأصيلة، وليتم تشكيلته افتتح محل حلويات أطلق عليه اسم “حلويات بوابة دمشق”. 

استقبلنا “الريان عمر” في مكتبه بمحل حلويات بوابة دمشق وكانت لنا معه دردشة خفيفة جمعت حنينه إلى بلاد الشام مع طموحاته في أرض الجزائر الشقيقة، التي أثنى على شعبها المضياف، قال إنه كان دائم الزيارة إلى الجزائر، بحكم امتهانه للتجارة، إلا أنه بعد الحرب قرر الاستقرار بها، معترفا أنه لم ينجح إلا عندما وطئت قدماه أرض المليون ونصف مليون شهيد، ويبدو أنه عرف اللعب على الوتر الحساس للجزائريين، الذين يعشقون كل ما له صلة ببلاد الشام، وخاصة الأكل السوري، الذي أصبح الجزائريون يستطيعون الاستمتاع بذوقه المميز دون الحاجة للسفر.

قال محدثنا إنه واجه عدة صعوبات في بداية استقراره في الجزائر، تتعلق بكراء محل وبيت وغيرها من الأمور، إلا أنه استطاع تجاوزها بفضل إرادته، وهاهو اليوم يتوسع في تجارته وأعماله، حيث افتتح إضافة إلى محل بوابة دمشق محلا للفاست فود ومحلا للحلويات وكذا محلا ألبسة، وهو حاليا بصدد التحضير لمشروعين، وهما افتتاح قاعة حفلات تحمل الطابع الشامي وكذا شركة للبناء والمقاولات.

 

“طلال الشيخ” أكبر محل لبيع الألبسة السورية في العاصمة

قصدنا محل “زنوبيا” لبيع الألبسة السورية والجزائرية التقليدية، الواقع بساحة الأمير عبد القادر بالعاصمة، الذي كان يعج بالزبائن، بما أن يوم زيارتنا صادف عطلة نهاية الأسبوع، ولم نتمكن من الحديث مع صاحب المحل “طلال الشيخ” فمنحنا رقم هاتفه للتواصل معه لاحقا.

اتصلنا بطلال وكانت لنا معه دردشة خفيفة، روى لنا فيها أهم المحطات التي مرّ بها قبل أن يمتلك أكبر محل لبيع الألبسة التقليدية السورية، الجزائرية والمغربية، حيث قال إنه قصد الجزائر هربا من الحرب التي وضعت أوزارها بسوريا، رفقة زوجته وأطفاله الثلاث.

وتحدث “طلال” عن صعوبات بالجملة واجهها لمزاولة عمله في الجزائر، خاصة وأنه لا يملك الإقامة، إضافة إلى القوانين التي سنتها الدولة الجزائرية، فيما يخص تجديد الوثائق في مدة 45 يوما، حيث يعاني السوريون في استخراج الوثائق كل مرة، داعيا السلطات الجزائرية إلى ضرورة تمديد هذه المدة، حيث يصبح على اللاجئين السوريين تجديد وثائقهم كل ستة أشهر على الأقل.

وفيما يخص منع زواج الجزائريات من السوريين والتضييق عليهم، انتقد طلال ذلك بنوع من المزح قائلا “اللاجئون السوريون يعيشون على أرض الجزائر، فمن الطبيعي أن يتزوجوا من جزائريات وليس من صوماليات”.

وختم محدثنا قائلا إنه يتمنى توسيع استثماراته بالجزائر، إلا أنه يحتاج لبطاقة إقامة بطريقة شرعية، وتسهيل بعض الإجراءات الإدارية على جميع السوريين الذين يعيشون هنا.

 

مصطفى ومحمود .. من لحامين في سوريا إلى مالكي ورشة ميكانيك

انتقلنا إلى الدرارية المعروفة بتمركز عدد كبير من السوريين فيها، ودخلنا ورشة للميكانيك، فاستقبلنا مالكاها “محمود” ومصطفى درويش جزائرلي بحفاوة، هما من أصول جزائرية، دخلا الجزائر عام 2013 هروبا من حرب سوريا، كان لنا معهما دردشة قصيرة، سردا فيها تفاصيل الإقامة في بلدهما الأصلي، حيث قالا إنهما لم يتمكنا من التأقلم في بادئ الأمر، خاصة وأنهما جاءا برفقة عائلاتيهما المكونتين من زوجتيهما وأولادهما، وكانا في رحلة البحث عن مأوى يحميهم ولقمة العيش، رفضا مد أيديهما مثل ما يفعله بعض اللاجئين السوريين، الذين قالا عنهم إنهم لا يمثلون كل السوريين، بل يمثلون أنفسهم وأنهم كانوا في الأصل يحترفون مهنة التسوّل في سوريا قبل لجوئهم إلى الجزائر.

قال محمود إنه لما دخل الجزائر توقع تكفلا من السلطات الجزائرية به وبزوجته وبأطفاله، خاصة أنه من أصول جزائرية، إلا أنه فوجئ بالعكس، حيث أن زوجته ممنوعة من الحصول على الإقامة، باعتبارها أجنبية، مناشدا السلطات الجزائرية التكفل أكثر بانشغالات السوريين، الذين دخلوا الجزائر باحثين عن الأمن والاستقرار.

وأكد “مصطفى” أنهما كانا يشتغلان لحامين في سوريا، إلا أن طموحاتهما تحققت على أرض الجزائر، من خلال ورشة الميكانيك وأصبحا مختصين في تصليح الأجهزة والسيارات وأضحى يملكان زبائن خاصين بهما.

 

ورشات خياطة سورية تستقطب آلاف الجزائريين

 غير بعيد عن ورشة الشقيقين مصطفى ومحمود يقع مستودع صناعة الخيط الذي يملكه الشقيق الثالث محمد درويش، دخلنا المستودع ووجدنا زوجة محمد، بما أن هذا الأخير كان منشغلا بإيصال الطلبيات إلى أصحابها، جلسنا بجانب نجلاء التي قالت إنهم جاؤوا من حلب لاجئين إلى أرض الجزائر، التي تعتبر بلد زوجها الأصلي وكانوا يتمنون أن تحتضنهم أرض الشهداء وأن يكون لهم مكان بين أبنائها، مؤكدة أن الشعب الجزائري كان كريما ومضيافا وساعدهم كثيرا في بداية مشوارهما، إلا أنها وزوجها قررا العمل بعرق جبينهما وعدم انتظار المساعدة، فاستأجرا مستودعا وأحضرا بعض آلات صناعة الخيط من سوريا والبعض الآخر من هنا، وشرعا في صناعة الخيط بشتى أنواعه وأشكاله وألوانه.

قالت نجلاء إنهما واجها بعض الصعوبات في بداية عملهما تتعلق باستئجار المحل، وعدم امتلاكهما معارف وزبائن لتسويق بضاعتهما، إلا أنهما مع مرور الوقت استطاعا التعامل مع الزبائن، بعد تقصيهما عن محلات بيع أدوات الخياطة والنسيج وغيرها، وأصبحا يملكان زبائن خاصين بهما، ويقومان بإنجاز طلبيات وفق ما يحتاجه الزبائن، الذين يقصدون المحل خاصة بعد أن يلاحظوا جودة البضاعة، التي يحرصان عليها كثيرا.

قبل أن نودع نجلاء طلبت منا إيصال صوتها وصوت جميع السوريين المتواجدين على أرض الجزائر إلى المسؤولين، قائلة “طموحاتنا كبيرة ونريد أن نعمل وننجح، إلا أننا نواجه عراقيل تتعلق بالبيروقراطية والوثائق الإدارية، التي تحول دون تقدمنا أكثر”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
29
  • Aider les pauvres algeriens

    Ils n' investissent rien ,c'et les subventions de l' etat Algerien khoubz adar yaklou el barani.
    comment un syrien refugie demandant l' asile en Algerie ,Puisse se permettre des registres de commerces et des subventions et prets bancaires dans une periode d' un an.J' ai aide des refugies syriens aux Pays BAs mais croyez moi je le regrette. ils ne sont pas des refugies.C' est les rois de la contrebande, usurpateurs rois de la contre facon pieces detachesVive la palestine

  • عبد الله

    حملة عنصرية تشمئز لها الابدان ضد اللاجئين إلى الجزائر وكأنك في صربيا أو فرنسا**** اللهم إننا بريئون من إعلامنا.ونخبتنا المزورة

  • عاشق واد سباو

    لا تنسو انكم دمرتم جيلا كاملا في سنوات الارهاب ,خرجو اليوم بدون تعليم كامل و لا تكون و لخبثكم وظفتموهم كعساسين في مؤسسات الدولة لتغطيت عيبكم ثم جلبتم مئات الالاف من اليد العاملة المؤهلة من الصين و مصر و بعض الدولة و حتى الاطباء الكوبيين و لله لا تستحو لكن ارى انكم تدفعونا البلد الى جدار ,

  • بدون اسم

    سواء كان مصطفى أو محمود هذا العلم أكل عنه الدهر و شرب عليك تحديث توقيتك
    فاللون الأحمر لا مكان له بيننا
    إلا أننا نلتمس لك العذر
    فهو أخضر و لا يمكن أن يكون غير هذا اللون

  • lyes

    هاذوا سوريين كان عندهم خيوط في الجزائر قبل الحرب
    ليس كل من ياتي بحناكو الى الجزائر سينجح

  • فحلة

    تتكلمون عن الطبخ و النكهة السورية و اللباس السوري و كاننا نحن ابناء الجزايءر لا نعرف فن الطبخ و الخياطة و.....و......
    انني و الله اصبحت اخشى على تراثنا و تقاليدنا. اصبحت اسواقنا مملوءة بالبضاعة الاتية من هنا و هناك. اريد ارتداء جبة جزايءرية اصيلة فلا اجد لها اثرا. اصبحنا نتهافت على الصيني و السوري و كل ما هو غير محلي. اختي، اخي، ابنتي، ابني، احذروا. عاداتكم و تقاليدكم في خطر. ليس كل من يبتسم صديق و ليس كل من يصفكم ببلد المليون و نصف المليون شهيد صادق.

  • ابن القصبة

    لحام أصبح ميكانيكيا!!! عجيب.
    هذا على مبدا: "اتعلم الحفافة في راس اليتامى"

  • بدون اسم

    الىالمروكي البايخ على الاقل الجزائري شهم وبن اصول لم يتخل عن اخوانه السوريون في محنتهم

  • khourti

    للاسف العرب لا يعرفون الاستثمار الا في الاكل .همهم بطونهم...هذه هي تكنولوجيتهم

  • كمال ابن الاستقلال

    انالا اكرههم لان كل الشعوب فيهم وعليهم لكننا اكبر شعب ينسى بسرعة لاننا عاطفيين اكثر من اللازم ونستعمل العاطفة في احيان كثيرة بدل العقل(بلهجتنا عندنا قابلية للتبلعيط) ارجو ان تكوني فهمتي قصدي.

  • midnait

    هؤلاء يذكرونني تماما بتجارنا الذين فروا بأموالهم و تجارتهم في العشرية السوداء ثم يعودون إلينا كرجال أعمال و وزراء و حتى رؤساء و يعطوننا دروسا في الوطنية و نهب المال العام...خسئتم يا من تحبون المال أكثر من الوطن...فلا يمكنكم شراء الأوطان و لو بمال قارون

  • staifyi

    الجزائـــــر للجزائرين
    كل غريب فى هذا الوطن هو عندنا خــــادم....ولا دار لكم فى الجزائر
    نتمنى سوريا تستعيد عافيتها من ثم شد الآحزمـــــة وخاصة تونسين آصحاب زلابية وآمثالهم...
    الجزائر قلعة حصينة للجزائرين .

  • benchikh

    ولما هذا الحقد يا اصحاب الخدع والغش انتم اصحابكم اليهود,عندو واش يحل عينو الملك

  • benchikh

    "لولا الشام ما كانت طليطيلة" احمد شوقي

  • taharlekabyle

    vraiment chapeau , je trouve ces syriens tres actifs et de vrais commerçants, pas comme les palestiniens qui n'attendent que la charité

  • karim2

    si ils son la pour travaillées...il faut que l´etat algeriens les régularésées ces gents...car c´est bonne pour la mane economique du pays..en plus ils son des musilmans..danc...pas de probléme...comme nous nous ici..avec nos séjours...et nos droits..Your welcome ya Zelamie.. régular

  • abdelkader el wahrani

    نعم هذا صحيح كل شعوب هلال الخصيب اليهود,الفنقيين,الاشوريين,الكلدنيين,الارميين,السريال,كلهم شعوب نتاع تجارة ولكن يااخي يمتازو الخدع,والنفاق,والكذب,ولعلمك انهم يكره اهل المغرب العربي كره شديد

  • امينة

    انا والله ما نبغيهم اتذكر جيدا عندما كتبت صحفهم بالبند العريض ياجزائريين كفوا بناتكم عنا مضى عليها 12سنة مازالها الى الان توجعني انشري يا شروق من فضلك

  • صادق رجوح

    اهلا بالاخوة السوريين بشرط ان يحترموا قوانين الد
    ولة الجزائرية

  • المحبوب عالميا المنبوذ محليا

    رأي صواب ابن الجنوب كل الحترام لك أخي

  • بدون اسم

    شوفو البنات شحال يموتو عل السورين و الله مفهمت و ليد حومتي كان مفتاح مع و احدة بدلاتو بي سوري كان يقر معها في الجامعة بعد مداة سمعنا بلي الطفلة غدرها و دا دناحسها و عفتها و راح

  • بدون اسم

    Des travailleurs sérieux juste donne leur sécurité et vous verra ce qu'ils peuvent faire.

  • ضد الجمود الفكري

    خبر مفرح ويعيد الأمل، دعوهم يعملوا وأزيلوا امامهم كل العوائق، نحن نتمنى لهم النجاح.

  • ابن الجنوب

    أنت بطيئ الفهم لذلك تقرأ الآن وتفهم بعد عمر طويل إن شاءالله مبروك عليك وصول التيار الكهربائي لجملتك العصبية وا..........................ا.و

  • kader

    marhba bga3 ness ili antouma, taklou ghala watssabou el malla. tahya sahra garbiya, vive Sebta espagnol ila yawam deene.

  • بدون اسم

    واو
    لأول مرة أحس أنك تمتلك حقا حسا وطنيا خالصا
    رغم أطروحاتك الكثيرة اللتي يشتم منها غير ذلك

  • ابن الجنوب

    الجزائريون متساهلون مع كل الأجناس لدرجة التبهليل إلامع بعضهم البعض تجدهم مثل المناجل لاأحد يتسامح مع الآخرولايقدم له تسهيلات إلاالقلة القليلةمنهم لذلك فالجزائرمفتوحة لكل الأعراق عدى أبنائهافي زمن مضى تجرأجزائريان وفتحامطعمافي دمشق لم يعمر طويلاوتم غلقه من طرف السوريين بحجةأنهم ليسوافي حاجةلمن يزاحمهم في مهنة المطاعم وللعلم فإن الجزائريان أصحاب المطعم لم يكونايتعاملان إلامع الجزائريين من التجار الذين كانوايقصدون سوريةللتبضع وهمامتزوجان من سوريتان ولم يشفع لهماذلك ونفس الشيء وقع لأطباء فقدتم طردهم

  • بدون اسم

    درس لأبناء الريع
    أن الطموح والجد والمثابرة هم مفاتيح النجاح
    وليس التهديد بالإنتحار أمام هيئات رسمية للحصول على وظيفة إدارية

  • مروكي بايخ

    السوريون ولبنانيون معرفون بالتجارة فهم الفنقيون .يحبون العمل التجاري في كل بقاع العالم.اما الجزائريون فهم معرفون بنوم العميق والنيف الفارغ والسرقة في كل العالم.