-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الخبير بشؤون الطاقة مراد برور لـ "الشروق":

لهذه الأسباب ستتجه أسعار النفط صعودا خلال الفترة المقبلة

حسان حويشة
  • 2895
  • 0
لهذه الأسباب ستتجه أسعار النفط صعودا خلال الفترة المقبلة
أرشيف

أكد مراد برور، الخبير في شؤون الطاقة، أن الملاحظ مؤخرا هو أن سعر البترول يتطور وفق عوامل لا علاقة لها بأساسيات السوق، في إشارة للعرض والطلب، وشدد على أن قيمة الذهب الأسود تتجه حتما للارتفاع على المديين المتوسط والقصير، لأن السيارات الكهربائية لن تستطيع منافسة البترول على الأقل إلى 2050.
وأوضح الخبير مراد برور في تصريح لـ”الشروق” أن هناك إشارات قلق بشأن الاقتصاد العالمي، مشيرا إلى أن السوق النفطية بصدد إدراج معطى مفاده أن الاقتصاد العالمي يمكن أن ينهار من حين لآخر، خصوصا أن الأزمة المصرفية في دول غربية مؤخرا كانت قد حملت معها أخبارا سيئة بشأن الاقتصاد العالمي.
وبخصوص قرار عدد من أعضاء تحالف “أوبك+” تخفيض الإنتاج طوعيا، أشار المتحدث إلى أن المنتجين أرسلوا من خلال القرار، إشارات ايجابية للسوق مفادها أنه بالنظر إلى الأسعار التي تراجعت بشكل لافت، فإن المنتجين بإمكانهم أيضا لعب دورهم كتكتل نفطي وتقليص العرض للحفاظ على الأسعار.
وعلق بالقول: “خط الدفاع المعتمد من طرف تحالف “أوبك+” ما زال صلبا”. وأضاف أن أوبك ما زالت محافظة على نهجها والآن أكثر مع “أوبك+”، ويقوم على أساس إما الحفاظ على حصصها برفع العرض، أو الدفاع عن الأسعار بتقليص الإنتاج.
واعتبر برور أن الأسعار تحت سقف 80 دولارا في ظروف اقتصادية عالمية متأزمة لا يعتبر أمرا سيئا للغاية، بل بالعكس تماما.
وعن التطورات المحتملة لأسعار الخام، أوضح الخبير برور أن القفزة التي حققتها قيمة الخام الاثنين بنحو 6 بالمائة في أعقاب قرار التخفيض، لا يمكن الاعتماد عليها وهي تخضع للمضاربة وما إلى ذلك وترتبط بعمليات البيع والفوائد وغيرها.
وحسبه، فإن المؤكد هو أن الأسعار على المديين المتوسط والطويل ستتجه نحو الارتفاع، وهذا أمر مسلم به على تعبيره.
وبرر الخبير بشؤون الطاقة موقفه هذا بالنظر إلى أن السيارات الكهربائية ليست قادرة إطلاقا على منافسة البترول، ومن المرجح أن ذلك لن يحدث قبل 2050. وشدد بالقول “يجب عدم الانسياق وراء الإشهار والدعاية، لأن استهلاك البترول لا يقتصر فقط على قطاع السيارات”.
وأضاف: “البترول يمثل 92 بالمائة مما يستهلكه قطاع النقل والمواصلات العامة، بينما النقل لا يمثل إلا 62 بالمائة من الاستهلاك النفطي في العالم، والسيارات الخفيفة 24 بالمائة فقط”.
ويرى محدثنا أن كل ما يقال بخصوص اعتماد السيارات الكهربائية بدل استهلاك النفط وما إلى ذلك يهدف إلى التأثير على قوة التفاوض لدى الدول المنتجة للنفط، والهدف حسب الخبير برور هو تخويف البلدان المنتجة للبترول والتسويق لفكرة أنهم لن يجدوا بعد فترة قصيرة من يشتري نفطهم الذي ينتجونه.

الخام يقفز 6 بالمائة وواشنطن تصف التخفيض بـ”غير المنطقي”
في ذات السياق، قفزت أسعار النفط الخام بأكثر من 6 بالمائة في تعاملات الاثنين في أعقاب قرار مفاجئ من أعضاء بتحالف “أوبك+” بخفض طوعي للإنتاج اليومي بمقدار 1.6 مليون برميل اعتبارا من ماي المقبل.
وبلغت أسعار مزيج خام برنت بحر الشمال، النفط المرجعي للبترول الجزائري “صحارى بلند”، 85.31 دولار للبرميل في حدود الثالثة والنصف زوالا بتوقيت الجزائر، بارتفاع قدره 6.68 بالمائة (+5.42 دولار).
وعلى نفس المنوال اتجهت أسعار خام غرب تكساس الأمريكي (WTI) صعودا، وبلغت في نفس التوقيت 80.90 دولارا للبرميل، بزيادة نسبتها 6.91 بالمائة (+ 5.23 دولار).
وبلغ حجم التخفيض الكلي من أعضاء أوبك والمنتجين من خارجها ضمن ما يعرف بتحالف “أوبك+” 1.6 مليون برميل، منها 48 ألف من الجزائر، و500 ألف من طرف المملكة العربية السعودية وأكثر من 200 ألف برميل من العراق و144 ألف من الإمارات و128 ألف من الكويت وكازاخستان بـ78 ألف برميل وسلطنة عمان بـ40 ألف، في حين أعلنت روسيا تمديد التخفيض المعلن سابقا والمقدر بـ500 ألف برميل يوميا على غاية جوان، ليصبح ساريا طيلة العام 2023.
وأثار قرار التخفيض الطوعي والمفاجئ لإنتاج النفط من طرف عدد من أعضاء تحالف “أوبك+” حفيظة الإدارة الأمريكية التي وصفت الخطوة بـ”غير المنطقية في الوقت الراهن”.
ووصف متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، في بيان، قرار التخفيض، بأنه “غير منطقي في وقت يعاني الاقتصاد العالمي من عدم اليقين”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!