مشعوذون توانسة ومغاربة يقرؤون “طالع” الجزائريات عبر الفايسبوك!

انتشر نشاطهم بقوة، وصاروا يسيطرون بشكل كبير على زبائنهم في “الفايسبوك”، حيث نقلوا نشاطهم من المنازل إلى الفضاء الأزرق الافتراضي، ليكتسبوا أكبر قدر ممكن من الزبائن، إنهم العرّافون والعرّافات الذين سلبوا عقول الكثير من البشر وخاصة الجنس اللطيف منهم، الذي أصابه ما يسمى بهوس قراءة الطالع ومعرفة المستقبل ولو كلّفه ذلك كل غال ونفيس..

عرّافات يقرأن الطالع بـ “فليكسي” عبر الفايسبوك والواتساب

استفحلت، مؤخرا، بشكل ملفوت وغير مسبوق، ظاهرة قراءة الطالع ورؤية المستقبل عند العرافين والعرافات، وخاصة عند الجنس اللطيف، وهذا بعد أن حول الكثير من المنجمين والمشعوذين نشاطهم إلى الفايسبوك، إذ أصبح الأمر يتم في سرية تامة من دون خوف ولا التباس من المشاكل التي قد تصاحب هذه الظاهرة، إذ ينشر العرّافون عبر الفايسبوك نشاطهم المتمثل في قراءة الطالع إمّا في الملح أم في الحجر أم في أوراق اللّعب أم حتى في كف اليد وغيرها من الطرق، فيتواصل معهم العشرات ممن يؤمنون بهذه الخزعبلات ويضعون ثقتهم في هؤلاء المشعوذين، كما يخضعون لما يُملون عليهم سواء في الهاتف أم في الفايسبوك.
والأكثر من هذا أن هناك من يمتهن قراءة الطالع بواسطة مكالمة فيديو عبر الفايبر أو الماسنجر أو الواتساب ويطلب من زبونه أن يعبئ رصيد هاتفه بمبلغ يحدده هو يتراوح بين 500 إلى 2000، لتتحوّل هذه الظاهرة إلى طاعون ينخر وسط مختلف فئات المجتمع وأكثرهم العوانس اللائي يؤمنون بقدرة المشعوذين، ويلجأن لهم لأسباب عديدة من بينها الرغبة في الزواج أم جلب الحبيب أم فكّ السحر وما شابه ذلك، لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، فقد أخذ أبعادا خطيرة، حيث هناك من يصفون لزبائنهم وصفات غريبة عبر الهاتف أو الفايسبوك أو الواتساب وخاصة عند التعامل مع مشعوذين من خارج الوطن وأغلبهم من المغرب وتونس، إذ أن تجد لديهم وكلاءهم في الجزائر، وهؤلاء الوكلاء هم من يتقاضون ثمن أعمال السحر والشعوذة التي يملونها على زبائنهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ثم يأخذونها أو يرسلونها للمشعوذين، وهذه الطريقة أدت إلى وقوع عديد الفتيات ضحايا نصب واحتيال..

مشعوذون من تونس والمغرب ينصبون على جزائريات ويوهموهن بتزويجهن

عالجت مؤخرا محكمة الجنح بقسنطينة قضية مماثلة، راحت ضحيتها شابة تدعى م.غ 29 سنة، هذه الأخيرة التي تعرفت في الفايسبوك على عرافة من وهران وصارت تتعامل معها بقراءة طالعها في الملح، مقابل تعبئة رصيدها بـ1000 دينار، في كل مرة تتم فيها القراءة، وبعد مدة زمنية، طلبت منها الضحية أن تعمل لها عملا، حتى تتمكن من إعادة خطيبها الذي تركها فجأة بعد علاقة خطوبة دامت أكثر من 3 سنوات، هنا أخبرتها العرافة أنها تتعامل مع مغربي وأقنعتها بأن الوصفات التي يقدمها لها عبر الهاتف مضمونة مئة من المئة، وربطتها معه عبر الواتساب، فصارت الضحية تتعامل معه إذ قرأ طالعها باستعمال اسمها واسم والدتها وبعد أن قدم لها معلومات صحيحة كما ذكرت، وأقنعها أنه سيعيد لها خطيبها راكعا تحت رجليها، اشترط عليها مبلغ 100 ألف دينار، فقامت الضحية ببيع بعض مصوغاتها وجمعت له المبلغ، وبعث لها بشاب استلمه عنها وقدم لها وصفة عبر الواتساب، وهي الوصفة التي قالت إنها بعد أن قامت بها، سمعت أن خطيبها السابق تقدم لخطبة فتاة أخرى مباشرة، وعندما أخبرته في الواتساب أقنعها للمرة الثانية أنه سيعيده لها شرط أن تدفع له نفس المبلغ الأول لتقوم ببيع جزء آخر من مصوغاتها.
وهنا اكتشفت والدتها الأمر فأخذت رقم الوكيل من هاتف ابنتها واتصلت به وأخبرته أن لا يأتي لأخذ المبلغ وهددته بتقديم شكوى ضده، لكنها في اليوم الموالي سمعت ابنتها تتفق معه هاتفيا من أجل تقديم المبلغ، ولم تستطع كما صرحت خلال جلسة المحاكمة توقيفها، حيث أكدت الوالدة أنها لم تكن تسمع كلام أحد، هنا اضطرت للذهاب إلى مركز الأمن وتقديم شكوى ضد الوكيل الذي ينحدر من ولاية تيارت واتضح أنه قام بعمليات نصب كبيرة على عديد الفتيات بتواطؤ مع المشعوذ المغربي، الذي رفض ذكر هويته..
وبعد الاستماع إلى الضحية ووالدتها، قدم ممثل النيابة العامة درسا طويلا عن السحر والشعوذة والشرك بالله، وقال لوالدة الضحية أن ابنتها أيضا مذنبة لأنها وثقت فيهم وأرادت أن تقوم بأعمال سحر لرجل لم يكن من نصيبها، كما ذكر وكيل الجمهورية أنّه تمر عليه يوميا عشرات القضايا المماثلة التي تتعلق بالشعوذة والنصب والاحتيال مشيرا إلى أنه يوجد كم هائل من القضايا التي تورط فيها أشخاص ينحدرون من تونس والمغرب ويتعاملون بواسطة وكلاء من الجزائر.