-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

طينة علم وذكاء

طينة علم وذكاء

يقول العالم الفرنسي روني ديكارت ما معناه إن أعدل قسمة قسمها الله بين البشر هي العقل، يسميه علماؤنا المسلمون من قبل أن يولد ديكارت بعشرة قرون، يسمونه “مناط التكليف”، بحيث إذا ذهب العقل سقط التكليف عمن ذهب عقله، فلا يحاسبه الله -عز وجل- ولا القانون الوضعي، ولذلك نرى كثيرا من المجرمين ومحاميهم يحاولون أمام المحاكم إقناع القضاة بأن موكّليهم ليسوا في “كامل قواهم العقلية” حتى لا يطالهم القانون.

والعقل نعمة من نعم الله -عز وجل- على الإنسان بصرف النظر عن جنسه ولونه ودينه فـ”كلا نمدّ هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك”كما يقول الله –عز وجل- في كتابه الكريم، ولكن بعض الناس يريدون تزكية نفوسهم  فيزعمون أنهم أحسن من غيرهم، وغيرهم أسوأ وأدنى منهم. فيشنون عليهم حربا نفسية قذرة تستهدف بالدرجة الأولى نفسية شعب من الشعوب لتدميره ذاتيا قبل تدميره من أعدائه.

لقد تعرض شعبنا الجزائري لأشنع وأبشع حرب من قبل العدو الفرنسي الدائم، حيث أشاع كذبا وافتراء أننا “شعب غير قابل للتربية”، وهذا العدو الصليبي لجهله يتهم الله -عز وجل- بالظلم قبل أن يفتري على الشعب الجزائر بأنه يشعب غير قابل للتربية..

جالت في ذهني هذه الأفكار العنصرية وأنا أقرأ عن تكريم جامعة الإمام محمد البشير الإبراهيمي في برج بوعريريج علماء جزائريين وذلك بمناسبة “يوم العلم”.

وقد لفت نظري أن أحد العلماء المكرّمين، وهو الأستاذ بلطرش عجال يعمل في جامعة هربين الصينية في ميدان الذكاء الاصطناعي، وأستاذ -في الوقت نفسه- في فرنسا في مدرسة للطيران، ومما قاله هذا العالم بعد تكريمه: “الطالب الجزائري ينجح في كل جامعات العالم بفضل تكوينه، ويجب أن نثق في قدراته”. (جريدة الخبر في 20/4/2024. ص 23).

إن هذا القول قفز بذاكرتي إلى ما قاله الإمام عبد الحميد ابن باديس عن “هذا الجزائري” قبل قرن من الزمان، حيث قال: “الطينة الجزائرية طينة علم وذكاء إذا واتتها الظروف”. (الشهاب فبراير 1931. ص18). وقد قال الإمام هذا القول وهو “يجاهد” لتسفيه الخرافات الفرنسية التي ألبست “لباس العلم”.. والتي صدّقها السفهاء في كل مكان..

إن هذه “الطينة الجزائرية” تعلم الإسلام وعلومه لمن أنزل الله الإسلام في أرضهم، حيث كاد بعضهم يشككوننا حتى في إيماننا، وأتبعهم في ذلك أراذلنا وبادي الرأي منها. كما أن هذه “الطينة الجزائرية” تعلم -الآن- الفرنسيين لغتهم في جميع مراحل التعليم من الابتدائي إلى الجامعي، فضلا عن العلماء الجزائريين الآخرين في مختلف العلوم. وها هي الجامعات الجزائرية تنتشر في ربوع الجزائر من أقصاها في تندوف إلى أقصاها في تمنراست. نحمد الله -عز وجل- على نعمه، ورحمة منه على إمامنا ابن باديس وصحبه، وعلى شهدائنا ومجاهدينا الذين حررونا من “أئمة العنصرية الفرنسية النتنة”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!