“الكاف” مختطَفة

أثبتت المباراة التي لم تُلعب بين اتحاد الجزائر واتحاد بركان المغربي، التي تدخل في إطار نصف نهائي كأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، أن الهيئة التي تسيّر الكرة الإفريقية أصبحت مختطَفة من طرف الجامعة المغربية لكرة القدم، ورئيسها فوزي لقجع، الذي أصبح هو الرئيس الفعلي للكاف، إذ يُصدر قرارات حتى وإن كانت منافية للقوانين العامة أو تتعارض مع الميثاق الأولمبي من دون حسيب ولا رقيب، أمام سكوت تامّ للرئيس موتسيبي وأعضاء مكتبه، الذين أصبحوا لا تهمّهم لا من قريب ولا من بعيد سمعة الكرة الإفريقية، التي أضحت أضحوكة في العالم.

رئيس الجامعة المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، ابن مدينة بركان، أراد من خلال لقاء نصف نهائي كأس الاتحاد الإفريقي بين الناديين، الجزائري والمغربي، تمرير رسالة سياسية باللعب بأقمصة تحمل خريطة وهمية للمغرب وغير معترف بها أصلا لدى هيئة الأمم المتحدة، تضمّ أراضي الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، وهو أمرٌ مناف تماما للقوانين الرياضية الدولية، باعتبار أن قضية الصحراء الغربية لا تزال مطروحة لدى الأمم المتحدة كقضية تصفية استعمار، كما أن القوانين الرياضية القارية والدولية تحظر مثل هذه التصرفات.

لقجع، من خلال هذا التصرف، يريد إثبات تقرُّبه من الأسرة الحاكمة، ومحو مقولة أن “سكان مدينة بركان وأنصار هذا الفريق الذين يكنّون الاحترام والتقدير للجزائر”، نظرا إلى قرب المسافة مع أول مدينة جزائرية، التي لا تتعدى 100 كلم، زد على ذلك أن أنصار الفريق البركاني يردِّدون دائما أغاني جزائرية، وهو ما يزعج المغرب التي أرادت افتعال مشكل كروي من أجل زرع فتنةٍ لعن الله من افتعلها.

لقد لاحظ مسيِّرو ولاعبو نادي بركان المغربي حفاوة الاستقبال منذ وصولهم إلى الجزائر، إذ تواجدوا في أحد أحسن الفنادق، ووُفرت لهم جميع الإمكانات من أجل لعب المباراة في أحسن الظروف، غير أن الجامعة المغربية لكرة القدم ورئيسها نسجوا مخططا شيطانيا، الهدف منه ليس الفوز باللقاء والتتويج بكأس “الكاف”، مثلما يظن البعض، بل يصنف في خانة الاستفزاز والابتزاز، فداس جميع قوانين الرياضة وأخلاقياتها، لاسيما التي تمنع نشر أو ارتداء أي إشارة ذات صبغة سياسية أو دينية، خاصة القانون الرابع للاتحاد الدولي لكرة القدم، المتعلق ببذلات الفرق، على أن “البذلة لا تمثل أي شعار، كتابة أو صورة ذات طابع سياسي، ديني أو شخصي”.

وهذه القضية ستُدرس في المحكمة الرياضية بلوزان في الأيام القادمة، و”الفاف” بصدد تحضير ملفٍّ يضمُّ كل الصور والبيانات والقوانين التي تدل على التجاوزات التي أراد الوفد المغربي أن يفرضها على الجزائر.. متناسيا أن إدخال أقمصة تحمل رسم خريطة سياسية تضم أراضي الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، يعدّ استفزازا وخرقا للقوانين المسيرة للعبة كرة القدم على كل المستويات.

لابد اليوم على أعضاء الجمعية العامة لـ”الكاف” من التفكير في قطع الطريق أمام رئيس “الكاف” موتسيبي وحاشيته للبقاء على هرم الكرة الإفريقية وإيجاد خليفة له مستقبلا، لأن هؤلاء أرجعوا الكرة الإفريقية إلى الوراء بسبب اهتمامهم بأمورهم الشخصية على حساب كرة القدم.