معارض المنتج المحلي تكسر أسعار الأدوات المدرسية
تعرف أسعار الأدوات المدرسيّة لهذا الموسم، انخفاضا ملحوظا بحسب الاتحاد الوطني للتجار والحرفيين وجمعيات المستهلكين، بسبب التنافسية بين المنتج المحلي والمُستورد، وانتشار ورشات خياطة لصنع المآزر بأسعار معقولة، زيادة على الإجراءات التنظيمية والاستباقية التي اتخذتها وزارة التجارة لضمان دخول مدرسي مريح للعائلات، من خلال تنظيم معارض للأدوات المدرسية، عبر جميع ولايات الوطن، وقبل نهاية شهر أوت.
المُتجوّل بين معارض الأدوات المدرسية والأسواق والمحلات، يرصد انخفاضا في أسعار كثير من الأدوات المدرسية التي يحتاجها التلاميذ خاصة محلية الصنع، كما أنها لا تقل جودة عن نظيرتها المستوردة. فمثلا كراس 96 صفحة لبعض العلامات المحلية نزل إلى سعر 60 دج هذه السنة، بعدما وصل حتى 90 دج للكراس السنة المنصرمة.
وفي الموضوع، أكد الأمين العام لاتحاد التجار والحرفيين الجزائريين، عصام بدريسي، في تصريح لـ”الشروق”، على رصد انخفاض في أسعار الأدوات المدرسية لهذه السنة مقارنة بالسنة المنصرمة.
وقال: “كنت في زيارة لولاية عين الدفلى مؤخرا للإشراف على معرض الأدوات المدرسية المنظم من طرف وزارة التجارة، واكتشفنا انخفاضا ملحوظا في الأسعار”، وأرجع أسباب هذا الانخفاض، إلى ما اعتبره “وفرة في الإنتاج المحلي، وانتشار ورشات خياطة المآزر، زيادة على تمكين المتعاملين الاقتصاديين من رخص الاستيراد في وقت مُبكر، وأيضا وجود مخازن مملوءة بالأدوات المدرسية تعود للسنة الماضية”.
المنتج المحلي ينافس المستورد
وما لاحظه بدريسي، بحسب تأكيده، هو وجود تنافسية بين المنتج المحلي للأدوات المدرسية ونظيره المستورد، وخاصة من حيث الجودة، وقال: “بات المنتج المحلي لا يقل جودة عن نظيره المستورد، وهو ما جعل الإقبال عليه كبيرا من طرف العائلات، وأيضا لأسعاره المنخفضة نوعا ما”. وتحدّث عن أسعار المآزر، خاصة المنتجة في ورشات محلية للحرفييّن والتي يتراوح سعرها بين 300 دج إلى 500 دج وبنوعية جيدة، ونظيرتها المستوردة والتي وصلت حتى 800 دج و1000 دج للواحدة.
ويرى الأمين العام للتجار والحرفييّن، بأن الوفرة الموجودة في الأدوات المدرسيّة، سببها أيضا الإجراءات الاستباقية لوزارة التجارة، من منح رخص الاستيراد، والفتح المبكر لمعارض الأدوات المدرسيّة عبر 58 ولاية والتي انطلقت منذ أكثر من شهر قبل موعد الدخول المدرسي.
لا شكاوى من الأولياء وننتظر دخولا هادئا
ويرى محدثنا، بأن عدم وجود شكاوي من العائلات في موضوع الأدوات المدرسية لحدّ اللحظة “يجعلنا نتفاءل بدخول مدرسي هادئ وسلس” على حدّ تعبيره.
ونصح بدريسي الأولياء، بضرورة ترشيد الشراء، عن طريق اقتناء أدوات مدرسية بأسعار منخفضة، وخاصة محلية الصنع ذات الجودة، تشجيعا للإنتاج المحلي وحفاظا على قدرتهم الشرائية. مع ضرورة التقيد بقائمة الأدوات المدرسية التي تعلن عنها وزارة التربية الوطنية تفاديا للشراء العشوائي.. فكثير من العائلات تشتري أدوات مدرسية لا يحتاجها التلميذ طيلة السنة الدراسية، وهو ما يعتبر تبذيرا، على حد قوله، كما دعا التجار إلى بيع كل المنتجات الضرورية للدخول المدرسي والأدوات المدرسية بأسعار معقولة للمواطنين.
حملات تضامنية للتلاميذ المحتاجين
وفي موضوع ذي صلة، أكد عصام بدريسي، على أن اتحاد التجار يُحضّر لإطلاق عملية تضامنية واسعة من العائلات المعوزة والمحتاجة، من خلال تبرّع التجار بمحافظ مدرسية ومآزر، وبالتنسيق مع الهلال الأحمر الجزائري والكشافة الإسلامية الجزائرية.
وقال: “تساهم تبرعاتنا والتي تتراوح بين 40 و50 ألف مئزر أو محفظة، في خفض الأسعار، بعدما يقل عليها الطلب في الشراء، بسبب استفادة العائلات منها مجانيا”.
ومن جانبه، أشاد رئيس الفدرالية الجزائرية للمستهلكين زكي حريز، بعملية الافتتاح المبكر لمعارض بيع الأدوات المدرسية، والتي ستساهم في توفير ما تحتاجه العائلات بأسعار معقولة، كما أنها تقرب المنتج من المستهلكين، وتوفر جوا تنافسيا بين السلع محلية الصنع والمستوردة.
وبدورها، تحضر الفدرالية الجزائرية لحماية المستهلكين، لمبادرة تضامنية تتعلق بتوزيع الأدوات المدرسية والمحافظ المدرسية على العائلات المعوزة على مستوى مختلف ولايات الوطن.