-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

من صنهاجة وزناتة.. 5 جزائريين من أشهر ملوك الطوائف

فاروق كداش
  • 4042
  • 0
من صنهاجة وزناتة.. 5 جزائريين من أشهر ملوك الطوائف

بعد سقوط الخلافة الأموية، أنشأ ملوك الطوائف 22 دويلة؛ منها: غرناطة وإشبيلية، وألمرية وبلنسية، وطليطلة وسرقسطة، والبرازين والبداجوز، ودانية والبليار ومورور ومالقة ورندة. وبينما ورثت تلك الدويلات ثراء الخلافة، كان فيها عدم استقرار الحكم. ولكن، هل تدرون أن خمسة حكام من ملوك الطوائف من أصل جزائري. فمن هم يا ترى؟ فلنحك قصتهم على فنجان شاي وسينية من الذكريات.

في الوقت الذي دفع فيه جميع ملوك الطوائف الجزية إلى الصليبيين، مقابل البقاء على كراسيهم، أبى منهم ملكٌ واحدٌ فقط أن يعطي الدنية في دينه، وهو ملك طائفة “بطليوس” في “البرتغال”، ألا وهو الملك البربري الجزائري الأصل، المتوكل باللَّه بن الأفطس، وهو من قبيلة مكناسة. والحقيقة، أن هذا الموقف يكفيه لكي ينضم إلى قافلة المائة العظماء في هذه الأمة. فأن يحاول المرء مجرد الوقوف في وجه التيار في مثل هذه الظروف، يجعل منه بطلًا بالضرورة، فلم يكتفِ ابن الأفطس بعدم دفع الجزية فحسب، بل بعث برسالة قوية يرد فيها على (ألفونسو)، الذي توعده بالحرب إن لم يقتدِ بإخوانه من ملوك الطوائف ويدفع الجزية، فكان رد المتوكل عليه: “نحن إن قلّت أعدادنا وعُدم من المخلوقين استمدادنا، فما بيننا وبينك بحر نخوضه ولا صعب نروضه، ليس بيننا وبينك إلا السيوف، تشهد بحدها رقاب قومك، وجلاد تبصره في نهارك وليلك، وباللَّه تعالى وملائكته المسوّمين نتقوى عليك ونستعين، ليس لنا سوى اللَّه مطلب، ولا لنا إلى غيره مهرب، وما تتربصون بنا إلا إحدى الحسنيين، نصر عليكم، فيا لها من نعمة ومنة، أو شهادة في سبيل اللَّه، فيا لها من جنة، وفي اللَّه العوض مما به هددت، وفرج يفرج بما نددت ويقطع بما أعددت”. فما أن قرأ ألفونسو السادس رده حتى عرف أن هذا الرجل ليس من نفس معدن ملوك الطوائف، فرجع بجيوشه إلى “قشتالة”، ليظل المتوكل بن الأفطس الوحيد بين ملوك الطوائف الذي لم يدفع الجزية البتة.

البرزالي المسيلي

ثاني ملك من ملوك الطوائف، هو عبد الله بن إسحاق البرزالي، مؤسس طائفة قرمونة، أصله من قبيلة بني برزال، وتقع مواطن قبيلة بني برزال الأمازيغية في منطقة المسيلة، وما حولها، بقرب جبل السلات.

عبر جزء من بنو برزال الزناتيين من الجزائر إلى الأندلس، في زمن الخليفة الحكم المستنصر بالله، وخدموا في جيوش العامريين في فترة سيطرتهم على الأندلس. وحين وقعت فتنة الأندلس، شارك بنو برزال مع قبائل البربر، إلى جانب سليمان المستعين بالله المطالب بعرش الخلافة، حتى تمكن من العرش، فكافأهم سليمان عام 403 هـ بأن أقطعهم أجزاء من كورة جيان. ولما تأججت الفتنة، استقل عبد الله بن إسحاق بقرمونة مؤسسًا طائفة قرمونة.

بن زيري المداني

من الطوائف التي كان لها دور فعال في الأندلس، طائفة غرناطة، التي أسسها زاوي بن زيري، الذي ولد سنة 955م في أشير شمال المدية، التي كانت العاصمة الأولى للدولة الزيرية الصنهاجية وشعلة الحقبة الزيرية.

كان زاوي بن زيري شخصية شجاعة، حيث قال عنه لسان الدين بن الخطيب الأندلسي: “وكان زاوي ليث الحروب وكاشف الكروب، خدم قومه، شهير الذكر، أصيل المجد، المثل المضروب في الدهاء والرأي والشجاعة والأنفة والحزم”. وقد قضى زاوي بن زيري بن مناد على آخر أمراء بني مروان في الأندلس، بعد أن أراد المرتضى إجباره على مبايعته كحاكم للأندلس، لكن زاوي رفض مبايعته وأرسل له رسالة مكتوبا فيها آيات من سورة الكافرون: “قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون”..

دافع الزيريون عن غرناطة، وهزموا جيش المرتضى شر هزيمة، وكانت هذه المعركة أول نصر لبني زيري على المروانيين في الأندلس، فهابهم الناس وتوطد ملكهم بغرناطة.

من تلمسان إلى الأندلس

طائفة رندة، هي دويلة أسسها بنو يفرن الزناتيون، تلمسانيو الأصل، في كورة تاكرنا، في عهد ملوك الطوائف، بين عامي 427 هـ – 446 هجري.

قاتل بنو يفرن وهم بطن من زناتة إلى جانب الفاطميين ضد زيري بن عطية أمير مغراوة وعامل الحاجب المنصور على المغرب، حتى هُزموا عام 383 هـ. عندئذ، انقسموا إلى جزأين، جزء ظل على عداوته للأمويين، والآخر لجأ إليهم واستأذنوا المنصور في العبور إلى الأندلس. أذن المنصور لهم، وانتظموا في جيوشه حتى سقوط العامريين، وبدء فتنة الأندلس، فانحازوا إلى سليمان المستعين بالله، وناصروه حتى انتزع الخلافة، فكافأهم بأن أقطعهم كورة تاكُرُنّا، واستقروا في عاصمتها رندة.

عندما أسس يحيى المعتلي بالله طائفة مالقة، بعد أن خُلع من خلافة قرطبة، عام 417 هـ، قدم بنو يفرن ولاءهم لبني حمود، إلى أن قُتل يحيى عام 427 هـ، وخلفه أخوه إدريس المتأيد بالله، فاستقل زعيمهم أبو نور بن أبي قرة اليفرني برُندة مؤسسًا الطائفة.

آخر ملوك مالقة

تميم بن بلقين الصنهاجي، آخر حكام طائفة مالقة في عهد ملوك الطوائف، قبل أن يضمها المرابطون.

كان تميم واليًا على مالقة، منذ عهد جده باديس بن حبوس. ولما مات جده باديس، واختار شيوخ صنهاجة أخاه الأصغر، عبد الله، أميرًا على طائفة غرناطة، استقل تميم بمالقة معيدًا بذلك طائفة مالقة، التي كان جده باديس انتزعها من بني حمود، عام 446 هـ. تلقب بالمنتصر بالله، وأغار على ثغر المنكب، الذي كان تحت حكم عبد الله، فسار عبد الله لقتاله وهزمه، وكاد أن ينهي حكمه على مالقة، لولا تدخل والدتهما، فتركه عبد الله وعاد إلى غرناطة. وفي عام 478 هـ، استنجد تميم مع ملوك الطوائف بيوسف بن تاشفين، زعيم المرابطين في المغرب، لما استضعف ألفونسو السادس ملك قشتالة، وأرهقهم بطلب الجزية، ثم استولى على طليطلة في 478 هـ. وفي عام 479 هـ، شارك تميم مع ملوك الطوائف، إلى جانب جيش المرابطين في معركة الزلاقة. وفي عام 483 هـ، اتهم بعض الفقهاء تميم بارتكاب مظالم في حق رعاياه، وطالبوا ابن تاشفين بخلعه، فخلعه يوسف، ثم نقله إلى السوس. وظل حبيسًا إلى أن عفا عنه ابن تاشفين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!