-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مخالفات بالجملة و"الشروق" ترافق أعوان الرقابة

مواد مجهولة وتحايل بأسواق مواد الحلويات عشية العيد

كريمة خلاص
  • 1189
  • 0
مواد مجهولة وتحايل بأسواق مواد الحلويات عشية العيد

تعرف محلات بيع مستلزمات الحلويات مع بداية العد التنازلي لشهر رمضان إقبالا واسعا وإنزالا نسويا كبيرا، استعدادا لتحضير حلويات عيد الفطر التي تعرف “ثورة” في الوصفات من حيث المكونات والديكور في ظل رواج وصفات المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة “اليوتيوب” و”الفايسبوك” و”التيك توك”، حيث يبحث الجميع عن مستلزمات ومكوّنات جديدة تناسب الوصفات العصرية، وهو ما أنعش هذه التجارة الرائجة..

“الشروق” تنقلت إلى مملكة بيع مستلزمات الحلويات والتغليف بالجملة والتجزئة بحي المنظر الجميل ببلدية القبة مع أعوان المراقبة وقمع الغش ووقفت على جملة من التجاوزات والمخالفات المضرة بنوعية المنتج والتي تعرض حياة المستهلك للخطر، كما وقفت أيضا على شروط تخزين وحفظ غير صحية وبيع منتجات مجهولة المصدر وأخرى لا تتوفر على كامل مكونات الوسم، لاسيما وأن الأمر يتعلق بمنتجات تحتوي حوافظ ومنكهات ومضافات غذائية قد تكون مسرطنة وممنوعة في بلادنا، ناهيك عن بيع منتجات مستوردة بدون وسم “حلال” وفق ما يفرضه القانون الجزائري وأكّده لنا في خرجتنا المفتش الرئيسي لقمع الغش غريبي سفيان على مستوى مديرية التجارة لولاية الجزائر.

الجميع منهمك في البيع ومجنّد لخدمة الزبونات اللواتي حضرن بقوائم طويلة لإعداد حلويات العيد.. فهذا يزن وهذا يغلف والآخر يصفف ويرتب وينظم الزبائن، ومع كل هذا لم تتوقف حركة البيع لتجار التجزئة الذين حضروا هم أيضا بمركباتهم لاقتناء المنتجات وإعادة بيعها في محلاتهم.. يقول أحدهم لعون التجارة بمجرد تقديم نفسه “تعبنا كثيرا.. لقد أغلقت المحل في حدود الرابعة صباحا وفتحنا في اليوم ذاته في حدود التاسعة.. العمال أنهكهم رمضان وأتعبهم.. ولعل هذا أول مبرر دفاعي للفوضى التي شاهدناها عند دخولنا المحل الذي “غزته” النسوة نظرا لأسعاره المنخفضة مقارنة بالبقية وعدم حفظ بعض المنتجات خاصة سريعة التلف مثل الزبدة والمارغرين والبيض…

سلع سريعة التلف معرّضة للشمس

المارغرين والزبدة هي أكثر المنتجات السريعة التلف التي لم يحترم التجار شروط حفظها، حيث وقفنا على علب كبيرة وبكميات معتبرة مصففة عند مداخل المحل ومعرضة للشمس، رغم أن العلب تتضمن تنبيها لحفظها في درجة حرارة لا تتعدى 7 درجات، أمر وقف عنده مليا المفتش غريبي وحرر بشأنه مخالفة فورية.

الوضع نفسه تكرّر في محل مجاور للبيع بالتجزئة حيث صفف التاجر كمية داخل المبرد في حين ترك كمية أكبر في الخارج في درجة حرارة عالية تقارب 25 درجة…

البيض أيضا باعتباره مادة حساسة جدا كان معروضا في محل بيع بالجملة والتجزئة لا يتوفر على شروط الحفظ السليم، حتى أنّ رائحة كريهة تزكم الأنوف بمجرّد دخولنا المحل لوجود حبات بيض مكسورة لم يتخلص منها التاجر وإلى ذلك كانت درجة الحرارة مرتفعة ما قد يؤثر على جودة المنتج ويعرضه للفساد.

ورغم علم التجار بهذا الأم، إلا أنهم حاولوا تبرير فعلتهم بكثرة الإقبال وعدم توفر العمال بالقدر الكافي للقيام بالعملية في ظل الإنهاك والتعب الذي لحق بهم أمام سيل الزبائن، مقابل فئة أخرى برّرت الأمر بأن الوضع ظرفي وان السلعة تباع في يومها، لذا فإن وجودها خارج المبرد لا يضر من وجهة نظرهم. وإلى جانب هؤلاء، لزم بائعو جملة آخرين الصمت إزاء سلوكهم الذين أكدّوا علمهم أنّه مخالف لشروط الحفظ.

منتجات مجهولة المصدر ومستوردة بدون وسم حلال

مخالفات أخرى لا تقل أهمية تتعلق ببيع منتجات مجهولة المصدر لم تتضمن وسما ولا بطاقة تدل على تاريخ إنتاجها وانتهاء صلاحيتها ولا حتى على مكوناتها، أو مستوردها.

ويلجأ بعض التجار إلى ممارسات أخرى، حيث يزنون كميات قليلة من الكاكاو أو النشاء أو الحلويات وقطع الشكولاطة أو في أكياس شفافة أو علب صغيرة لا تتوفر على وسم ولا على بطاقة توضح تاريخ انتهاء الصلاحية، وهو ما اعتبره المفتش الرئيسي غريبي مخالفا للممارسات التجارية الجيدة، ويضعنا أمام منتج مجهول قد تنتهي صلاحيته من دون الانتباه للأمر وقد يكون محل احتيال من قبل عديمي الضمير..

بالإضافة إلى ذلك وقفت فرقة التفتيش والمراقبة على نقص في البيانات التعريفية على الوسم لاسيما تسمية المنتج والمضافات الغذائية المستعملة والترقيم الدولي لها لمعرفة اذا كانت مرخصة في بلادنا أم لا، وهذا ما يعد “تهربا” من قبل المستوردين للإفلات من الرقابة ومنع المنتج من الدخول.

مستلزمات تزيين وديكور ومنكّهات وحافظات مستوردة من الصين لم تحمل وسم “حلال” مجهولة المستورد ومجهولة المكونات وهذا ما يعرض حياة المستهلك للخطر وقد يجد نفسه أمام استهلاك منتجات غير حلال، لأن بعضها، حسب غريبي، قد يكون مصدرها من الحيوانات ولدينا نص قانوني في الجزائر يشترط استعمال عبارة “حلال” التي يجب أن تكون في المنتج المستورد.

وأوضح المفتش غريبي سفيان أنّ جميع المخالفات تخضع لمتابعات قضائية وتترتب عليها غرامات مالية تحددها المحكمة التي يعالج الملف على مستواها..

يقول غريبي سفيان نقف في مجمل خرجاتنا على منتجات مجهولة الهوية بدون بطاقة الوسم أو منتجات بدون فوترة وبالتالي نجهل مصدر المنتج المستورد وقد نجد استعمال ملونات خطيرة غير مرخص بها وفق ما يحدده المرسوم الجزائري وغير مذكورة بالطريقة التي ينص عليها القانون.

وتحدث غريبي عن ما وصفه “بأكذوبة المنتجين” في الترويج لسلعهم على أنها بدون حافظ وبدون ملون وكأنك تستهلك منتجا طبيعيا وهذا غير ممكن في منتج تمتد صلاحيته لأشهر عديدة في علب وقارورات مغلقة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!