نحو “الترسيم الفعلي” لـ62 ألف أستاذ مدمج بالتربية

ستشرع وزارة التربية الوطنية في التجسيد الفعلي لإجراءات “ترسيم” الأساتذة المدمجين بأمرية رئاسية على أرض الواقع، والبالغ عددهم 62 ألف أستاذ، وذلك تطبيقا لتعليمات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الذي اتخذ القرار بتاريخ 11 ديسمبر الفارط يقضي بتسوية الوضعية المهنية والمادية لكافة المربين المتعاقدين، إذ سيتم إخضاعهم لامتحان نهاية التكوين البيداغوجي التحضيري في الفترة بين الـ3 والـ5 سبتمبر المقبل، على أن تختتم العملية بتنظيم “امتحان الترسيم” الذي تشرف عليه “لجان تفتيش” متخصصة ويجرى بالمؤسسات التربوية، بعد مصادقة الوظيفة العمومية على قوائم الناجحين.
أفادت مصادر “الشروق” أن عملية “تثبيت” الأساتذة المدمجين بأمرية رئاسية، والبالغ عددهم 62 ألف أستاذ ستمر بعدة محطات، وعليه فإن مصالح مديريات التربية للولايات المختصة، مطالبة وجوبا ببرمجة امتحان نهاية التكوين التحضيري البيداغوجي لفائدتهم بدءا من الـ3 سبتمبر إلى غاية الـ5 منه، ليتم الانتقال إلى مرحلة إجراء مداولات نهاية التكوين في الفترة من الـ10 و الـ14 سبتمبر، بغية ضبط قوائم الناجحين الموزعين على المستوى الوطني بدقة، وذلك بعد التأكد من تأشير مصالح الرقابة المالية بالولايات على الملفات، وتأدية المعنيين لكافة ساعات التكوين المبرمجة من قبل مديرية التكوين بالوزرة و المقدرة بـ190 ساعة وتم توزيعها على مدار سبعة أسابيع وبرمجت في عشر وحدات.
وبالإضافة إلى ذلك، أكدت ذات المصادر بأن الوزارة من خلال مديرياتها الولائية، مطالبة بإرسال ورفع نتائج الامتحان إلى مصالح المديرية العامة للوظيفة العمومية والإصلاح الإداري المختصة، للمصادقة النهائية على قوائم الناجحين، من خلال الحرص على مراجعتها والتدقيق فيها، لتفادي الاصطدام ببعض الوضعيات التي اعترضت عمل اللجان في سنوات فارطة، وكانت محل نقاش من قبل الفاعلين في القطاع، على غرار إشكالية عدم تطابق الشهادة أو المؤهل العلمي مع التخصص المطلوب للتوظيف.
كما لفتت المصادر نفسها إلى أن مديريات التربية للولايات، ملزمة بإتمام “عملية تثبيت” الأساتذة المدمجين، من خلال برمجة “امتحان الترسيم” والذي تشرف عليه “لجنة الترسيم” وتضم مفتشا للبيداغوجيا رئيسا، وثلاثة أعضاء دائمين ويتعلق الأمر بمدير مؤسسة تربوية وأستاذين اثنين في رتبة “مكون”، ويجرى على مستوى مؤسساتهم التربوية، وذلك بغية الحفاظ على حقوقهم كاملة غير منقوصة، على اعتبار أن استفادة الموظف من إجراءات التثبيت، ستفتح له مجالا واسعا في المستقبل للتدرج في المنصب عن طريق الانتفاع من الترقية إلى الرتب العليا والمستحدثة، بناء على قوانين الجمهورية ساري العمل بها.
ونبهت مصادرنا إلى أن فئتين من الأساتذة المدمجين، سيحرمون من “الترسيم” في المنصب، ويتعلق الأمر أولا بفئة المربين الذين تم إقصاءهم من التكوين التحضيري البيداغوجي الذي انطلق في الفترة من الفاتح جويلية المنصرم واختتمت فعالياته في الـ3 أوت الجاري، بسبب التغيب بدون مبرر قانوي، إلى جانب فئة الأساتذة الراسبين في امتحان نهاية التكوين والملزمين بالمشاركة في دورات تكوينية أخرى ستنظم في المستقبل.
ويذكر أن المتكونين قد تلقوا حصصا تكوينية مكثفة في عدة وحدات، ويتعلق الأمر بتعليمية اللغة، الوساطة المدرسية، علم التربية وعلم النفس، التشريع المدرسي، التقييم والمعالجة البيداغوجية، تقنيات تسيير القسم، أخلاقيات وأدبيات المهنة والنظام التربوي الجزائري، المناهج التعليمية، الإعلام الآلي وتكنولوجيات الإعلام والاتصال وهندسة التكوين. وذلك لأجل “تخريج” أساتذة يحسنون التعامل مع تلامذتهم وينجحون في تخطي الأزمات التي قد تعترضهم في المستقبل.