هل أوردت شبكة إن بي سي الأميركية خبر اغتيال “أبو عبيدة”؟

ضجت شبكات التواصل الاجتماعي،مؤخرا، بالحديث عن اغتيال أبو عبيدة، الناطق الرسمي لكتائب القسام، في عملية استهداف دقيقة، حيث نسبت عدة صفحات الخبر لشبكة إن بي سي الأمريكية.
وبحسب تقرير نشره موقع “مسبار” فإن الادعاء زائف والشبكة الأميركية لم تنشر مطلقا خبرًا عن تمكن جيش الاحتلال الإسرائيلي من اغتيال أبو عبيدة، كما لم يتم تأكيد ذلك من أيّ مصادر رسمية موثوقة.
وبحث الموقع المتخصص في التحقق من صحة الأخبار عن اسم “أبو عبيدة” على موقع شبكة إن بي سي (NBC) الأميركية، ووجد أن أحدث ذكر له كان في تقرير نُشر يوم 23 سبتمبر 2024 عن الأسرى الأميركيين الذي لا يزالون في قبضة حماس.
وذكر التقرير اسم “أبو عبيدة” في سياق الحديث عن أوامر جديدة تلقاها الحراس، بعد مقتل ستة أسرى في غزة. وقالت إن بي سي (NBC) إن “أبو عبيدة” لم يحدد ماهية تلك الأوامر، لكن حذّر من أن استخدام العمليات العسكرية بدلًا من اتفاق لوفق إطلاق لتحرير الأسرى، “سيتسبب في عودتهم أشلاء إلى عائلاتهم”.
من جانبها لم تعلن كتائب القسام أو مصادر إعلامية أو رسمية استشهاد “أبو عبيدة” على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي.
حديث عن استشهاد الملثم بعد الكشف عن مكان تواجده في رفح!
وتصدّر اسم “أبو عبيدة”، محركات البحث وشبكات التواصل الاجتماعي، حيث تداولت عدة حسابات عربية وعبرية، مزاعم تصفية الرجل الذي رفع ضغط الاحتلال الإسرائيلي بخطاباته المدوية، مباشرة بعدما قال الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي، محمد على الحسيني، أنه موجود في رفح.
تأكيد مقتل #ابو_عبيده بعد ماقتلت #اسراییل نص الشعب الفلسطيني pic.twitter.com/8G9NLpPr6d
— محمد (@ghaawi) October 24, 2024
ودعا الحسيني عبر قناة العربية، “أبو عبيدة” لمغادرة القطاع لإنقاذ نفسه، لأن الدور عليه، متبجحا بإعلان نهاية مشروع “طوفان الأقصى” الذي بدأ في 7 أكتوبر 2023، ومدعيا أن شيعة لبنان يسبون ويلعنون الذين تسببوا في تهجيرهم.
وقال الحسيني مخاطبا الناطق باسم كتائب القسام: “بالمناسبة أريد أن أتوجه إلى شخص، أنا أتوجه إلى الملثم، أيها الملثم سقط القناع، وسمعنا ورأينا وسنتكلم، سقط القناع، ونعلم أين أنت، بما أنك قريب من رفح جدا جدا، نصيحة وأنا ناصح أمين، البوابة مفتوحة إلى مصر عجل ولا تلتفت خلفك، فالورقة قطعت والملف أقفل، توكل على الله”.
الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي محمد علي الحسيني: مكان “أبو عبيدة” معلوم في رفح وعليه مغادرة القطاع.. والمدنيون في غزة ولبنان يعانون بشدة منذ “7 أكتوبر”#ساعة_حوار#قناة_العربية@rimbougamra1
@sayidelhusseini pic.twitter.com/ezeacJ0N3P— العربية (@AlArabiya) October 22, 2024
ونشر مغردون عشرات التدوينات التي تتحدث عن لحاق أبو عبيدة بالسنوار، الذي استشهد يوم 16 أكتوبر 2024، إثر تشابك ضاري مع العدو الصهيوني، حيث ادعت بعض الحسابات المحسوبة على العرب والمطبعة مع الكيان الغاصب أنه تمت تصفية هؤلاء القادة بعد انتهاء مهمتهم.
فطس وسقطت واحترقت ورقته ولحق بسلفه السنوار#ابو_عبيده
انتهت مهمتهم وتخلصو منهم واحد واحد مع الاسرار تعاملهم مابينهم الصهاينه pic.twitter.com/Gl4QRQK82G— أبو فيصل: محمد ألغازي👋 /حائل 🌹🇸🇦🌹🇸🇦 (@AL_Gazy_M) October 24, 2024
في ذات السياق رفض نشطاء تصديق المزاعم بشأن “أبو عبيدة”، لافتين إلى أن سياسية تشويه رموز المقاومة التي يتبعها الاحتلال الإسرائيلي لن تجدي نفعا، ومؤكدين على أن الضيف والملثم وغيرهم من المقاومين الأشاوس سيدخلون باحات الأقصى مطهرين له من الدنس.
وكتائب القسام تعدكم ،أن محمد الضيف وأبو عبيدة سيكونون بإذن الله القائد العام وناطقه الرسمي للجيش الذي سيدخل باحات المسجد الأقصى..” وثقتنا كاملة بإذن الله
— abo omar (@hsyn_mhmd80628) October 23, 2024
وسبق للحسيني أن تحدث عن اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في لقاء تلفزي، قبل يومين من استشهاده في غارة صهيونية، حيث دعاه إلى كتابة وصيته قبل فوات الأوان.
أستاذ ياسر هل شاهدت هذه المقابلة..
حسب ما وردني:
“قبل يومين وعلى قناة تلفزيونية نصح علي الحسيني حسن نصر الله أن يجمع شمله وأن يكتب وصيته لأن إيران باعته وقبضت ثمنه وقدمت المعلومات اللازمة لاغتياله.” pic.twitter.com/NdRLhDchFp— MohmdNoor (@MohmdNoorAli) September 28, 2024
وقال الحسيني حينها: “اجمع شملك وأعهد عهدك واكتب وصيتك”، ما دفع حينها العديد من المتتبعين إلى إحتمال أنه على اطلاع ببعض المعطيات الغير متاحة للعامة، ليزداد الفضول بشأن هويته الحقيقية بعد حديثه عن خروج زعيم حماس يحيى السنوار من الأنفاق واغتياله.
ومن الجدير بالذكر أن الحسيني له تاريخ مثير للجدل، إذ إنه مدان ومحكوم من القضاء اللبناني بتهمة التخابر مع الموساد الإسرائيلي، وهارب من بيروت بعد صدور حكم بسجنه 5 سنوات.
كما أنه يحرم قتال الشيعة لإسرائيل، ويعارض دعم قطاع غزة، مما يثير المزيد من الشكوك حول موقفه وتوجهاته، وقال “على مستوى المذهب الجعفري لا توجد أي مرجعية دينية على أي مستوى كانت تجيز للشيعي القيام بغزو أو بهجوم استباقي”.
ايام المدرسة الصهيونيه ” المدعو محمد علي الحسيني وهو يتكلم باللغة العبريه …
عرفتم الآن كيف يتخرج هؤلاء المتصهينين من مدرسة #تل_أبيب ويتم تجنيدهم ضد المجاهدين المقاومين الشرفاء#عصا_السنوار #ابو_عبيدة #الذهب #هاشم_صفي_الدين #لبنان #جنوب_لبنان #ابو_عبيده pic.twitter.com/Ow4ZAGSy5r
— سعيد الحسني (@SAIDALHSANI73) October 23, 2024
وصنعت شخصية الملثم وخطاباته التي تزرع الثقة والفخر في نفوس سامعيها، فارقا كبيرا في عالم النجومية، كما قضت على النماذج المائعة التي لم تستطع المقاومة والمجابهة، فصاحبها يجمع بين الرجولة والشهامة والاستبسال في المقاومة، لأجل قضية عادلة.
يعد قائد “الحرب النفسية ضد إسرائيل”، زادته مصداقيته وصدق خطاباته ووعوده وقعا كبيرا في الأنفس، كما أنّه يبدأ خطاباته عادة بالبسملة، ثم يتلو آية قرآنية، وينهي بعبارة شهيرة: “إنه لجهاد.. نصر أو استشهاد”.
ظهر للمرة الأولى عام 2006 ليُعلن عن تمكن كتائب القسام من أسر الجندي جلعاد شاليط، ومنذ ذلك الوقت بقيت هويته سرية، إذ تقول التقارير الفلسطينية إن “وجه أبو عبيدة لا يعرفه سوى قليلون، لم ولن يظهر لوسائل الإعلام”.
ومنذ سنوات وجيش الاحتلال يحاول بشتى الطرق الوصول إليه، بعدما عجز طوال الفترة الماضية عن تحديد هويته وملامح وجهه، إذ يظهر عبر الشاشات بزيه العسكري ولثامه الأحمر، متوعداً العدو، وكاشفاً عن عمليات المقاومة وإنجازاتها.