-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مساعد وزير الخارجية الأمريكي في زيارة إلى الجزائر

هل يصلح شينكر ما أفسده تهور ترامب؟

محمد مسلم
  • 7899
  • 10
هل يصلح شينكر ما أفسده تهور ترامب؟
أرشيف

برمجت الإدارة الأمريكية زيارة لمساعد وزير الخارجية المكلف بشؤون الشرق الأدنى، ديفيد شينكر، إلى الجزائر، وهي الزيارة الثانية من نوعها لمسؤول أمريكي سام في ظرف نحو ثلاثة أشهر.

الخارجية الأمريكية أوضحت أن الزيارة تأتي ضمن جولة لشنكر، تشمل كل من المملكة الأردنية والمملكة المغربية، في الفترة الممتدة من 3 إلى 12 يناير، والهدف منها مناقشة التعاون الاقتصادي والأمني مع السلطات الجزائرية.
وذكرت الوزارة عبر حسابها على “تويتر” أن شينكر، سيؤكد، خلال رحلته على “التزام الولايات المتحدة الأمريكية العميق بتعزيز الرخاء الاقتصادي والسلام والاستقرار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.

وتتقاطع زيارة مساعد وزير الخارجية الأمريكي المرتقبة إلى الجزائر في غضون هذا الأسبوع، مع زيارة وزير دفاع بلاده في الفاتح من أكتوبر المنصرم، في كون المسؤولين الأمريكيين حطا الرحال بالجزائر قبل أن ينتقلا مباشرة إلى الرباط، ما يرجح فرضية وجود ملف يعني البلدين ومعهما الولايات المتحدة.

لكن زيارة مارك اسبر إلى المغرب أثمرت بعد شهرين، بتطبيع نظام المخزن مع دولة الكيان الصهيوني، تبعتها رسالة نصية قصيرة عبر حسابه على “تويتر” اعترف من خلالها الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، بالسيادة المزعومة للمغرب على الأراضي الصحراوية المحتلة.

أما بالنسبة للطرف الجزائري فلم تحمل زيارة إسبر، أي تساهل في موقفه الصارم بشأن التطبيع، وتجلى ذلك من خلال المواقف الرسمية والشعبية والحزبية، والتي اتفقت على وصف ما قام به نظام المخزن، بالخيانة غير المبررة للقضية وللشعب الفلسطيني، تماما كما كان الحال مع أولى الدول المطبعة، ممثلة في الإمارات العربية المتحدة والبحرين. ويتذكر هنا الجزائريون عبارة الرئيس عبد المجيد تبون الشهيرة والتي قال فيها إن “الجزائر لا تبارك التطبيع وترفض الهرولة إليه”.

وبالمقابل، تسببت “تغريدة” ترامب، الذي “أعطى ما لا يملك لمن لا يستحق”، في غضب جزائري أثر بشكل كبير على دفء العلاقات الجزائرية الأمريكية، التي لم تكن بحاجة إلى موقف متهور كذلك الذي أقدم عليه نزيل البيت الأبيض.

ومعلوم أن العلاقات الجزائرية الأمريكية وإن كانت تمس العديد من المجالات، إلا أن البعد الأمني يغلب على أجندتها، فخلال زيارة وزير الدفاع الأمريكي الأخيرة، التي كانت الأولى منذ عام 2006، تحدث مارك إسبر عن إحياء ما وصفه “التحالف بين دولتين تربطهما مصالح إستراتيجية مشتركة في مواجهة الجهاديين في منطقة الساحل والنزاع في ليبيا”.

ومن تصريح مارك إسبر، يتبين أن الجزائر تعتبر شريكا استراتيجيا لواشنطن في المجال الأمني، ولا شك أن هذه الشراكة تكون قد تضررت جراء “تغريدة ترامب” غير المدروسة بشأن الصحراء الغربية، ويتضح ذلك من خلال بيان وزارة الشؤون الخارجية، الذي أكد أن تلك التغريدة “لا أثر قانوني لها على الواقع، لأنها تتعارض مع لوائح الأمم المتحدة”، وهذا الرد في حد ذاته، يعني دخول العلاقات الجزائرية الأمريكية في أزمة، وإن لا تزال صامتة.

ولأن الإدارة الأمريكية تخطط لأبعد من أنف الرئيس المنتهية ولايته، فيبدو أنها أدركت حجم الورطة التي وضعها فيها قرار ترامب بخصوص القضية الصحراوية، وأثر ذلك على علاقاتها الإستراتيجية مع الجزائر، التي تعتبر قضية الصحراء الغربية امتدادا لأمنها القومي، وفق ما جاء على لسان مسؤول سام في الدولة.

ومما سبق، يمكن القول إن مساعد وزير الخارجية الأمريكي، سيتباحث مع المسؤولين الجزائريين، كموفد من الدولة العميقة في أمريكا لإصلاح ما أفسده تهور ترامب، وليس كممثل للرئيس الذي لم يتبق له سوى أسبوعين فقط في البيت الأبيض، تاركا أزمات ومطبات عن قصد وإصرار للرئيس الجديد جو بايدن.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
10
  • Fixible

    أعطى ما لا يملك لمن لا يستحق”، و من يستحق في نظرك هل هي الجزائر مثلا. هل تظنون أن إعادت أغاني الستينيات ستجعلكم تتذوقون سردين المحيط الأطلسي ؟

  • عبد الحفيظ

    تريد الولايات المتحدة من الجزائر التخلي عن مبادئها خاصة تلك التي تخص القضية الفلسطينية.. او الضغط عليها اقتصاديا وأمنيا..
    صدق من سمى الولايات المتحدة بشيطان العالم.

  • علي بابا

    حاصل في الحلق و اشرب جرعة ماء لعلها تمر دون اذى

  • Said

    هل يصلح كيشنر ما افسده ترامب؟ وهل كيشنر منعزل ومستقل من ادارة ترامب ؟ وهل ترامب كرئيس اقوى دولة في العالم احمق وغبي ليقوم بما تصفونه. عمل فساد .علما ان اي عمل او قرار يتم اتخاده بناءا على مشورة الادارة ويتخد وقتا مهما .ام انكم تضعون الادارة الامريكية ورئيسها في مرتبة جنوب السودان
    ما قام به ترامب من افعال ليس الا نتيجة لسياسات امريكية مسطرة من زمان .وما قام به ترامب سيقوم به ايضا بايدن وهدا الاخير صرح مرارا وتكرارا ان سياسة امريكا الخارجية يجب ان تتخد منحى ديناميكي اكبر .على الاقل مرحلة ترامب لم تقع بها اية حرب .لكن بايدن ومرافقوه وميولهم الكبير للحروب سيخلق الفوضى اكيد والقادم اسوأ

  • خالد

    لا فرق يا رجل ....ترامب يتيري ديركت و لخرين يحطوا السم في السلام

  • عبيد

    تعتبر قضية الصحراء الغربية امتدادا لأمنها القومي، وفق ما جاء على لسان مسؤول سام في الدولة.
    ههههههههههههههههههههههه
    الصحراء بالنسبة للمغرب مسالة وجووووووووود
    وليس

  • علوان

    اولا وزير الدفاع الامريكي ليس من اختصاصه التطبيع والجميع يعرف ماداوحمل وزير الدفاع الامريكي من رساءل للجزاءر والتي كانت واضحة وصارمة اما مساعد وزير الخارجيه فزيارته مرتبطة بالوضع في المنطقة والمخاطر وخصوصا التوغل الايراني وعليه لا يجب خلط المواضيع

  • عادل

    يجب على الديبلوماسية الجزائرية أن تضع النقاط على الحروف مع الديبلوماسي الأمريكي وبكل صراحة والحوار الند للند

  • nif

    بسبب إفلاس البلديات وتجاهل ولاة لمناطق الظل.. أولياء التلاميذ لـ "الشروق":
    20 % من الابتدائيات من دون مدافئ وأبناؤنا يدرسون مُتجمدين..

  • nacer

    مساعد وزير الخارجية يا سلام هذا هو سعرنا،