-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعد ثماني سنوات قضاها في "الغربة" بين ألمانيا وإنجلترا

هل يعود المدرب غوارديولا الجريح إلى برشلونة الجريحة؟

الشروق الرياضي
  • 1248
  • 0
هل يعود المدرب غوارديولا الجريح إلى برشلونة الجريحة؟
ح.م

أفرز الدور الربع النهائي من منافسة رابطة أبطال أوروبا، ضحيتين من العيار الثقيل وبطعنة من السلاح الثقيل، وبنتيجة ثقيلة، وهما برشلونة الذي مازال تحت الصدمة أو الكابوس، بعد الهزيمة الخرافية والمذلة من بايرن ميونيخ الذي واجه الخيال، ففاز عليه بنتيجة من الخيال ثمانية مقابل هدفين، والضحية الثانية هو غوارديولا الذي خطط لهدف واحد ووحيد وهو التتويج بلقب رابطة أبطال أوربا لذي سبق له التتويج به في مناسبتين مع برشلونة، فصرف من خزينة ناديه ملايين الدولارات، وجلب أحسن اللاعبين وخرج صفر اليدين وأمام فريق ليون الذي لم يتمكن هذا الموسم حتى من الحصول على رتبة في دوري فرنسي متواضع تسمح له لعب أوروبا ليغ وليس فقط منافسة رابطة أبطال أوروبا.

لا أحد يتصور حالة برشلونة مع بداية التحضير للموسم الكروي القادم، فلأول مرة منذ عشرية لم يفز برشلونة بأي لقب في موسم واحد، وحتى أكثر المتفائلين لا يرى مؤشرات ولو عادية في الفريق العملاق، الذي تفتت مثل قصر الرمل بالرياح البافارية التي اقتلعته من جذوره وفقد أنصاره المتواجدين بالملايين في كل المعمورة، وإذا تحقق رحيل ميسي عن الفريق، فسيضيع برشلونة بحثا عن نجم يمتلك نفس كاريزمة وعبقرية ميسي الوحيد في العالم حاليا من يمكنه هزم فريق لوحده، خاصة وأن رحيل ميسي سيعني فقدان قرابة 90 من المئة من قوة الفريق، ما يعني أن الفريق لن يكون مجبرا على البحث عن خليفة ميسي وإنما البحث عن مهاجمين أقوياء وخط وسط ودفاع وحتى حارس مرمى أقوياء، كان يغطي عليهم الظاهرة ميسي. وفي كل الأحوال فإن أنصار برشلونة في إسبانيا وفي غيرها من قارات العالم، لن يحلموا على المدى القريب والمتوسط بالآلة التي كانت كلما ضربت الأرض إلا وحصدتها قمحا وفيرا، ولن يحلموا بالثلاثي الأنيق والباهر والمبدع، المكوّن من تشافي وإينييستا وميسي الذي كان يعزف أحسن الألحان الكروية في زمن المدرب الذي كان حينها شابا في بداية طريقه فكان يحصد الألقاب القارية، ومنذ أن صار يلقب بالفيلسوف لم يعد كما كان على نفس الوهج الإبداعي.

وفي الجهة المقابلة لا أحد يتصور حالة المدرب الإسباني لنادي مانشستر سيتي غوارديولا الذي فقد أمه في زمن كورونا بالوباء الخطير قبل أن يفقد هيبته بعد أن أضاع غالبية الألقاب المحلية في إنجلترا وصار الفارق بينه وبين ليفربول كبيرا جدا في الأداء والنتائج، وصارت استعادة لقب الدوري الإنجليزي من غريمه كلوب أمرا في غاية التعقيد وربما الاستحالة، كما أنه خرج من منافسة رابطة الأبطال أمام ذهول العالم وأمام فريق متوسط من فرنسا، وسيكون لملمة الجرح المعنوي للفريق أمرا معقدا إلا إذا تحقق ما كان مجرد خيال في بداية الموسم بانتداب الظاهرة ميسي ليطلق آخر رصاصات الإبداع التي مازالت بحوزته، وحينها قد يضمّد غوارديولا جراحه ويراهن على كل الألقاب بقيادة ميسي ودوبراين في خط الوسط ولن يشعر بعدها بوجع الرأس في الدفاع والهجوم.

أما الاحتمال الوارد فهو حنين برشلونة وأيضا غوارديولا البالغ من العمر 49 سنة منذ جانفي الماضي، وحتى أنصار وعشاق الفترة الذهبية لمدرسة برشلونة، للحب الأول بين الفريق والمدرب، ولن يكون ذلك إلا بعودة غوارديولا إلى فريقه ومحاولة لمّ شمله وبعث الروح التي فقدها الفريق على مدار ثماني سنوات، منذ أن غادر غوارديولا برشلونة وحط رحاله أولا بألمانيا لقيادة النادي البافاري لمدة ثلاثة مواسم كانت كلها عجاف أوروبيا، ومن بعدها أربع سنوات مع نادي مانشستر سيتي التي تأكد العقم الأوروبي فيها، بدلا من أن يصبح غوارديولا المدرب الأكثر تتويجا أوروبيا، فتوقف رصيده عند لقبين مع برشلونة وفقط.

دخل غوارديولا عالم التدريب سنة 2007 مع رديف برشلونة وشاع في السنة الموالية كصاحب أفكار جديدة في عالم التدريب، وقاد إلى حد الآن ثلاثة من عمالقة الكرة الأوربية وخاصة برشلونة وبيارن ميونيخ اللذين يمتلكان لوحدهما 10 ألقاب من رابطة أبطال أوروبا، ويمتلك سنا يسمح له بأن يبقى على أعلى مستوى لأكثر من عقد من الزمن أو حتى عقدين، ما يعني أن المدرب في حاجة لبعض الوقت فقط ليعود بأقوى سرعة وقد يكون ذلك مع فريق القلب الأول والأخير، برشلونة.
ب. ع

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!