-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تزايد مرعب لحوادث الدراجات النارية

آباء يهدون أبناءهم “توابيت” تسير على عجلتين في الطرقات

سمير مخربش
  • 569
  • 0
آباء يهدون أبناءهم “توابيت” تسير على عجلتين في الطرقات
أرشيف

تعدّدت حوادث الدراجات النارية، التي تسجل هذه الأيام فتكا متسلسلا بالشبان والمراهقين، والمؤسف أنّ وراء كل ضحية مغامرة تبدأ بمناورة على عجلتين، وتنتهي بتابوت يفزع الوالدين، ويخلّف حيرة وندما ولعنة لتلك المركبة المشؤومة.
سجلت مصالح الحماية المدنية في الأيام الأخيرة حوادث مرور متعددة لأصحاب الدراجات النارية، الذين قادوا حملة وطنية موازية لتصوير مشاهد مفزعة لتحطم الدراجات “الملعونة”، التي انقلبت وارتفعت في الهواء واصطدمت بمختلف الأجسام وقذفت بركابها في مختلف الاتجاهات، وفيهم من قذف مباشرة باتجاه القبور ليغادروا الحياة على متن عجلتين.
لقد تحولت الدراجة النارية إلى آلة لصناعة الموت، وتهديد السلامة في طرقات تعج بمناورات المراهقين والمغامرين بحياة الناس، وحسب الإحصائيات الرّسمية فإن أصحاب الدراجات النارية يتسببون في 30 بالمائة من حوادث المرور. فاستعمال هذه الوسيلة أصبح بدعة سيئة، وسنّة خبيثة يتحمل وزرها كل من حاول أن ينتشي بقيادة الدراجة النارية والقيام باستعراض في الطرقات. وهو المشهد الذي اعتاد عليه الناس في الطرق وقد رحل العديد من الشباب إثر حركة بهلوانية بدأت بمناورة بالدراجة النارية، وانتهت بمأساة حيرت العائلات الآمنة.
وامتدت الظاهرة إلى الأطفال بعدما كانت مقتصرة على الشباب، فالطفل اليوم لا يتردد في ركوب الدراجة النارية، والتنقل بها حتى خارج المدينة ومزاحمة السيارات والشاحنات في مشاهد مرعبة، بينما يقوم بعض الشبان باصطحاب الأطفال على متن دراجاتهم النارية وتعليقهم على ظهورهم والتلاعب بحياتهم عبر الطرقات.
ومع موسم الاصطياف بدأت هذه الدراجات تشد الرحال نحو الشواطئ، وهي الظاهرة التي تزداد حدتها مع نهاية كل أسبوع فتجد مواكب الدراجات النارية تجوب المنعرجات الخطيرة بتهور كبير. وفي كل دراجة أكثر من راكب وأغلبيتهم لا يحترمون قوانين المرور، ويفضلون المجازفة في المنعرجات دون استعمال الخوذة.
والمتهم الغائب هو ذلك الأب الذي تجده يبكي عند قبر ابنه وهو الذي اشترى له دراجة نارية، وشجعه على ركوبها دون ضوابط ولا مراقبة، همه الوحيد أن ابنه يجب أن يكون مثل أقرانه يفتخر بدراجة نارية يجول بها ويتمتع في الطرقات. هذا الوالد الذي يعتبر المتهم الأول في العملية لأنه لم يقدر حجم الجريمة التي ورّط فيها ابنه ودفع به إلى الموت فوق عجلتين.

فحسب المتابعين لهذا الأمر الخطير، فإن هذه الظاهرة المأساوية من مسؤولية الأولياء الذين يشترون لأطفالهم دراجات نارية تفوق سنهم، ويتركونهم تحت رحمة عجلتين تسيران نحو المجهول.

فهدية من هذا النوع وفي مثل هذه الظروف هي بمثابة سم قاتل ومبادرة نارية لا يدرك الوالد خطورتها إلا عندما يرى ابنه في تابوت يحمل على الأكتاف.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!