-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

آخر مغامرات خليفة حفتر ببزته العسكرية

آخر مغامرات خليفة حفتر ببزته العسكرية

العملية العسكرية التي يخوضها الجنرال خليفة حفتر “قائد الجيش الليبي الوطني” على مقربة من الحدود الجزائرية لا تقوى على ردم مستنقع في قرية نائية، فهي ليست أكثر من استعراض مسلح لا يبهر ناظريه، لها هدف مكشوف في فتح طريق آمن لفصائل إرهابية لن يبقى لها مكان في مستقبل ليبيا القريب.

أي منطقة عسكرية ينشئها حفتر قرب الحدود الجزائرية، لمنع الإرهابيين من الهروب كما يدعي؟

حزام أمني جزائري محكم، لا يقوى أحد على اختراقه، احتوى منذ البدء كل المخاطر الآتية من خارج الحدود، مشهد حقيقي في أرض الواقع، لا يغيب عن أنظار الجنرال خليفة حفتر، المدرك لفراغ عمليته العسكرية من أي جدوى أعلن رغبة بلوغها.

محاصرة الإرهاب ومنع فلوله من الهروب الذي يهدد الأمن الإقليمي في شمال إفريقيا، يفترض التوجه نحو الحدود التشادية الخالية من أي ضوابط أمنية، ومناطقها التي يتعشش فيها الإرهاب، بطرقها المفتوحة على دول الساحل الإفريقي.

ذلك الهدف الحقيقي لمنع التمدد الإرهابي بعد إخراج المرتزقة من ليبيا ومعها كامل أسلحتها الثقيلة، بطرق غير منظمة وبعيدا عن أنظار أي رقابة دولية، هدف يستحق جعل الأرض خالية لعملية عسكرية وعد بها حفتر.

فما هي دوافع اتجاه قوات حفتر نحو الحدود الجزائرية، وترك الأرض خالية عبر الممرات المفتوحة في الحدود الليبية – التشادية؟

قراءة خاطئة في توقيت خاطئ رسمها عسكري اعتاد على خوض مغامرات فاشلة، تثقل حساب أخطائه الكفيلة بإقصائه من المشهدين السياسي والعسكري في المستقبل الليبي القريب وفق توقيتات المجتمع الدولي.

حركة عسكرية لم تخضع لحسابات دقيقة، استدرجت مهندسها لقاع المساوئ التي تنبه المجتمع الدولي والإقليمي لضرورة إنهاء دوره في استحقاقات سياسية وأمنية مقبلة، كان يعتقد واهما أنها رسالة لإبراز قدرته بغية إعادة تأهيله بعد الاستحقاق الانتخابي الرئاسي والبرلماني في نهاية ديسمبر المقبل.

مؤتمر برلين 2 آخر مخارج الأزمة الليبية بإقرار طرد المرتزقة وإخراج القوات الأجنبية وتوحيد المؤسسة العسكرية والأمنية، لم ينتظر رسالة عسكرية من “قائد الجيش الوطني الليبي” ليبرمج أهميته في جدول أعماله، ويلقي به من جديد في إدارة الشأن الليبي، فهو مدرج في طاولة المفاوضات لوضع آليات عزله، ومنحه مستحقات التقاعد الفعلي.

قد يرى الجنرال خليفة حفتر، أن الأزمة الليبية تحتاج إلى فتح ثغرة إقليمية قبل الاستحقاق الانتخابي، تشاغل المجتمع الدولي المصر على إنهائها، ومع إنهائها ينتهي وجوده عبر إنهاء دوره، لكن أحدا لم يغفل عن هذه الألاعيب الاستعراضية في الوقت الضائع، ولن يستدرج لها بكل ما تحمله من استفزاز صريح.

مغامرة عبثية، هي آخر مغامرات حفتر ببزته العسكرية، كان بإمكانه تحاشيها لو أدرك أن الجزائر التي ترى أبعد مما يراه، لن تستنزف أي جزء من قدراتها في منازلة لا ترتقي لحجم مكانتها سياسيا وعسكريا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • عمار بن ياسر

    البغدادي والظواهري وبن لادن والحريري وملوك الخليج والعرب ورؤساء مصر المتعاقبون وخليفة حفتر الليبي جميعهم بيادق امريكا واسرائيل بالشرق الاوسط واسيا وشمال افريقيا في خدمة مصالح الغرب الصليبي الصهيوني الاستراتيجية بكل اخلاص ووفاء واستمرارية . نخب الخيانة العربية المتواصلة