الجزائر
تستعمل بشكل واسع وأطباء يحذرون من مضاعفاتها

“آلة الحجامة” مصدر لانتشار الأمراض والفيروسات

الشروق أونلاين
  • 13406
  • 9

تحوّلت الحجامة في الآونة الأخيرة إلى مهنة لعديد الدخلاء المتاجرين في أمراض وآلام المواطنين، فقد قفزت أسعارها من 200 دج في بعض المراكز إلى 500 دج، والأغرب أن بعض العيادات أصبحت تقدم خدماتها مقابل 1500 و3000 دج، وأمام هذا الغلاء الفاحش لم يتبق أمام المواطن سوى اقتناء آلات الحجامة والعمل بها في بيوتهم أو بالاعتماد بأحد معارفهم لتخفيف التكاليف.

استطاعتآلة الحجامة الإسلاميةوالمعروضة للبيع في مختلف الصيدليات ومحلات بيع الأعشاب استقطاب أعداد كبيرة من المواطنين نظرا لانخفاض سعرها وسهولة استخدامها، وهروبا من جشع بعض المتطفلين عن المهنة والذين حولوها إلى تجارة تدر عليهم الأرباح.

توجهنا إلى الصيدلية المجاورة لدار الصحافة وطلبنا الجهاز لمعاينته ومن خلال العلبة تبين أن الآلة الصينية الصنع وتباع بأسعار تتراوح مابين 650 دج بالنسبة للصيدليات و450 دج بالنسبة لمحلات بيع الأعشاب والعطارة، ويحتوي الجهاز بداخله على 4 كؤوس متفاوتة الحجم حسب الموضع المراد وضعها عليه، وبداخل كل كأس ما يشبه الأنبوب زيادة على الجهاز الذي توضع فيه وكتيب لشرح طريقة استعمالها وطريقة الحجامة والأحاديث النبوية التي وردت فيها مع تحديد مواضع الحجامة. وقد أكد لنا صاحب الصيدلية أنها تحظى بقبول واسع من قبل المواطنين الذين يتهافتون على شرائها، موضحا أن استعمالها شخصي ولمرة واحدة فقط تفاديا للمرض والتعقيدات الصحية التي قد تصيبه.

 

مختص في الحجامة يحذّر من خطورتها

وللتقصي أكثر عن الجهاز اتصلنا ببن سكايم عادل، مختص في العلاج بالحجامة وصاحب عيادتين في الشراڤة والرغاية، والذي أوضح لنا أن الجهاز موجه للمبتدئين للقيام بالحجامة المنزلية وهو لا يحبذ استعماله نظرا للمخاطر الصحية الكبيرة التي قد تنتج عنه، مضيفا أنه يوجد 6 أجهزة متداولة في السوق منها المصنوعة بالزجاج، البلاستيك ومادة ثالثة تشبه البلاستيك، غير أن مشكلة الجهاز على حد قول عادل أنه موجه لاستعمال واحد لكن الأغلبية يستخدمونه عدة مرات وهو ما يجعلهم عرضة لعديد الأمراض يتقدمها  البوصفاير“. وأردف المختص في الحجامة أنه يعتمد في طريقته على الكوؤس ويتخلص منها بعد مباشرة بعد استعمالها وقد سبق وأن جلب له عديد المواطنين أجهزتهم فيرفض أن يستخدمها في حال كانت مستعملة من قبل لأنها خطر على صحة المريض والمعالج.

 

حميدي: على وزارة الصحة تكوين أطباء في الحجامة لمحاربة المتطفلين

وفي نفس السياق، حذر الدكتور رشيد حميدي، مختص في الأمراض الباطنية، من الأمراض والفيروسات التي تتنقل عبر الدم مثل التهاب الكبد الفيروسيبوجوالسيدا فالتعقيم ضروري، مستطردا أن الحجامة يجب أن تكون على يد أطباء مختصين وفي أوقات ومواعيد محددة فقد أصبحت تجارة لعديد الجهلة وأصحاب المستوى التعليمي المحدود، وأردف المختص قائلا بأن ماء الجافيل الذي يستعمله أغلبية الحجامين في التعقيم ليس معقما فعالا كونه لا يقضي على جميع الفيروسات والأجدر بالمواظبين على الحجامة التبرع بالدم كما يستلزم على وزارة الصحة التدخل وتقنين هذا الطب ومحاربة التجار بجعله حكرا على الأطباء ويتم إجراؤه داخل المستشفيات ومصالح خاصة تفاديا لانتقال الفيروسات وأي تعقيدات أخرى تصل لحد تلف الأعصاب والإصابة بالعجز إذا ما أجريت بطريقة خاطئة.

مقالات ذات صلة