الرأي

آية الكرسي

عمار يزلي
  • 7504
  • 8

وجدت نفسي بقدرة قادر، رئيسا للبلاد، رغم أنني لم أكن أتمنى لا الفوز ولا حتى الترشح، لعلمي اليقين أن الزهد في إمارة الناس، أقرب طريق للجنة، وأن الجري وراء الكرسي،”را ـ كورسي لجهنم”. عزفت عن الترشح رغم أصوات ملايين الناس الذين رؤوا في شخصي “الإمام العادل” الذي عليه أن يخلف “عادل إمام”! أفهمتهم أني لا أستطيع تحمل هذه المسؤولية الشاقة أمام الله والناس، ولكنهم أصروا، إلى أن فوجئت بهم يختارونني وأفوز على الرئيس المرشح! شيء لا يصدق! تفوز على رئيس مرشح في بلد كبلدنا؟ هئهئهئ!! هراء!

دخلت قصر المرادية و”آية الكرسي” في فمي! قلت: لا أجلس على كرسي العرش الوثير، حتى لا ألتصق به! جلبت معي”بنك” (بدون فليس)، بحيث يمكن نقله وإعادته للبيت عندما أنهي عهدتي الأولى (والأخيرة). هكذا كانت نيتي بدءا! لا أحب التشبث بالكرسي! مضت أشهر، وصار الجلوس على”البنك” صعبا لطول الوقت، ثم أنه قصره يكسر الظهر ويؤلم “القاعدة” التي نجلس عليها، أشير علي أن أرفع قوائم “البنك” وأن أكسوه بمادة إسفنجية لتليين”القاعدة” التي نحن عليها قعود، ففعلت، لكن ذلك لم يكن فعالا، فكان علي أن أوسّع قليلا من “قاعدة البنك” بعدما زاد وزني (وقافيتي) من فرط الجلوس والأكل الملزم، رغم أني كنت أصوم الخميس والاثنين، الصوم لم يساعدني ولم يساعد البروتو ـ كووول! فمع الزيارات والمآدب والسفراء والوفود، لا يمكن أن تصوم في وجودهم..فهذا ليس من السنة، لهذا توقفت عن الصوم التطوعي، التراويح أيضا لم أعد قادرا أن”أروح إليها”! البروطو ـ قووول” يقول لي دائما إن “الأمن” والاحتراز من الشعب واجب!. عوض لي “البنك” بكرسي ليس بالتوتير، ولكن واسع القاعدة! غير أن هذا لم يدم طويلا، فصرت أغير منه شيئا فشيئا إلى أن وصلت قبل نهاية العهدة إلى تثبيته في البلاط بـ”ليشوفي ميطاليك” ثم بـ”بولونات نتاع بوكلا”، قبل أن أصب عليه “بيطون آرمي”، ثم “أتوني بزبر الحديد” وقلت لهم أفرغوا عليه قطرا حتى لا يستطيع أحد نقله ولا نقبه، ثم رصعته، بالأحجار الكريمة بعدما قمت بنحته في شكل يحمل صورتي وشكلي كأنك تجلس في حجر تمثال الرئيس، عرش لا يقدر على نقله حتى جن سليمان، والآن وبعد أن حوّلت “البنك” الفقير، إلى عرش عظيم، أفكر في الترشح لباقي العهود.

وأفيق وأنا أقرأ: ..خالدين فيها أبدا..(لكن لم أعرف بالضبط أين!)

مقالات ذات صلة