-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أكدوا أن الأضحية ليست للتباهي وإسعاد الأطفال والغرق في الديون

أئمة ينصحون بتجديد نية التقرب إلى الله في العيد

نادية سليماني
  • 1008
  • 0
أئمة ينصحون بتجديد نية التقرب إلى الله في العيد
أرشيف

دعا أئمة إلى ضرورة تجديد وتصحيح نية عيد الأضحى وشراء الأضحية، التي يجب أن تكون بهدف التقرب من الله والارتقاء في العبادة في أحب الأيام إلى الله، وتفادي تشويه النية بمعتقدات أخرى كأن يكون الهدف من شراء الأضحية هو التباهي والتفاخر وجعلها وسيلة للعب الأطفال و المصارعة وغيرها من الأعمال التي تفسد النية وتذهب الأجر…
وفي هذا الإطار، نبه الإمام محمد العشيوي، مما اعتبره تصرفات يرتكبها أشخاص وينالون عنها إثما وهم لا يعلمون، ومنها انتشار صور الاستهزاء بعيد الأضحى، الذي يعتبر من شعائر الله، “ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ”، وحذر في تصريح لـ” الشروق”، من الرسوم الكاريكاتورية لغرض الاستهزاء بعيد الأضحى، والمنشورات “الفايسبوكية” التي تهدف إلى إضحاك الغير.
ومثلا، لاحظنا انتشار إعلان يعرض صاحبه صور كباش، يقول إنه يقوم بتأجيرها للعائلات التي لا تقدر على الشراء، بمبلغ 800 دج لليلة، حتى تفرح أولادها و”تزوخ” على جيرانها، ويعيدونها ليلة عيد الأضحى..! والمنشور تم تداوله على نطاق واسع.

علينا تصحيح النية
سلوك آخر منتشر، بحسب الإمام، وهو غياب نية ذبح الأضحية تقربا من الله- عز وجل، وهو ما جعله يدعو إلى “تصحيح النّيّة”، لأن “الأضحية سنّة مؤكّدة تُذْبَح تقرُّبًا للّه وتشترى للّه وليس لفرحة الأولاد والتّباهي أمام العائلة والجيران”.
وتأسف عشيوي، لظاهرة الانتقاد والتأفف، بسبب غلاء الأسعار، وقال: “أي شخص يستغل مناسبة أو حاجة الناس، ليحقق أرباحا خاصة، فهو آثم وقد ارتكب معصية في أفضل أيام الله عز وجل، وهي ذو الحجة، التي يتضاعف فيها الأجر، وبالتالي، ضيع على نفسه خيرا وبركة كبيرين”، وما على المواطنين غير القادرين على هذه الأسعار، عدم تكليف أنفسهم فوق قدرتها، وتفادي الدخول في المشاحنات، وترك أمر البائع لله عز وجل.

السخط والتذمر يلهيان الناس عن العبادة
وأضاف محدثنا “ومن لم يقدر كلية فليتوقف عن السخط والتذمر، وكتابة منشورات مسيئة على منصات التواصل، ما يتسبب في الهاء الناس عن العبادة في هذه الأيام العظيمة”، وقال إن الغاية من الأضحية هي إسالة الدماء وتعظيم شعائر الله “فمن فسدت نيته، عليه إعادة تصحيحها من جديد”.
وبدوره، اعتبر إمام المسجد المركزي بوعنداس بشمال ولاية سطيف، الدكتور أسامة شيبان القسنطيني، أنه من شروط صحة الأضحية، أن ينوي المضحي التقرب إلى الله تعالى، لقوله تعالى: “قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين”. ولقوله صلى الله عليه وسلم: “إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ”

إسعاد الأطفال.. ليس نية شرعية
وأردف محدثنا: “وعليه ينبغي للمضحي تصحيح نيته، بأن يجعل الدافع لشراء الأضحية طاعة الله والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، وأما ما يقوله بعض الناس إن سبب شراء الأضحية طلبا لأكل اللحم أو إدخالا للفرح والسرور على الأهل والأولاد فلا يصلح أن يكون نية شرعية، إلا إذا كانت هذه النية تابعة للنية الأصلية، أي ينوي ابتداء التقرب إلى الله كنية أصلية، ثم ينوي أكل اللحم أو إفراج الأهل كنية تابعة للنية الأصلية.”
ويؤكد الإمام عبر “الشروق”، أن الأضحية سنة مؤكدة وليست واجبة، فمن فعلها له اجر عظيم، ومن تركها عجزا فلا إثم عليه، وأما من تركها يقع عليه اللوم لتركه إحياء شعيرة من شعائر الإسلام، مشيرا إلى أن علماء المالكية قالوا إنه لا يستحب للمسلم العاجز عن شرائها أن يستدين، ولكن من فعل ذلك يؤجر مرتين، أجر الأضحية وأجر تكلف إحياء هذه الشعيرة.

أمسك لسانك وقلمك في هذه الأيام المباركة
ومن جهة أخرى، تأسف الإمام لما اعتبره من المظاهر السلبية المنتشرة في وسائل التواصل الاجتماعي، وهي الاستهزاء بهذه الشعيرة بقصد آو بغير قصد، وقال: “ينبغي التنبه لذلك واجتنابه تعظيما لما عظمه الله، فمن كان قادرا ضحى وأجره على الله، ومن لم يضح أمسك لسانه وقلمه، خاصة في هذه الأيام المباركة التي تتضاعف فيها السيئات والحسنات”.

يجب الإحسان للأضحية وتفادي تعذيبها
وذكر محدثنا، أنه من نعم الله على الإنسان أن سخر له الأنعام يأكل لحمها، ويستفيد من جلودها، وأباح له ذبحها تحصيلا لهذه المنافع، وأمر بالإحسان إليها رحمة بها، فلا يجوز له منعها من الطعام والشراب، كما لا يجوز إدخالها لحلبة التصارع مع مثيلاثها.
وقال: “نهت الشريعة الإسلامية عن تعذيب الأضحية عند الذبح فرغبت في إحداد السكين جيدا، وإمساكها مع ذبحها من المقدم لا من الخلف أو الجنب طلبا لراحتها، ورغبت الشريعة أن يكون الذبح مرة واحدة تجنبا لتعذيبها”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!