-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

 أبو جرة سلطاني: وداعا عملاق اللغة العربية وفارس ميدانها

الشروق أونلاين
  • 244
  • 0
 أبو جرة سلطاني: وداعا عملاق اللغة العربية وفارس ميدانها
أرشيف
أبو جرة سلطاني

ودعنا الأخ الفاضل والصديق الناصح د. عثمان سعدي عن عمر يدب نحو 92 عاما قضاها منافحا عن الوطن وعن اللغة وعن القضية الفلسطينية.. وحاز قصب السبق في إتقان اللغتين (العربية الأكاديمية، والأمازيغية القديمة في جذرها الشاوي).

ودعنا عملاق اللغة العربية وفارس ميدانها وحارس عرينها الرجل الثوابتي حتى النخاع بشهادة خصومه الذين كانوا يخشون مصاولته بذريعة أنه “بعثي متطرف”!! وهو في حقيقة الأمر مجاهد فذ خاض غمار الثورتين: ثورة التحرير المباركة وثورة التعريب المستمرة.

حياته مليئة بالطرائف، زاخرة بالمعارك من أجل تثبيت هوية الأمة وإبراز عروبتها وتوكيد انتمائها وأصالة وجودها وواجب انفصالها عن مستعمر الأمس.

عاش عثمان سعدي حياته ثائرا لا يداهن ولا يهادن مع أنه مثقف من طراز رفيع احتك بأشهر شعراء العربية فأفاد منهم وأصدر كتابين عن ثورة الجزائر، الأول الثورة في الشعر العراقي (لما كان سفيرا بالعراق 71/74) والثاني ثورة الجزائر في الشعر السوري (لما كان سفيرا بسوريا 74/77).

تبوأ عضوية مجمع اللغة في ليبيا وترأس الجمعية الجزائرية للدفاع عن اللغة العربية..
عندما تجلس اليه كأنك في مكتبة مسموعة ينتقل بك من أدب الرحلات إلى واحات الشعر إلى أعماق التاريخ إلى صحبة الكبار ويتوقف بك طويلا في أسرار المقاومة الوطنية وثورة التحرير.. وله شبكة علاقات ممتدة من هافانا إلى طنجة.
تميز عن غيره بثلاث قلّما تجتمع في رجل واحد:
– جمع بين الثورة والدبلوماسية والثقافة الموسوعية وفصاحة اللسان والشجاعة الأدبية في الدفاع عن الحق وعن القضايا العادلة..
– جمع بين فصاحة اللغة والشعر الملحون (يحفظ التراث الشعبي من المجدوب إلى عيسى الجرموني..) ويتحدث باللسانين معا.
– جمع بين الشعر الحديث وقدرة فائقة على تتبع جذر كل كلمة في اللهجات الجزائرية بألسنتها الخمسة.
رحمك الله يا صديقي عثمان كنت أزورك لأجدد ثقتي بالثوابت. وأجالسك لأدقق معلوماتي حول الثورة. واستفزك أحيانا لتكشف لي عن أسرار لا يعرفها سوى صاحب رواية “وشم على الصدر”… الموت حق ولكن رحيل الرجال أسيف.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!