-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أجهل أم تحامل؟

أجهل أم تحامل؟

مما حرصت هو أن أتابع ـ أياما معدودات ـ كل جريدة تصدر باللغة العربية في الجزائر، لأعرف خطها الافتتاحي، ومستواها، حتى إذا كوّنت فكرة عنها قررت الاستمرار في متابعتها أو الإعراض عنها. ..

  • وهذا ما فعلته مع جريدة تحمل اسما عزيزا صدرت منذ بضعة أشهر، حيث استمررت في اقتنائها، لمعرفتي بعض الإخوة القائمين عليها، ولمعرفتي بعض كتابها، ولاهتمامي ببعض ما ينشر فيها. ( يوميات مالك ابن نبي مثلا)
  • ولكنني صدمت لما نشر في صفحتها الثانية من عددها الصادر يوم الإثنين 10 / 10 / 2011، حيث كتب كاتب ـ أو مستكتب ـ كلاما لم أعرف صاحبه لأحكم على ذلك الكلام إن كان جهلا، أم تحاملا، أم هما معا.
  • عنون الكاتب ـ أو المستكتب ـ كلامه هكذا: “شكرا على تواضعك يا دكتور قسوم”، وجاء فيه: “طلب رئيس جمعية العلماء المسلمين (من دون ذكر “الجزائريين”) الدكتور عبد الرزاق قسوم من صحافي ” ” الذي اتصل به لاستشارته بخصوص موضوع عادي أن يبلغ القائمين على اليومية أن لا يغيروا الصحفي الذي يتواصل معه كل مرة، في وقت اعتدنا أن “نهاتف” (الأقواس أصلية) فيه المدراء والوزراء والعلماء بصفة دورية ولم يحرجنا واحد منهم على طريقة “سي قسوم” (الأقواس أصلية)، وهو ليس أكثر من رئيس جمعية، فكيف به إذا رُقِي إلى منصب وزير؟”.
  • أبادر بتهنئة الدكتور قسوم لأن “سي الكاتب” أو “سي المستكتب” رقاه إلى منصب وزير، حيث استعمل حرف “إذا” بدل حرف “إن”، فحرف “إذا” يستعمل فيما هو مؤكد وقوعه كقوله تعالى: “إذا جاء نصر الله”، و “إذا زلزلت الأرض…” وحرف “إن” يستعمل فيما هو محتمل وقوعه أو عدم وقوعه كقوله تعالى: “إن جاءكم فاسق بنبإ…”، وإن كنتم جنبا فاطهروا”.. وأبادر كرة أخرى إلى القول بأنني في هذه الكلمة لا أجادل عن الدكتور قسوم لأنه ليس في حاجة إلي، فهو أقدر مني ـ علما وتجربة ـ على الجدال عن نفسه، ولكنني أؤدي شهادة أعلم أن كتمانها إثم، فقد جاء في القرآن الكريم قوله تعالى: “ولا تكتموا الشهادة ومن تكتمها فإنها آثم قلبه”.
  • إنني أعرف الدكتور قسوم منذ نهاية السبعينيات من القرن الماضي، واختبرته إقامة وظعنا فوجدته حسن الأخلاق، طيب السلوك، كثير التواضع، وكنت ـ أحيانا ـ أعاتبه على تواضعه مع من لا يستحقون هذا التواضع لأنهم يتجاوزون حدودهم، ويستغلون تواضعه…
  • وأشهد أن أكثر محبي الدكتور قسوم يحبونه لهذه الصفة النبيلة، وهي التي جعلت اثنين ومائة (102) من أعضاء المجلس الوطني لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين ـ وما منهم إلا له مقام معلوم خلقا وعلما ـ ينتخبونه رئيسا لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، ولا يجادل في ذلك إلا من ران على قلبه، وأصابه “داء الضرائر”، وحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله…
  • إن الذين يعرفون الدكتور قسوم في القارات الخمس – حقيقة لا مجازا – سيحكمون على “سي الكاتب” أو المُستكتب بأنه إمّا أن يكون جاهلا للدكتور قسوم أو متحاملا عليه، وكلتا الحالين مُزرية بصاحبها، مُنقصة له في أعين الناس، ونخشى أن يمتد هذا الازراء – بسببه – إلى الجريدة التي ائْتمنته وفتحت له صفحاتها، فتكون النتيجة أن يعرض القراء عنها، ويولوا وجوههم شطر غيرها.
  • إن “سي قسوم” يا “سي الكاتب” حافظ لكتاب اللّه – عز وجل – وهو بذلك – إن شاء الله – من “أهل اللّه وخاصته” كما جاء في حديث ذي الخلق العظيم، وهو من طلبة معهد الإمام خالد الاسم حميد الفعل عبد الحميد ابن باديس، وهو حامل لعدة شهادات (ليسانس في الآداب، وليسانس في الفلسفة، وليسانس في الترجمة، وشهادة الدراسات العليا، وكلها من جامعة الجزائر عندما كانت جامعة لا تجمعا) وشهادة الماجستير من جامعة القاهرة، وشهادة الدكتوراه من جامعة السوربون.
  • وقد درّس في جامعة الجزائر، وتخرج على يديه مئات الطلاب، ومنهم من أشرف على أطروحاتهم في داخل الجزائر وخارجها، ورأس قسم الفلسفة في جامعة الجزائر، ومعهد العلوم الإسلامية بها، وأدار المعهد الوطني العالي لأصول الدين، واستقال من إدارته بإرادته بعدما أكمل موجوده وأنشأ مفقوده، وقد عُرضت عليه رئاسة جامعة الأمير عبد القادر عند افتتاحها فرغب عنها..
  • وتولى الأمانة العامة لاتحاد المترجمين الجزائريين، وكان أمينا عاما للمجلس الإسلامي الأعلى في عهد الشيخ الجليل أحمد حماني، كما كان نائب عميد مسجد باريس في عهد العالم الكبير العباس بن الحسين – وانتخب نائبا لسماحة الشيخ شيبان، وأسس وأدار مجلة “الموافقات”، ورأس تحرير جريدة البصائر.. وأنتج عدة برامج فكرية ثقافية إذاعية وتلفزية، وأمدّ عدة مجلات وجرائد وطنية وأجنبية ببدائع فكره..
  • ودبّج عدة كتب.. وما يزال عطاؤه ممدودا، مما جعل الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يزكيه لمجلسه، ومعهد المناهج يوسّمه بوسالم العالم الجزائري.. هذا – باختصار شديد – هو “سي قسوم”، فمن أنت يا “سي الكاتب” أو “المستكتب”؟ ولهذا “إن  رُقّي” قسوم إلى منصب وزير فسيتشرّف هذا المنصب به، ولن يزيد قسوما مثقال ذرة من الشرف، لأن الله هو الذي رفع العلماء…
  • وأما ذكرك يا “سي الكاتب” جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بتلك الصيغة الاستصغارية “ليس أكثر من رئيس جمعية” فينطبق عليه قول الشاعر “وكم في الجهل من ضرر”. فهذه الجمعية المباركة التي نكّرتها – “جمعية” – هي التي نبّهت الغافل، وذكّرت العاقل، وعلّمت الجاهل، وحرّكت الخامل، ودمغت الباطل، وكشفت الخاتل، فكانت خير جمعية أخرجت للناس، ولا أدلّ على قيمتها من رئاسة الإمامين ذوي الفحولة العلمية والمواقفية – ابن باديس والإبراهيمي – لها. وإما إنت كنت قد حكمت عليها من خلال مقرها البئيس الحالي فالذنب ليس ذنبها؛ وإنما هو ذنب من يستصغر العظائم ويستعظم الصغائر، ويفضّل الدهماء على العلماء، والجهل على العلم، والرقص على الفكر.. وكلّ يعمل على شاكلته.. وقديما قيل:
  • قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد      وينكر الفم طعم الماء من قسم.
  • إنني لا أمدح، فأنا – بحمد الله – أعرف حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم- القائل: “احثوا التراب في وجوه المدّاحين”، ولكنني أشهد..
  • وأنصح شُبّاننا – إن كانوا يحبون الناصحين – أن ينزلوا منازلهم، وأن يعرفوا أقدارهم، “فما كل بيضاء شحمة، وما كلّ سوداء فحمة”.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
26
  • nadia

    الاستاد الفاضل ذو الاسلوب الراقي كما عهدناك دائما اسمحلي ان اذكر حضرتكم بالمثل المشهور اللي يغيير منك يبدلك اسمك فلا تبالي وامضي قدما لان حقيقة الانسان في المضي قدما

  • Arezki

    بارك الله فيك يا أستاذ، و نصر من نصر الرجال، وأذلّ من اعتقد أن الوزراء و ذوو الجاه و السلطان هم أحقّ الناس بالتبجيل و الاحترام. سبحان الله! أ وصل تدني الجزائريين إلى هذا المستوى؟!

  • يوسف

    عودة ميمونة افتقدناك استاذنا الكريم العلم الذي مازال ينبض بما يثلج الصدور لقد انصفت دكتورنا اعانك الله دوما وأبقاك ذخرا وقلما بتارا في وجوه الظالمين

  • محمد ابراهيم القلالي

    استاذي الفاضل محمد الهادي/ انت مؤهل وقامة لها ذكرها ووزنها في قلوب الكثيرين غير ان عيبك هو ركونك الي المحلية..صحيح انك قد لاتسعي الي ماقد يقضي مضجعك مما قد يلحقك من سلبيات ردود افعال القراء اذا ماتصديت بقلمك الي مشاكل وسلبيات شعوبنا علي اختلاف مشاربها السياسة، لكن ايضا ذلك البحث في ردة الامة عن دورها والصدح بما يحتم عليها تاريخها من دور وطرح كل ماهو سلبي مع اقتراح المعالجات هو واجب انت اهل للقيام به ، فهل تراك تسمع النداء وتحمي الحمي..لننتظر ونري.

  • مجاهد قديم

    سلام الله عليك وبركاته ، ياأستاذنا الفاضل،لا فض فوك، ولا تزال الضوء المشع المنير علينا وأنت بسمة الأمل في الجزائر ،وحفظ الله مع رئيس جمعية العلماء المسلمين وابقاكم الله لنا ذخرا وفخرا،وانا لنرجو لكم "لكم " فوق ذلك مظهرا....

  • عبد الرحمان

    السلام عليكم
    من أمثالكم دوما نتعلم،فبمثل هد المواقف نعرف معادن الرجال بارك الله فيكم أستادنا و نفعنا بعلمكم..

  • بدون اسم

    جزاك الله خيرا اللهم ابرم لهده الامة امر رشد يعز فيه اهل طاعتك و يدل فيه اهل معصيتك

  • mouloud

    شكرا ياأستاذ على ردك على هذا السفيه الصغير المتطاول على العلماء الأجلاء من أمثالك وأمثال الشيخ قسوم ,حفضكم الله من شر ماخلق.
    وحفظ الله كذلك قناة القرآن الكريم..... ,فمن يريد معرفة والإطلاع على شيء من فكر الشيخ الدكتور "قسوم" ومن يريد أيضا الإطلاع على تاريخنا النير النضيف من تقديم أستاذنا" محمد الهادي الحسني" فعليه متابعة هذه القناة .

  • mouloud

    شكرا ياأستاذ على ردك على هذا السفيه الصغير المتطاول على العلماء الأجلاء من أمثالك وأمثال الشيخ قسوم ,حفضكم الله من شر ماخلق.
    وحفظ الله كذلك قناة القرآن الكريم..... ,فمن يريد معرفة والإطلاع على شيء من فكر الشيخ الدكتور "قسوم" ومن يريد أيضا الإطلاع على تاريخنا النير النضيف من تقديم أستاذنا" محمد الهادي الحسني" فعليه متابعة هذه القناة .

  • محمد ابراهيم القلالي

    السلام عليكم استاذنا وشيخنا الهادي، لافض فوك فانت دائما صاحب كلمة حق ومتابع وراصد جيد لمن يحيد عن طريق قول الحق وهو ماتحتاج اليه الامة حتي تعود الي الازدهار والتفوق كما كانت يوما، اخشي ان اقول ان اغلب صحف الجزائر العزيزة علي قلوبنا تملكتها المداهنة والانسياق الي حد كبير في آفة اتباع الحاكم ومايبتغيه من قول حتي ولو بعد بوضوح عن الصواب وعن الحق...افتقدناك في الصدح بالحق حول طغيان فرعون بلادنا الذي وبحمد الله وعونه قد تمت ازاحته من حياة شعبنا بعد ان افسد حتي الزرع،نطلب ان تكتب فقد افتقدنا قلمك .

  • طالب28

    حياك الله وبياك ومن كل سوء نجاك وجعل الجنة مثوانا ومثواك يا شيخنا الفاضل
    سعدت كثيرا بعودتكم للكتابة على هذه الصفحة زادكم الله حرصا وتوفيقا ورشادا ونصرا

    الا ولا نامت أعين المعقدين بعقدة النقص والحاقدين الحاسدين لعباد الله على ما آتاهم الله من فضله

  • شهاب

    السلام عليكم ورحمة الله.
    نحمد الله على عودت هذا العالم الجليل لقراءه الذين لا وسيلة لهم للنهل من عمعرفته إلا صفحات الشبكة.

    أستاذنا الفاضل, هل من امكانية للتواصل المباشر معك ?

    شاب يحبك.

  • abdellah

    بارك الله فيك على ماقلت ونصرك الله كما نصرت الشيخ قسوم . واظن رد الشيخ قسوم هذا الشخص الا كما قيل : اذا اتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي باني كامل .

  • شهاب

    السلام عليكم ورحمة الله.
    نحمد الله على عودت هذا العالم الجليل لقراءه الذين لا وسيلة لهم للنهل من عمعرفته إلا صفحات الشبكة.

    أستاذنا الفاضل, هل من امكانية للتواصل المباشر معك ?

    شاب يحبك.

  • البوزيدي

    جزاك الله خيرا فلكأن قلمك سيف بتار للباطل نصار للحق

  • أبو محمد الهواري

    يا ويل من تناوله قلم السي الهادي انه ببساطة واقف على ثغرة من ثغور الاسلام في الجزائر وهو حري و كفؤ لدلك أطال الله في عمرك أستادنا.

  • H.Boubakar

    نعم الأستاذ أسلوباً ,والشاهد صدقاً,والرفيق إخلاصاً......من لنا بعدكم؟؟؟

  • العلمي

    قليل من يدافع عن حيّ..فهي منقبة لاسيما وهي في الدكتور قسوم.

  • بدون اسم

    شكرا لك استاذي الفاضل.

  • عبد الفتاح

    بارك الله فيك أيها الأستاد ونفعنا الله بعلمك ومعرفتك
    بارك الله لك في عمرك وصحتك

  • ناصر

    بارك الله فيك يا شيخ، وفي علمك وأدبك في الرد وتأديب من قل أدبه ...

  • بدون اسم

    تحدثت عن الفرق بين إذا وإن ،هل توجد قاعده معيْنه للفرق بين الواووالفاء في القرءان الكريم وشكرا

  • محظوظ

    الله يجازيك خير ونفع الله بك وبما علمك

  • غلام عمراني

    بارك الله فيك يا أستاذ الهادي لقد اثلجت صدورنا وأخرست ألسنة الزيف مد الله في عمرك وجعلك لسانا ناطقا بالحق .

  • مصطفى

    بارك الله فيك السي حساني .

  • بدون اسم

    لايعرف قدر الرجال إلا الرجال