جواهر

أحاديث الكنّات ومشاكل الجيران في أقسام محو الأمية

جواهر الشروق
  • 4261
  • 0
ح.م

جاحدُ من ينكر أهمية أقسام محو الأمية في تعليم الكثير من كبار السن، وتحقيق أحلام فتيات وشبان في عمر الزهور، حرمتهم الحياة أو العقليات المتحجرة لبعض العائلات من نعمة المدرسة، لكن إذا كان من الصعوبة تعليم أطفال صغار لاتزال عقولهم فارغة ومهيأة لتلقي وحفظ كل جديد، فما بالك بتعليم شيوخ وعجائز بعضهم تعدى الستين والسبعين، ذاقوا من مشاكل الحياة والأمراض، ما يجعلهم لا يتمكنون من تعلم المزيد. فحولوا الأقسام إلى مكان لكل شيء ماعدا التعلم.

تحولت بعض أقسام محو الأمية عبر الوطن، من أماكن لتلقي العلم والحفظ إلى ملتقى للعجائز والسيدات، يتبادلن فيه القصص والحكايات و”التقرعيج”، فخلقن جوا من الطرافة لمعلميهم.

“سامية” في الثلاثين من عمرها، أم لطفلين، منذ تخرجها من الجامعة بشهادة ليسانس في الفلسفة لم تتحصل على أي وظيفة، وبعد زواجها وإنجابها، تم فتح قسم لمحو الأمية بمدرسة ابتدائية قريبة من منزلها بولاية تيبازة، فالتحقت به كمعلمة. عن يومياتها مع تلامذتها تقول: “قسمي يضم 20 سيدة، اثنتين منهما فقط شابتين لا تتعديان 25 من عمرهما، أما البقية فكلهن تتراوح أعمارهن بين 50 و70 سنة” -وحسبها- أحيانا يُرفهن عنها بسلوكاتهن الطريفة، وأحيانا أخرى يفقدنها أعصابها بتصرفاتهن الغريبة. كما أن بعض العجائز لم يتمكنّ من التعلم، والسبب أنهن لا يُركزن في الدرس، فكل همهن تبادل الحكايات حول زوجات أبنائهن “الكناّت”، وما فعلنه بهن، كما يتحدثن عن الطبخ والأعراس وغلاء الأسعار، وموت فلان، وزواج علان… “لدرجة أنهن يحفظن وبالتفصيل ما لبسته إحدى العرائس يوم زفافها، لكن عند ما أطلب منهن الإنتباه والحفظ، يرددن دائما عبارة… راني كبيرة وعندي الضغط والسكري… ما نقدرش نحفظ” تقول سامية.

مقالات ذات صلة