جواهر

أحترم زوجي لكنني لا أحبه!!

جواهر الشروق
  • 15291
  • 0
ح.م

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته: أهنئكم في البداية على هذا الصرح الشامخ والمفيد لمن هو في حاجة ماسة إلى الإستشارة.مشكلتي تتلخص في علاقتي مع زوجي، فهو إنسان محب جداً و يحب ان يأخذ الحياة ببساطة.. ولكن في بداية زواجنا اكتشفت فيه بعض الخصال غير الحميدة والتي كان سبباً فيها اصدقاء السوء كما يقول.ففي أحد الأيام وبينما كنت منشغلة بإعداد وجبة الإفطار كان هو يبرمج إحدى القنوات الإباحية ويشاهدها.. عاتبته وكنا في بداية حياتنا وانتهى الموضوع في يومه.

ولكن حياتنا بقيت كالمرجل لا تستقر، فكلما عفوت وتغاضيت عن إحدى سقطاته أعود و اكتشف سقطات أخرى، فمرة اكتشفت أنه يحادث فتاة على الإنترنت، وعاتبته ووعدني أنه لن يعود لإغضابي ثانية وأنه قد وعد نفسه بأن لا يكذب علي مرة أخرى، ولكنه لازال يكذب في بعض الأمور مع العلم إنه تغير كثيراً عن بداية زواجنا وفعلاَ تحسن للأفضل وأحب حقيقة أنه تغير على يدي كما يقول.. ولكن مشكلتي معه إنني لا أستطيع أن أثق به الآن، ودائماً أجعله في دائرة الشك في أي موضوع حتى لو كان بسيطاً وأصبحت أنظر إليه على أنه طائش ولا ياخذ الأمور بروية كما أصبحت أحترمه فقط  لكنني لا أحبه!

ودائماً أشعر إننا لن نستمر كزوجين طويلاً مما جعلني أخشى الإنجاب ثانية وأؤجله دائماً، فمرة حتى أكمل تعليمي  ومرة حتى أنهي إختباراتي وهكذا، بل إنني أحيانا أتمنى لو تكبر بيننا مشكلة ما لأطلب بعدها الطلاق، أو أسرح أحياناً بفكري وأقول بيني وبين نفسي لو إنني تزوجت رجلاً يكبرني بأعوام ويحتويني بدلاً من زوجي الذي يقاربني في العمر (يكبرني ب5 اشهر) وأشعر معه إننا أنداد في كل شيء.

فنحن في كل موضوع تقريباً نختلف في الرأي، حتى إذا أردنا أن نذهب إلى وجهة ما نختلف على أي طريق سنسلك للوصول ! تعبت من الوقوف بجانبه وأتمنى لو تزوجت ممن يضمني تحت جناحه!!

الزهرة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الرد:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

أهلاً وسهلاً بكِ على صفحات موقعنا المتميز والذي أخذ على عاتقه رسالة عظيمة وهي مساعدة الناس لكي يساعدوا أنفسهم، والله أسأل أن ييسر لكِ كل أمركِ وان يشرح صدركِ وأن ينير دربكِ لكل الخير، وأن يصلح حال زوجكِ بداية يجب أن أهنئكِ بزوجكِ المحب الطيب الذي يأخذ أمور الحياة ببساطة، حيث ستكون هذه الخصال الرائعة سبباً في محاولتنا أن نفكر في الأساليب الفعالة الناجحة – بإذن الله – في تغيير زوجكِ للأفضل وأعتقد أنك بذكائكِ وحكمتكِ قد قطعتِ شوطاً كبيراً، فلا تستسلمي لإرادة الشيطان القوية للتفريق بينكما.

وفي الحقيقة اختلف بعض الخبراء حول السن الأنسب للفارق بين الزوجين ليتم بينهما التفاهم وحسن التواصل، لكن جزء – غير قليل – اتفق حول أن يكون السن الأنسب ما بين 4-7 سنوات، لكن طبعاً هذا ليس شرطاً لأن يعيش الزوجان في سعادة وتفاهم، فهناك من هي أكبر من زوجها بأعوام أو من يكبرها زوجها بسنوات تتعدى العشرة، وكتبت لحياتهم الزوجية النجاح والاستقرار.وهنا فالفتاة التي تتزوج شاباً في مثل عمرها تكون قريبة منه أكثر، يزيد بينهما التفاهم ، يكونا أصدقاء يتشاجرون ويتصالحون بسهولة، يختلفون كثيراً لكن يتعاملان ببساطة لأن فكرهما متقارب، لكن في بعض الأحيان يكون الشاب والفتاة في سن واحد ، وتكون المرأة أكثر نضجاً وقدرة على تحمل المسئولية، ويتأخر الزوج بعض الشيء في اكتمال نضجة لما بعد الثلاثين أو الخمسة والثلاثين من العمر، لكن السن المتقارب يعطي مساحة لبدء الحياة من الصفر فيزيد الحب ويقوى مع الوقت.

فارق السن الكبير يعطي المرأة شعوراً قوياً بأنها تحت ظل رجل كبير عنها عاقل يتحمل مسئوليتها عن قرب، وتكون تحت جناحه كما وصفتي، لكن – في بعض الأحيان- يكون التعامل بينهما – سي السيد – كما يقول أهل مصر، فتخشاه الزوجة كثيراً، ولا تستطيع التعبير عن رأيها ، بل أحيانا لا تستجرأ أن تقول له أنت فعلت شيء خطأ، وفي هذه الزيجات ترتفع معدلات الغيرة والشك عند الرجال ولا تتحمل هذا الوضع إلا قلة من النساء اللاتي لهن ظروف خاصة.كما أن هناك عامل هام لنجاح الحياة الزوجية – غير عامل السن – وهي حسن اختيار شريك الحياة، فقد تنبهر فتاة بشاب وسيم طويل عريض، معه من المال ما يسعدها، وعليه بعض علامات الالتزام ، فتعقد قرانها عليه وتتزوج دون أن يسأل أهلها عنه، ثم تقول اكتشفت انه به من الصفات السيئة كذا وكذا، كان السؤال عنه يجنبها الوقوع تحت الأمر الواقع من اضطرارية الحياة معه خاصة في ظل وجود الأبناء.

في الحقيقة يا أخيتي أصدقاء السوء فعلاً يكون لهم دوراً كبيراً في تدمير حياة الأزواج، حيث يبدأ الأمر بأن يكون شاباً أعزباً له بعض رفقاء السوء، وبعد الزواج يضغط عليه هؤلاء الأصدقاء للحنين لفترة ما قبل الزواج والانطلاق في المعاصي دون مراعاة حرمة البيت والزوجة والأبناء الذي أصبح هذا الشاب مسئولاً عنهم، وهنا فأنت كزوجة صالحة تود الحفاظ على بيتها من الانهيار يجب أن تسعي فوراً لتوفير صحبة صالحة آمنة لزوجكِ تعينكِ على تغييره للأفضل، حاولي أن تقومي مثلاً بدعوة بعض صديقاتكِ اللاتي تعرفين أن لهم أزواج صالحين للغداء يوماً ما في البيت عندكِ، ودعي زوجكِ يتعرف عليهم ، اضغطي عليه بكل الأساليب الجذابة للصلاة في المسجد والمواظبة على بعض الحلقات، دعي في بيتك دائماً كتيبات إسلامية وشرائط في السيارة، لا تتركيه للتلفاز وكوني له عوناً ستجدي تغييراً كبيراً بإذن الله.

 زوجكِ يا حبيبتي إنسان بسيط جداً، فهناك من الرجال من يفعل مصائب ويستطيع أن يخفى عن زوجته بإحكام، وكونه يفتح قناة ما وأنت معه في البيت فهذا ينم عن بساطة شديدة، أو سذاجة تتيح لك تغييرها بسهولة ان شاء الله تعالى…وأحييك أن الموضوع انتهي في نفس اليوم، فكثير من الزوجات تفتعل من هذه المشكلة حجة للهجران والهجران، والجفاء والخصام ولا تعرف أنها بهذه الطريقة تخسر زوجها ولا تعالج شيئاً، ونحن بشر تخطيء جميعاً… لذلك اشغلي وقته دائماً بالعمل الصالح المفيد واجعلي له دور حيوي ومهم في تربية ابنك أو ابنتك… وحاولي إن لزم الأمر أن تطلبي منه أن يعمل دوامين، هذا إن لم ينشغل في المساجد أو الدعوة او حتى العمل الخيري والتطوعي.

لا أستطيع أن أقول لكِ ألا تفقدي الثقة فيه، لكنني في نفس الوقت لا أستطيع أن أصدق أنكِ لا تحبينه، فيا أخيتي لا تجعلي للشيطان بينكما سبيل ،فالحب الحقيقي الذي يجب أن يعمله الأزواج هو أن نحب رغم العيوب، لا أن نحب للمميزات، تفهمي هذا جيداً تطيب نفسكِ وتجدين براحاً في قلبكِ للأخذ بيد زوجكِ للأفضل دائماَ… ولا تقلقي فقريباً بإذن الله تعالى يتغير زوجكِ وتعود الثقة بينكما من جديد، لكن إياكِ أن تقولي له يوماً أنا لم أعد اثق بك، أو لم أعد أحبك، فهذا كفيل بتدميره في لحظة واحدة ووقتها لن يجدي أي محاولة للتغيير… فهو سيفكر هي لا تثق بي، ولا تحبني ، إذن لماذا اتغير، ولماذا أحاول أن أسعدها !! بل كوني قوية ذكية حكيمة، إن هو أخطأ قولي له في لحظات العتاب : أنا احبك لذلك لن أطلب الطلاق أبداً، وأنا أثق أنها زلة شيطان أو صديق سوء، وأنت أصلك نقي متدين لذلك أسامحك . هذا يرفع معنوياته جداً لعدم تكرار الخطأ.. وضحي له بين الحين والآخر أنه سيكون قدوة لأبنه ويجب أن ينتبه على تصرفاته دوماً، وانتبها سوياً ألا يتم أي نقاش أو جدال أو حتى عتاب أمام الابن مهما كان سنه، فهذا يفقده احترامه لأبيه، وعموماً لا مانع من تأجيل الإنجاب مدة عامين أو ثلاثة لحين تستقر الأمور، وهي فترة لمساعدة زوجكِ والتركيز على رفع إيمانياته، لكنني متفائلة جداً وأجد استقراراً في المستقبل إن شاء الله .

تمنياتي لك بالسعادة والتوفيق  تابعينا بأخبارك

للتواصل معنا:

fadhfadhajawahir@gmail.com

مقالات ذات صلة