جواهر
لإنهاء علاقتهن بأهل الزوج

أرامل يُطردن من بيوتهن بعد وفاة أزواجهن

سمية سعادة
  • 5818
  • 8

تعتقد بعض العائلات الجزائرية أن علاقتها مع زوجة ابنها المتوفى يجب أن تنتهي بمجرد أن يعود المشيعون من المقبرة، وينصرف المعزون إلى بيوتهم.

فالعلاقة التي تربطهم بهذه المرأة “الغريبة”، في نظرهم، لم يعد لها أي داع وليس لها أي مصوغ حتى من ناحية الشرع الذي يلزمها بقضاء عدّتها في المكان الذي بلغها فيه نعي زوجها.

ولا يشكل وجود أطفال لهذه الأرملة أي أهمية بالنسبة لهذه العائلات التي تعتبر أن مسؤوليتهم عنهم انتهت بمجرد رحيل ابنها عن الحياة.

وقد تضيع سنوات من عمر الأرملة وهي تبحث عن حقها وحق أولادها في ميراث والدهم ذلك لأن أهله استطاعوا أن يزيفوا الحقائق ويتحايلوا على القانون على غرار إحدى الأرامل التي تحفّظت عن ذكر اسمها، حيث قالت إنه بمجرد أن توفي زوجها طردها أهله من البيت مما اضطرها إلى تقديم شكايتين لوكيل الجمهورية.

ففي المرة الأولى، تقول هذه السيدة، تم استدعاء شقيق زوجها من طرف الشرطة، حيث تعهّد بتسليمها جميع الوثائق التي تخصها بعد العزاء، غير أنه صرح لهم أن شقيقه المرحوم نقل نصف محتويات بيته إلى مكان آخر.

وفي المرة الثانية، تم استدعاء عائلة زوجها التي صرحت في المحضر أن ابنها استأجر بيتا قبل وفاته وأنه أخذ كل ما يملكه من أثاث ووثائق إلى البيت الجديد الذي لا يعرفون عنوانه.

وتذكر هذه السيدة التي تقول أن زوجها توفي في بيت العائلة، إن الشرطة لا تزال تحقق في الموضوع حتى تبلغ وكيل الجمهورية بما توصلت إليه، خاصة وأنها وجدت اختلافا في تصريحات عائلة زوجها.

ولا تزال هذه السيدة تنتظر إنصافها من قبل العدالة حتى تعود إلى بيتها الذي طردت منه.

وفي موضوع ذي صلة، تقول سلمى إن جيرانهم لم يسمحوا لزوجة ابنهم الذي توفى بعد معاناة طويلة من السرطان أن تمكث في بيتهم لأكثر من يومين بعد وفاته، حيث أجبروها على مغادرته رفقة أطفالها الثلاثة، وقد حاولوا إقناع المعزين الذين شهدوا هذه الواقعة، أن أطفالها مشاغبين جدا لذلك لا يمكن السماح لهم بالبقاء في بيتهم.

حتى وإن كانت علاقة هذه الأرملة بأهل زوجها متوترة قبل وفاته، كان ينبغي تجاوز هذه الخلافات والتفكير في مستقبل أطفال باتوا بدون عائل وحضن دافئ يلجؤون إليه، خاصة إذا كانت هذه الأرملة لا تمتلك بيتا يحميها مع أطفالها ويكفل لها عيشا كريما.

مقالات ذات صلة