-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
جزائريون من عام الكمامات إلى عام "السيتيرنات"

أزمة المياه تُنعش تجارة البراميل البلاستيكية والصهاريج

آمال عيساوي
  • 5618
  • 6
أزمة المياه تُنعش تجارة البراميل البلاستيكية والصهاريج

تجار يرفعون الأسعار و”سمكريون” يستغلون الأمر لصالحهم

انتعشت هذه الأيام تجارة بيع الصهاريج والبراميل البلاستيكية بشكل غير مسبوق، بسبب أزمة المياه التي تعاني منها عديد المناطق والأحياء في المدن الكبرى وحتى القرى والمداشر والمناطق المعزولة، الأمر الذي جعل المواطنين يبحثون عن سُبل لتخزين أكبر قدر ممكن من المياه في بيوتهم حتى ولو كلفهم الأمر شراء الصهاريج الكبيرة التي تصل سعتها إلى 2000 و3000 لتر ونصبها فوق العمارات وشرفات المنازل، من دون خوف أو تفكير في العواقب الوخيمة التي قد تسببها هذه البراميل وبالأخص الصهاريج الكبيرة مثل تصدع وانهيار الجدران والأسطح، خاصة إذا كان الأمر لا يقتصر على صهريج أو اثنين، ويشمل عديد سكان العمارة.

ومن المعروف أنه كل فصل صيف تكثر ظاهرة بيع المياه بواسطة الشاحنات والصهاريج، وذلك لا يكون إلا على مستوى القرى المعزولة وبعض البلديات فقط، التي لا تصلها المياه بكثرة وتعرف تذبذبا في توزيع المياه.
لكن بعد أن طال الأمر كبرى المدن كالعاصمة التي تعرف هذه الأيام ندرة حادة في توزيع المياه، اضطر المواطنون إلى البحث عن طرق أخرى حتى يتخلصوا من أزمة انقطاع المياه عن حنفياتهم، فركضوا خلف اقتناء الصهاريج الكبيرة والبراميل البلاستيكية، وتركيبها في المنازل والأقبية وأسطح العمارات وفي كل مكان، وهمهم الوحيد أن لا يكونوا في حاجة لهذه المادة الأساسية التي يتم استخدامها يوميا في كل شيء وليس في الشرب فقط، لأن الأمر لو اقتصر على الشرب كما قال البعض لنا لاكتفوا بشراء المياه المعدنية التي ارتفعت أسعارها مؤخرا هي الأخرى بسبب الأزمة، فبعد أن استغل بعض تجار الصهاريج والبراميل البلاستيكية أمر ندرة المياه لصالحهم وقاموا برفع الأسعار بشكل جنوني لحق الدور إلى المياه المعدنية التي ارتفعت أسعارها هي الأخرى بزيادات قدرت بين 5 دنانير إلى 25 دينارا، الأمر الذي خلق تذمرا وسط الكثير ممن عربوا عن استيائهم وتذمرهم عبر صفحاتهم في الفايسبوك من أزمة انقطاع وندرة المياه من جهة ومن ارتفاع الأسعار من جهة ثانية وخاصة ما تعلق بالبراميل البلاستيكية وكذا الصهاريج..

زيادات بـ50 من المائة في الأسعار

وقد ارتفعت أسعار البراميل البلاستيكية والصهاريج خلال الأيام الأخيرة بنسبة 50 من المئة، حيث تراوحت أسعار البراميل بين 1000 دينار إلى غاية 3000 دينار، إذ أن البرميل ذو سعة 50 لترا يبلغ 1000 دينار، في حين وصل سعر برميل ذي سعة 100 لتر 1700 دينار، أمّا برميل بسعة 150 لتر فقد بلغ 2200 دينار، ووصل سعر البرميل سعة 200 لتر إلى 3000 دينار، هذا بالنسبة للبراميل، أما أسعار الصهاريج فهي باهظة جدا مقارنة بالبراميل إذ تراوحت بين 17 ألف و40 ألف دينار، حيث يبلغ سعر صهريج ذو سعة 1000 لتر17000دج، أما صهريج سعة 1500 لتر فسعره يبلغ 22 ألف دينار، كما يبلغ سعر الصهريج الذي يحمل سعة 2000 لتر 32 ألف دينار، أما صهريج سعة 3000 لتر فسعره يتراوح بين 40 ألف إلى 45 ألف دينار، ويعتبر من أكثر الصهاريج طلبا من قبل المواطنين، حيث يتم وضعه فوق أسطح العمارات بشكل كبير..

سمكريون يستغلون الأمر ويرفعون أسعار تركيب الصهاريج
وأمر الزيادات في الأسعار لم تقتصر فقط على البراميل البلاستيكية والصهاريج وإنما تركيبها كذلك سواء داخل المنازل أو فوق الأسطح يكون بثمن، لكن الثمن لم يبق على حاله كما كان سابقا فقد ارتفع مع ارتفاع أسعار الصهاريج، فبعض السباكين أو كما يطلق عليهم السمكريون أيضا استغلوا أزمة المياه لصالحهم ورفعوا في أسعار تركيب الصهاريج، فبعد أن كانت في السابق تُركب بمبالغ لا تتجاوز 3000 دينار للصهريج الواحد، ها هي اليوم تصل سقف 8000 دينار، وأحيانا تكون بـ5000 إذا كانت الصهاريج تركب في المنازل وليس فوق أسطح العمارات حيث يدعي السباكون أنّ الأمر خطرا على حياتهم والزيادات في الأسعار ضرورية.

حماية المستهلك: ارتفاع الأسعار سببه كثرة الطلب
من جهتها، المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك وإرشاده تحدثت عبر صفحتها الرسمية في الفايسبوك عن انتعاش تجارة البراميل البلاستيكية، الأمر الذي أثار استياء الكثير من المواطنين ممن علقوا بأن أزمة المياه نغصت عليهم صفو حياتهم، وما زاد الطين بلة هو أسعار البراميل البلاستيكية والصهاريج، وتساءلوا هنا عن دور وزارة التجارة في مراقبة الأسعار، فلا يعقل حسبهم، أن يتم استغلال جيوبهم بهذا الشكل القذر، وهناك من علق عن مخاطر وأضرار الصهاريج التي يتم تعليقها فوق أسطح العمارات، وقال “بالنسبة للصهاريج والبراميل البلاستيكية وبالأخص الصهاريج التي صارت توضع فوق العمارات من المحتمل أن تسبب كارثة في أي لحظة فقد تؤدي إلى انهيار البنايات ووقوعها على الأشخاص وحدوث وفيات”، وهناك من وجه أصابع الاتهام إلى شركة “سيال” وكتب أن شركة “سيال” تُنعش تجارة البراميل البلاستيكية والصهاريج بقوة رهيبة وفي وقت وجيز..
وللاستفسار أكثر اتصلنا برئيس منظمة حماية المستهلك مصطفى زبدي الذي حذر من خلال حديثه معنا المواطنين من اقتناء البراميل والصهاريج البلاستيكية التي تكون غير مطابقة واستعمالها، إذ قال إن الأمر قد يسبب أضرارا مختلفة، ودعا في هذا الشأن المواطنين إلى أخذ الحيطة والحذر عند اقتنائها.
وبشأن ارتفاع الأسعار، ذكر زبدي أن أغلب العائلات ليست في حاجة لصهاريج كبيرة، واحتياجاتهم تكون للبراميل البلاستيكية والصهاريج الصغيرة والمتوسطة الحجم فقط وأسعارها مناسبة نوعا ما مقارنة بتلك الكبيرة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • Lyes

    تجار فجار .. غير تظهر أزمة يعودوا هوما أكبر أزمة . جات الكورونا زادو في سعر الكمامات.. نقص السميد والزيت عادو يبيعوه في السوق السوداء بالضعف.. جات ازمة الماء راهم يزيدو في سعر الماء والسيتيرنات .. والله تخاف تجينا أزمة الموت يزدولنا في سعر النعش والكفن .. يا ناس خافو ربي هاذي ماشي تجارة هذه سرقة وقتل الأخلاق .. عاونوا الناس يعاونكم الله .. ربي يهديكم

  • Jamila

    من المسؤول الحقيقي؟ أين ثروات الجزائر؟ ألا يمكن استثمار خيرات الجزائر بشكل رشيد حتى نتوفر على الضروريات؟

  • كمال

    اتساءل ان كانت الازمة مفتعلة لهدف ما

  • محمد

    تكلمت عن كل الشيء الى ان تتكلم عن المسؤول فيما وصلت له البلد

  • halifax

    إنها الجزائر الجديدة ياسادة في 2021

  • Saghro

    أما آن لهذا الشعب أن يرتاح ؟ خيرات وطنه لا تقدر بثمن وهو يعيش شقاء الدول والشعوب الفقيرة . كان الله في عونكم يا جزائريون !