-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عجز كبير في استيعاب الحنطة هذا الموسم

أزمة تخزين الحبوب ترغم الفلاحين على المبيت في العراء بسطيف

سمير مخربش
  • 1081
  • 1
أزمة تخزين الحبوب ترغم الفلاحين على المبيت في العراء بسطيف
ح.م

تعرف ولاية سطيف هذه الأيام أزمة تخزين للحبوب خلفت حيرة وسط الفلاحين الذين وجدوا أنفسهم في طوابير لا تنتهي، وأرغم البعض منهم على المبيت أمام نقاط التخزين من أجل دفع المحصول الذي يعرف وفرة هذا الموسم.

المعروف أن ولاية سطيف رائدة في إنتاج الحبوب وطنيا وتتوقع هذا العام أن يتجاوز المحصول 3.5 مليون قنطار، ومن المفروض أن الولاية لها خبرة في التعامل مع المحصول وتخزينه، لكن الواقع أمر آخر.

فبالنسبة للفلاحين هي الأزمة بعينها جاءت بعد المعاناة مع عملية الحصاد والدرس تحت شمس حارقة ليستمر العذاب مع تسليم المحصول لتعاونية الحبوب التي تعرف أزمة تخزين لعدم قدرة المخازن القديمة على استيعاب المنتوج، خاصة أن أغلبية المخازن ببلديات ولاية سطيف ضيقة وقديمة تعود إلى عهد الاستعمار، ولا زالت اللمسة الفرنسية بادية عليها لم تعرف أي تطور، بل أضحت كعلب الكبريت بالنظر لوفرة المحصول، الأمر الذي خلف ضغطا بنقاط التجميع عبر مختلف البلديات كقجال وبيضاء برج، أين استسلم الفلاحون لطابور طويل وأرغم البعض منهم على المبيت في العراء بالقرب من المخزن انتظارا للدور وتسليم المحصول.

وتفاقمت الكارثة ببعض المخازن التي لازالت تعمل بطريقة تقليدية كما هو الحال بمخزن بيضاء برج، أين يعتمد عمال التعاونية على ميزان صغير خاص بالخضر والفواكه بعد توقف الميزان الخاص بالشاحنات. ويقول الفلاحون الذين التقيناهم أن الأزمة مست كل البلديات ولم يعد الفلاح يجد مكانا يسلم فيه الحبوب بأريحية، وكل المخازن تعرف ضغطا رهيبا أرهق الفلاحين والعاملين بالتعاونية على حد سواء.

وحسب مصادرنا فإن الأزمة تفاقمت بعد غلق مخزن العلمة الذي ظل لثلاث سنوات خاويا على عروشه رغم كبر حجمه وطاقة استيعابه فهو حاليا مهجور حتى من طرف الحمام، والسبب حسب مسؤولي التعاونية راجع إلى طبيعة البناية التي أضحت مهددة بالانهيار مع وجود حشرة أو ما يعرف محليا بالسوسة التي من شأنها أن تفسد المحصول، لكن في رأي العارفين بالميدان كل هذه العوائق يمكن حلها والتحكم فيها، غير أن بعض الجهات استسلمت لقاعدة الإهمال والحلول السهلة بتحويل الفلاحين إلى مخازن أخرى صغيرة.

كما انتهجت مصالح التعاونية سياسة الترقيع باللجوء إلى القطاع الخاص واستغلال مخازن بعض المطاحن الخاصة وسط عدة تساؤلات ترغم الفلاح على نقل محصوله إلى مؤسسة خاصة لم يسبق له أن عمل معها.

وحسب العارفين بالميدان فإن الأمر يتطلب جدية أكبر، لأن ولاية سطيف معروفة بريادتها في إنتاج الحبوب كمًا ونوعا، وعند الذين يقدرون الأمن الغذائي تكتسي عملية التخزين أهمية كبرى وتسخر لها كل الوسائل بعيدا عن الحلول الترقيعية والعشوائية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • متفوق

    ستتعرض المحاصيل للتلف و في الشتاء سيأتي كونيناف و الشلة لاستيراد القمح من فرنسا بالعملة الصعبة .