-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أزمة مقتبل العمر.. دوامة صراع تدفع الشباب إلى “الحرڨة”

ليلى حفيظ
  • 871
  • 0
أزمة مقتبل العمر.. دوامة صراع تدفع الشباب إلى “الحرڨة”

سمعنا جميعا عن أزمة منتصف العمر، التي تُصيب الكهول، فتُدخلهم في حالة من عدم الرضا عن حياتهم الآنية. فيعيشون خلالها مراهقة متأخرة ونكوصا في الأخلاق والمشاعر. ولكنه، نادرا ما يتم تسليط الضوء على أزمة مقتبل أو ربع العمر، التي تُصيب الشباب وتغرقهم في دوامة من الصراع والاكتئاب المُفضي إلى عدة انعكاسات سلبية كالهجرة غير الشرعية. فما المقصود بأزمة مقتبل العمر؟ وكيف يمكن تجاوزها بسلام؟

ضياع وخوف وحيرة

أزمة مقتبل العمر هي تلك الحالة من مشاعر الخوف والقلق التي تنتاب الشباب، ما بين العشرينات حتى منتصف الثلاثينات، وهذا فيما يتعلق بنوعية ومصير حياتهم المستقبلية. أو كما عرّفها عالم النفس أليكس فوك هي: “فترة عدم الإحساس بالأمان والشعور بالشك وخيبة الأمل، التي تحيط بحياة الفرد المهنية، علاقاته، ووضعه المالي.” وهي تتسم بمجموعة من الأحاسيس الأليمة، كالضياع والوحدة، الخوف، الحيرة بخصوص توجهاته المستقبلية. وهذا بحكم انتقاله لمعترك الحياة وبالأخص الوظيفية. مما قد يدفعه لقطع علاقاته ببعض أصدقائه أو التخلي عن وظيفته أو تغيير ديانته أو الهجرة إلى الخارج، وهذا ما أدى لاستفحال ظاهرة الحرڨة بمجتمعنا.

أزمة هوية

تؤكد الأخصائية النفسانية آمنة عيشوني أن: “أزمة مقتبل العمر هي نفسها أزمة الهوية التي تنتاب خلالها الشاب مجموعة من الأسئلة التي تصب حول هويته وسبب وجوده. ودافعها الرئيسي هو عدم الشعور بالانتماء بسبب العنف الأسري، عدم إظهار المشاعر الإيجابية تجاه أولادنا، والمقارنة السلبية بينهم. مما يخلق إحساسا بعدم الأمان وعدم الكمال لدى الشاب الذي سيسعى للبحث عن مكان يشعر فيه بالانتماء، ما قد يدفعه لرمي نفسه في البحر ليحقق حلمه في الهجرة لبلد آخر، مُتحججا بظروفه المادية الصعبة، والحقيقة أن مشكلته ليست مادية بتاتا مادام يجمع 100 مليون مثلا لركوب قوارب الحرڨة.”

كيف تتجاوز أزمة ربع العمر بسلام؟

تُشدّد الأستاذة آمنة عيشوني على أن سرّ الخلاص من أزمة مقتبل العمر يتمثل في:

– العودة إلى الله- عز وجل- والاقتناع بأنه خلقنا لعبادته. أما عائلاتنا وظروفنا فنحن لم نخترها. وإنما يجب أن نتعايش ونتفاعل معها بغاية إرضاء الله.

-إدراك حقيقة أن كل إنسان خطّاء وفيه إيجابيات وسلبيات يجب أن يسعى لتغييرها. لتكون له أهداف كبيرة يسعى لتحقيقها.

-الاقتناع بأن هذه الأزمة أمر طبيعي مرّ وسيمر به الكثير من الشباب قبلك وبعدك.

-توقف عن مقارنة نفسك وإنجازاتك بالآخرين، سواء في ما يتعلق بالنجاح الوظيفي أم الوضع الاجتماعي والعاطفي.

-اجعل توقعاتك في مستوى ما تسمح به قدراتك وظروفك المحيطة. كن طموحا، لكن، في حدود المعقول والممكن.

-تسامح مع ذاتك، وابتعد قدر الإمكان عن جَلدها ولومها. وحاول تطوير نفسك وبناء مستقبلك، مقتنعا بأن التوفيق والرزق من الله- تعالى.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!