جواهر
من أجل مناصب عملهن

أزواج في البيوت وزوجات متغربات خارج المدن!

سمية سعادة
  • 3363
  • 5

لا يعد الجمال شرطا أسياسيا لدى بعض الرجال المقبلين على الزواج، لأن هناك ما هو أهم من وجه صبوح لا يملء جيبا فارغا.

لذلك أصبح البحث عن امرأة عاملة أو موظفة أمرا ضروريا لاستكمال مشروع زواج أهدافه واضحة منذ البداية.

والغريب أن الكثير من النساء العاملات لا يمانعن في الزواج تحت هذا الشرط المغلف بمبررات غير مقنعة، بل يحاولن إغراء الرجل برواتبهن وامتيازاتهن وصندوق مجوهراتهن وحتى سياراتهن.

وكثيرا ما تتكشف “النية المبيتة” للرجل المتمسك بعمل زوجته عندما تضطرها الظروف للعمل خارج المدينة التي يقيم فيها مما يجعلها تعيش بعيدة عنه، ولكن كل شيء يهون في سبيل راتب كبير يفتح الأبواب المغلقة خاصة إذا كان الرجل بطالا أو راتبه ضعيف.

ومن مزايا هذا الزواج المبني على “الانتفاع المتبادل “أن الطرفين راضيين على بعضيهما في سبيل مصلحتين مختلفتين، فبينما يسعى الرجل إلى تحسين وضعه المادي، تكون الزوجة قد حققت رغبتها في الاستقرار النفسي الذي يضمنه لها الزواج.

واحدة من هذه الحالات، روتها لنا سهيلة عن صديقتها التي تقول إنها متواضعة الشكل، ولكنها مجتهدة وأهدافها محددة.

فبعد أن أنهت صديقتها دراستها بالمدرسة العليا للأساتذة بإحدى ولايات الشرق، تعرفت على شاب جامعي وكشفت له عن رغبتها في بدء العمل كأستاذة لغة فرنسية في ولايتها.

كان هذا الكلام بمثابة الطعم الذي جعل الشاب يتمسك بها ويطلب مقابلة والدها لخطبتها.

تقول سهيلة إن والد صديقتها اكتشف منذ الوهلة الأولى غرض هذا الرجل من الزواج بابنته، فنبهها إلى ذلك، وطلب منها أن تفكر قبل أن توافق ولكنها تمسكت به وقررت الزواج منه.

سافرت الفتاة إلى مدينة زوجها ومكثت بها أشهرا قليلة قبل أن تعود إلى منزل عائلتها لتمارس عملها كأستاذة لغة فرنسية، لأنها لم تتمكن من تحويل منصبها إلى ولايته، بينما ظل الزوج في مدينته يدفع إيجار بيت يسكن فيه بمفرده وينتظر زوجته لتعود في آخر الأسبوع ثم تعود إلى مدينتها.

حالة أخرى تعرفنا عليها من خلال السيدة نوارة التي تقول عن صديقة ابنتها إنها تزوجت من شاب من خارج قريتها، وكان اتفاقهما منذ البداية أن تعيش في منزل أهلها وتمارس عملها في مجال التعليم، لتزور بيتها بين الحين والآخر، وهو الاتفاق الذي ظل ساري المفعول بينهما رغم أن زوجها يعيش مع والديه وليس بمفرده.

بالرغم من أن الزوجين غير معترضين على هذه الحياة التي تخلو من التشارك والتقارب من أجل هدفين مختلفين، إلا أنهما سيشعران مع مرور الزمن بأنهما فقدا أهم شيئين تبنى عليهما الحياة الزوجية وهما السكينة والاستقرار العاطفي وضاعت منهما أجمل سنوات العمر التي لا تعوض حتى بعد أن تستقر أوضاعهما المادية.

مقالات ذات صلة