-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أسئلة جريئة لم تجب عليها الفصائل الفلسطينية

أسئلة جريئة لم تجب عليها الفصائل الفلسطينية

الأسئلة التي أوجهها لهذه الفصائل المتناحرة والمحتل يتفرج ويشاهد ويتمدد ويتطور هي كالاتي:

أولا: ماذا استفدتم من سنوات طويلة من الصراع والاحتراب والاختلاف والاقتتال والاصطفاف المقيت غير الجدل والتراجع والاخفاق وقتل القضية على المحافل الدولية والإقليمية بل وحتى خنقها على مستوى الدول العربية والإسلامية التي تُسارع وتُهرول للتطبيع سواء بمناسبة أو غير مناسبة؟ وأنا من خلال هذا المنبر أحمِّلكم مسؤولية كبيرة على ما آلت إليه أوضاع القضية الفلسطينية؟ ألم تقرؤوا وتستفيدوا من تجارب التحرير التي سبقتكم في التاريخ القديم والمعاصر على السواء أن التنازع والصراع والاقتتال الداخلي ليس له من نتيجة سوى تدمير العزائم وتأخير النصر؟

ألستم تقاومون من أجل البلد ذاته؟ ألستم تتحدثون اللغة ذاتها؟ ألستم تدينون بالدين ذاته؟ ألستم تحت المحتل الخبيث والشرس ذاته الذي احتل أرضكم واغتال أحبتكم وشرّد أهلكم وقتل حتى حيواناتكم ونباتاتكم وكل ما يمتّ بصلة  لكم ولنسلكم ولأرضكم ولتاريخكم؟ أليس لكم التاريخ والحاضر والمستقبل ذاته؟ ألستم جميعا تتحدثون عن الهدف ذاته وهو التحرير والنصر وإقامة الدولة الفلسطينية المنشودة؟ إمّا أنكم تكذبون أو أنكم مراؤون أو أنكم سذّج.

 خذوا على الأقل التجربة من جيرانكم اللبنانيين الذين دخلوا حربا أهلية مدمّرة ثم عادوا بعد تدمير الوطن إلى الحوار والوحدة المفروضة، على الأقل للبنانيين عزاء ومبرر (وهو غير مقبول) على أن نسيجهم الاجتماعي متنوع حد الاحتراب ومختلف حد الصراع بين المذهبي والديني والعرقي والسياسي والفكري والايديولوجي، أما ما يجمع الفلسطينيين فهو أكثر مما يفرقهم: الدين واللغة والمذهب والمحتل ذاته.

ثانيا: ألم تقرؤوا وأنتم تخوضون هذا الغمار الصعب وهو الجهاد والمقاومة قوله تعالى في كتابه المقدس الذين تدينون له بالولاء والإيمان والتقدير في سورة الأنفال (الآية 46) “وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحُكم واصبروا إن الله مع الصابرين”؟ وتفسيري الشخصي لهذه الآية الذي قد يتقاطع مع تفسيرات أخرى هي أن شرط طاعة الله ورسوله هو عدم النزاع بينكم وإن فعلتم فإن مصيركم المحتوم هو الفشل أولا والذي سيراه الآخرون وخاصة الخصوم، ثم بعد فترات الفشل التي قد تمتد في الزمن ستذهب ريحُكم أي ستذهب قوتكم ونضالكم وجهادكم ومنجزاتكم ثم تنطبق عليكم سنّة الاندثار والزوال وحدّها الأدنى الضعف وعدم القدرة على التأثير أو النصر أو حتى التحرك الذي قد يتحول إلى الخمول والعجز بل وحتى الخيانة والعمالة للخصم والعدو المحتل الذي سلب الأرض وانتهك العرض، فاحذروا..

ثالثا: هل أنتم مدركون ومقتنعون أن ما تقومون به من تصفية حسابات واحتراب واقتتال هو أمرٌ صائب وأنتم تروِّجون لشعار التحرير وحلم الانتصار؟ إذا كنتم مقتنعين بأنه توجُّه صائب فهذه طامة كبرى وانحراف سياسي وفكري وسلوكي ونفسي خطير بل ومتخلف وغير ناضج، وإذا لم تدركوا بعد بأنه توجُّه خاطئ فهذه طامة أكبر لا أقول ستضرُّ بالقضية الفلسطينية لأن الضرر وقع أصلا بل أنتم لستم أهلا لقيادة المقاومة أو التحرير ولستم ممثلين شرعيين ولا صادقين ولا مخلصين للشعب الفلسطيني الذي قدم أثمانا باهظة في مسيرة التحرير الطويلة، كما أنكم لستم سفراء حقيقيين للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية ولا العربية ولا الإسلامية التي وضعت في أشخاصكم ونضالكم ومقاومتكم الثقة الكاملة للدفاع عن المقدسات حيث أنتم.

رابعا: ألم تشعروا بالعار والعالم كله توحَّد ضدكم وأنتم متفرقون، حتى أشقاء القضية ورفقاء الدعم بالمال والسلاح والإعلام من العرب والمسلمين إما طبَّعوا أو سكتوا أو تآمروا؟ هل هذا وقت اختلافكم واحترابكم، إنه فعلا عار رهيب ألصقتموه بقضيتكم المقدسة.. هل يُعقل أن يتقارب الحمساوي مع إيران ولا يتقارب مع شقيقه الفتحاوي؟ هل يعقل أن يتقارب الفتحاوي وينسق أمنيا مع الصهيوني ويتصارع مع الحمساوي شقيقه في الوطن وحليفه في حلم التحرير؟ إنها معادلاتٌ فعلا غريبة وعجيبة نحاول إسكاتها فقط بإلقاء التهم على الطرف الآخر وإضفاء صوابية هذا الانشقاق وهذا الاحتراب، والحقيقة أن القضية الفلسطينية هي من تدفع الثمن.

خامسا: لو عاد شهداء القضية، فلسطينيين أو عربا أو مسلمين في كل التاريخ الطويل للصراع العربي الإسلامي مع الصهاينة، كيف ستجيبونهم وأنتم كتل وفصائل متصارعة ومتقاتلة على لا شيء في حقيقة الأمر، اختلفتم على شكل المقاومة، اختلفتم على الانتخابات، اختلفتم على المواقع والمناصب والوزارات، اختلفتم على كل شيء وعلى لا شيء للأسف الشديد، فلماذا كل هذه الأثمان ولماذا كل هذه الجهود ولماذا كل هذه الحروب، مادام أنها جهود مآلها الفشل والاندثار، ولا طرف يريد أن يبادر أو يصحح أو يتنازل أو يتقدم خطوة إلى الأمام؟ إذا كان هذا الإخوة فما بالك بالأعداء خاصة وأن العرب استقال أغلبهم من الدفاع عن القضية الفلسطينية، حتى تلك التي لم تطبّع لم تعد تتفاعل على الاطلاق.

سادسا: ألستم تقاومون من أجل البلد ذاته؟ ألستم تتحدثون اللغة ذاتها؟ ألستم تدينون بالدين ذاته؟ ألستم تحت المحتل الخبيث والشرس ذاته الذي احتل أرضكم واغتال أحبتكم وشرّد أهلكم وقتل حتى حيواناتكم ونباتاتكم وكل ما يمتّ بصلة  لكم ولنسلكم ولأرضكم ولتاريخكم؟ أليس لكم التاريخ والحاضر والمستقبل ذاته؟ ألستم جميعا تتحدثون عن الهدف ذاته وهو التحرير والنصر وإقامة الدولة الفلسطينية المنشودة؟ إمّا أنكم تكذبون أو أنكم مراؤون أو أنكم سذّج أو أنكم تستكبرون على الحقيقة التي ضيّعتموها والقضية التي احقرتموها بسبب خلافاتكم الذاتية وأنانياتكم أنتم وأحزابكم وفصائلكم وإيديولوجياتهم وتوجُّهاتكم على حساب التوجُّه الأكبر والمقدس وهو تحرير الأرض المسلوبة.

سابعا: هل لديكم إجابات على هذه التساؤلات؟ وإذا لديكم إجابات هل تجرؤون على قولها بصدق وحقيقة؟ سمعنا الكثير من مبرراتكم والتي كلها اتهام للطرف الآخر تجريما وتخطيئا واتهاما وفي المقابل يجتهد كل طرف وفصيل على تبرئة صفه وأتباعه، هذا شأنكم وليس شأننا لأن القضية ليست قضيتكم وحدكم، عن الاعتراف الوحيد الذي يُشفي صدور المراقبين والحجج الوحيدة المُقنعة لنا كمراقبين أو متعاطفين أو مهتمّين هي إيقاف هذا العار الذي تسببتم به والاتفاق على عقد اجتماعي وسياسي ومشروع وطني تتحالفون فيه جميعا لتوحيد الجهود نحو الهدف الأسمى والأكبر والأعظم والأقدس، غير ذلك أنتم تقومون بالمراءات والكذب والتحايل ومحاولة إرضاء ضمائركم التي تسبّبت في الصراع وأعطت الفرصة للعدو ومن يناصره بأن يتمدد أكثر ويطيل عمر عذاباتكم واحتلالكم في الزمن والقوة والتمكين فاستحققتم بجدارة واقتدار عقاب القَدر لكم ومن خلفكم القضية الفلسطينية التي تدافعون عنها شعارا لا حقيقة.

قد يتهمني البعض عند قراءة هذه التساؤلات بأنني متحاملٌ على الفصائل الفلسطينية أو أنني قاس جدا في نقدهم ونصحهم، ولكن من يقنعني بالعكس ولا أقصد من هؤلاء: المتعاطفين مع الفصائل أو المتطرفين في الرأي لهذا الفصيل أو ذاك، ولكن هذا هو الواقع الذي آلت إليه القضية الفلسطينية للأسف الشديد ومن له واقعٌ مخالف فليتفضل لكن من غير المنتمين لهذه الفصائل ومن غير المتعاطفين معهم إمّا عاطفيا أو فكريا أو سياسيا أو أيديولوجيا، ولكن وجب على الفلسطينيين أن يسمعوا رأيا مختلفا ونصحا قوي اللهجة، ولو توسَّع هذا التيار الضاغط عليهم شعبيا ورسميا ونخبويا في العالم العربي والإسلامي لكان أثرُه إيجابيا على الأقل يلزم الأطراف ويجبرها على الجلوس على طاولة المفاوضات التي ستصل حتما إلى حل لا أقول أنه الحل السحري أو الكامل أو المثالي ولكن حل يفك هذه العقدة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!