-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أسبرين لصداع “اللحم”

الشروق أونلاين
  • 10013
  • 1
أسبرين لصداع “اللحم”

منذ أن عادت الجزائر للمشاركة في كأس العالم لكرة القدم في الثامن عشرة من نوفمبر الماضي ونحن نبحث عن وسيلة جادة وفعالة لربط مزيد من العلاقات التجارية مع السودان بعد أن أكدت تلك المباراة التي لن ينساها الجزائريون أنه يمكننا أن نجد في نهر النيل في جزئه الجنوبي ما لا نجده في البحر الأحمر وشرم الشيخ وشمال نهر النيل…

ولأن إرسال وفود العزف والدف لا تغني ولا تسمن عن جوع إعلاميا وبيولوجيا فإن صفقة اللحم التي من المفروض أن تكون الحدث الرمضاني الأهم بعد ثلاثة أشهر ونصف شهر جعلتنا نطرح أسئلة مشتقة من الماضي ومن الحاضر ومن المستقبل .. وهي لماذا جرّبنا في الأشهر المعظّمة السابقة كل أسواق اللحوم والماشية الأوروبية والبرازيلية والاسترالية برغم قضية “الحلال والحرام” التي تطرح نفسها في الشهر المبارك، ولم نلتفت إلى بلد عربي مسلم إفريقي مجاور كلنا نحفظ المقولة التي رددها العرب وأيضا هواري بومدين وهي أن السودان لوحده بإمكانه أن يطعم كل الدول العربية ويمنحها اكتفاء غذائيا ذاتيا بعيدا عن سياسة الغذاء مقابل الانبطاح التي يعتمدها الغرب، وبالخصوص الولايات المتحدة الأمريكية، ولماذا اقتصر التفكير في الحاضر على اللحم رغم أن السودان يزخر بالكثير من المنتوجات التي مازلنا نسافر إلى آخر الدنيا لاستيرادها، ثم لماذا لا نأخذ مستقبلا من التجربة السودانية، وكما استعنا بالصينيين لبناء العمارات وإنجاز الطرقات الإسمنتية التي نعلم جميعا أننا سنرميها بأنفسنا بعد سنوات وربما بعد أشهر معدودات فلماذا لا نستعين بالسودانيين في دفع نمو ثروتنا الفلاحية والحيوانية، ونحن نعلم جميعا أنها هي الدائمة وهي التي تحل مشاكلنا نهائيا في الفترة الحالية وفترة ما بعد البترول ..

لكن المواطن البسيط لا يفهم لماذا بعض الوزارات عندنا لا تفكر في مثل هذه الحلول إلا باقتراب موعد رمضان، فليس قدرنا أن نأكل اللحوم بأسعارها المقبولة إلا في رمضان _ هذا إن تحقق طبعا هذا “الحلم”  _ لأن جسم الإنسان الجزائري النحيف بدنيا ومعنويا في حاجة إلى بروتينات على مدار السنة وعلى مدار العمر وليس في رمضان فقط، وبارونات اللحوم الذين جعلوه من الكماليات ولا يمسّه إلا المطهرون وغير المطهرين من الأثرياء، وعقدة البسطاء بسياسة المضاربة وتهريب الماشية حان الوقت لأن يسقطوا ويصبح اللحم في الجزائر، كما هو في العالم بأسره مادة غذائية عادية تزور الطناجر الجزائرية بين الحين والآخر، وليس مثل هلال رمضان مرة في السنة لتتحرر بعد ذلك شياطين الأسواق من أصفادها وقيودها وتعود إلى ممارسة عمليات تعذيب المواطن وكيّه بنار الأسعار.

القاعدة تقول إن عيد الأضحى هو موعد للنحر والتكافل الاجتماعي وتبادل الزيارات، وشهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هو موعد للصيام والقيام ومصالحة مع الذات ومع الآخرين ولكننا جعلناه صداع الرأس بقصة اللحم التي تتكرر في كل مناسبة .. ولكن من دون أسبرين شاف؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • djillali

    تحية وبعد
    تطلب من الحكومة أن تستورد السودانيين لتنمية ثروتنا الحيوانية إنما لم تشرح لنا إذا ماكنت تطلب الخبراء أم الرعيان
    لعلمك نحن في حاجة الى الرعيان الذين يقبلون بشروط أصحاب الماشية كما أننا نطلب رعيان لايلبسون الcostume ويتعطرون ويمشطون شعرهم بمواد لاصقة وهم في حالة بطالة .
    ثم مارأيك في لحم السودان وهل يتمتع بنفس القيمة والخصائص الغذائية ’
    إننا سيدي غير مستعدين لرفع الانتاج سواء في القطاع العام أو الخاص لأننا مكتفين من حلب البقرة بالله عليك هل تطلب من مهرب للبنزين المال يدخل جيبه بالملايين ،العودة إلى زريبة صاحب المزرعة ستقول على الحكومة اتخاذالاجراءات اللازمة(وهو قول لايلزمك بشيء) أما أنا فأقول لك على الحكومة أن تترك السوق للمتسوقين الذين لا يستطيعون الامتناع حتى عن شراء الخبز المنشور تحت الغبار.
    إن لحم السودان إما أن يستهلكه المقاطعون للحم غصبا وحدهم أو أن يهوي بثروتنا الحيوانية الي الحضيض ثم إن القول بأن اللحم غذاء لجميع الناس هو مغالطة ما أتى الله بها من سلطان إنك بذلك تلغي كثير من قيم الانسان القائمة على بذل الجهد للارتقاء من منزلة الى منزلة .
    أسألك ما الفرق بين الغنى والفقر إذا كان البطال والمظف والتاجر الكبير والفلاح المنتج عند نس الخضار ونفس البقال ونس السوق لنشتري نفس المواد . لاشك أنك تحتج إذا ما دفع رئيسك نفس الأجر للبواب وصاحب عمود(أسبرين...)
    سيدي علينا أن نتبنى عقيدة واضحة إما رأسمالية واضحة نعتقدها ونمارسها وندعو إليها أو اشتراكية مبهمة نأكل خيرها ونسب غيرها
    بكل احترام