-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أسرار‭ ‬أمريكا‭ ‬تكشف‭ ‬عورة‭ ‬الجزائر

عابد شارف
  • 3970
  • 0
أسرار‭ ‬أمريكا‭ ‬تكشف‭ ‬عورة‭ ‬الجزائر

عادت الابتسامة للدبلوماسية الأمريكية مع تسرب وثائق “ويكيليكس” التي أعادت الاعتبار للسياسة الخارجية الأمريكية والإسرائيلية، بينما ازدادت صورة الجزائر تدهورا كلما ظهرت وثيقة جديدة. وتؤكد الوثائق التي تم نشرها لحد الآن أن أمريكا تصرفت بجدية في الملفات الكبرى، وإذا حدث وأن أخطأت، فإنها كانت على نية صادقة، وكانت أهدافها نبيلة، حتى في مغامراتها التي أدت إلى تحطيم بلدان بأكملها.

  • وتوحي وثائق ويكيليكس أن أمريكا وإسرائيل أخطأتا التقدير والتحليل في بعض الملفات، لكنه لا يمكن الطعن في الأهداف المنشودة التي كانت من أرقى ما‭ ‬يمكن‭ ‬تصوره‭.‬
  • وإذا تكلمنا عن العراق مثلا، فإن وثائق “ويكيليكس” تؤكد أن أمريكا أخطأت التقدير مثلها مثل إسرائيل، ولكنها كانت دائما تريد خير هذا البلد وتعمل من أجل ذلك. ولا شك أن واشنطن ارتاحت لنشر هذه الوثائق، التي توحي أن أمريكا كانت تعتقد حقا أن صدام حسين كان يملك أسلحة الدمار الشامل.. وتعيد هذه الوثائق “السرية جدا” نشر هذه الأكذوبة الكبرى التي قال عنها كل من جورج بوش وطوني بلار أنها كانت عملية دعائية مفتعلة… وإذا كانت مخابرات أول قوة عسكرية ترتكب مثل هذه الأخطاء، فإن العالم كله أصبح اليوم مهدد إلى أقصى درجة، حيث من المحتمل أن البلدان التي لا تركع لأمريكا مثل إيران وسوريا وغيرها مهددة اليوم بعدوان أمريكي، لا لأن أمريكا تريد الشر لتلك البلدان، بل لأن مخابراتها سترتكب خطأ في التقدير.. ولم يبق إلا أن نقنع ضحايا العدوان بضرورة الصبر نظرا لحسن نية أمريكا..
  • وتؤكد وثائق “ويكيليكس” أن إسرائيل أكثر براءة من الولايات المتحدة، لأن مخابراتها أخطأت على طول الخط فيما يخص العراق دائما. وتشير تلك الوثائق إلى أن إسرائيل كانت مقتنعة إلى غاية السنة الماضية أن صدام حسين كان يكسب فعلا أسلحة دمار شامل، كما كان يتحكم في تكنولوجيا الصواريخ التي تسمح له بقصف إسرائيل.. وارتكبت المخابرات الإسرائيلية خطأ آخر لما اقتنعت أن صدام حسين أقام علاقات مع تنظيم القاعدة.. ولما نقرأ كل هذه الخرافات، نكاد نتمنى أن تكون المخابرات الإسرائيلية أكثر فعالية، وألا ترتكب مثل هذه الأخطاء مستقبلا، بل يجب‭ ‬أن‭ ‬نقتنع‭ ‬بضرورة‭ ‬مساعدتها‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تعتدي‭ ‬على‭ ‬إيران‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬بلدان‭ ‬عربية‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬معلومات‭ ‬خاطئة‭..‬
  • أما بالنسبة للجزائر، فإن القلق يتضاعف لما نطالع ما تنشره “ويكيليكس”، خاصة لما نعرف أن دبلوماسية البلدان الكبرى كانت ترتكز أساسا على مختصين في المخابرات، مع كل الأخطاء التي ترتكبها تلك الأجهزة. وقد عينت أمريكا كسفير لها في الجزائر السيد روبرت فورد، وهو المختص‭ ‬في‭ ‬تسيير‭ ‬قضايا‭ ‬البلدان‭ ‬الساخنة‭. ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬السيد‭ ‬فورد‭ ‬دبلوماسيا‭ ‬في‭ ‬الجزائر‭ ‬في‭ ‬سنوات‭ ‬الجحيم‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتحول‭ ‬إلى‭ ‬العراق،‭ ‬ليعود‭ ‬إلى‭ ‬الجزائر‭ ‬كسفير،‭ ‬ثم‭ ‬ينتقل‭ ‬إلى‭ ‬بغداد‭ ‬ثانية‭ ‬في‭ ‬مهمة‭ ‬مماثلة‭.‬
  • أما فرنسا، فقد عينت السيد برنار باجولي كدبلوماسي بسيط مرة أولى ليعود بعد فترة كسفير. ويشغل السيد باجولي حاليا منصب منسق أجهزة الاستخبارات في رئاسة الجمهورية الفرنسية، مما يجعل منه أقرب رجل مخابرات للرئيس نيكولا صاركوزي.
  • ولعل أبرز وثيقة نشرتها “ويكيليكس” عن الجزائر هي ذلك التقرير الذي يروي مقابلة بين السفيرين الأمريكي والفرنسي. ويذكر التقرير ما استنتجه السفير الأمريكي من هذا اللقاء: إن الجزائر بلد جامد، لا يعرف كيف يخرج من المأزق، وهو يغرق في قضايا الرشوة ويدور في حلقة مفرغة دون أن يصل إلى حل لقضية خلافة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. ونتساءل في الحقيقة هل أنه كان لا بد أن نطلع على وثائق “ويكيليكس” لنقتنع أن الجزائر بلد جامد ودون آفاق: كيف نسمي بلدا يطالب اليوم بإعادة النظر في اتفاق مع الاتحاد الأوربي بعد أن أشاد بهذا الاتفاق سنوات‭ ‬طويلة،‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬نسمه‭ ‬بلدا‭ ‬بدون‭ ‬آفاق؟‭ ‬وكيف‭ ‬نسمي‭ ‬بلدا‭ ‬لم‭ ‬يستطع‭ ‬أن‭ ‬يبعث‭ ‬وفدا‭ ‬يتفاوض‭ ‬حول‭ ‬حصته‭ ‬من‭ ‬صيد‭ ‬التونة‭ ‬thon‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬نسمه‭ ‬بلدا‭ ‬جامدا؟
  • ويزيد الإحباط لما نعرف من هم أهل السياسة الجزائريين الذي التقوا الدبلوماسيين الأجانب، وما كان محتوى حديثهم. ونجد بين هؤلاء أناسا ذوي طموح يتجاوز مستواهم، يحاولون جلب أنظار الناس بمختلف الوسائل ليظهروا على الساحة، وكأنهم لا يعرفون أنهم يواجهون رجالا مختصين،‭ ‬يتميزون‭ ‬بتكوين‭ ‬في‭ ‬القمة‭ ‬يكاد‭ ‬يعطيهم‭ ‬مناعة‭ ‬ضد‭ ‬ما‭ ‬يريده‭ ‬القوم‭ ‬‮”‬انتاعنا‮”‬‭. ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬النقطة،‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬نشرته‭ ‬‮”‬ويكيليكس‮”‬‭ ‬‮”‬يبهدل‮”‬‭ ‬هؤلاء‭ ‬السياسيين‭ ‬و‮”‬يبهدل‮”‬‭ ‬الجزائر‭…‬ 
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!