-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تجار ومستهلكون ينتقدون تعثرها في محاربة المضاربة

أسواق الرحمة.. فضاءات تجاريّة على الورق!

بلقاسم حوام
  • 6826
  • 0
أسواق الرحمة.. فضاءات تجاريّة على الورق!
أرشيف

كشفت تقارير صادرة عن الجمعية الجزائرية للتجار والحرفيين والمنظمة الجزائرية لحماية المستهلكين واتحاد التجار عن تعثر انطلاق “أسواق الرحمة” في أغلب ولايات الوطن، مع بداية شهر رمضان، ما شجع على المضاربة وارتفاع الأسعار لكثير من المواد الاستهلاكية.
ودعت تلك التنظيمات إلى التحقيق في إنجاز هذه الأسواق التي توجد حسبها على الورق فقط، ماعدا ما فتحت منها في المدن الكبرى، على غرار العاصمة، التي تعد على الأصابع.

بلديات تتأخر في اختيار الأرضيات ومنتجون غائبون

وجاءت هذه التقارير السلبية عن واقع انطلاق هذه الأسواق، بعد تأكيد وزير التجارة، كمال رزيق، فتح 1000 سوق جواري 15 يوما قبل رمضان، وهو الأمر الذي لم يتم إلى غاية الساعة، حسب جمعيات التجار والمستهلكين.

تضخيم الأرقام بأسواق جوارية قديمة
وفي هذا الإطار، انتقد رئيس المنظمة الجزائرية لحماية المستهلكين، مصطفى زبدي، قائمة أسواق الرحمة المعلن عنها في الولايات، مؤكدا لـ”الشروق” أنها تحمل الكثير من المغالطات، وهي تتعلق بأسواق جوارية يومية “قديمة” لا علاقة لها برمضان، وتم إدراجها في القائمة لتضخيم الأرقام.
وأضاف زبدي أن التقارير الصادرة من الولايات للمنظمة تؤكد تعثر هذه الأسواق التي لم تنطلق في الكثير من المناطق، أين يعاني المواطنون من مضاربة في الأسعار شملت العديد من المواد المستعملة بكثرة في رمضان، على غرار البطاطا والقرعة واللحوم الحمراء والبيضاء و”الزبيب” ومشتقات الحليب وغيرها من المواد التي تسوق بأسعار مرتفعة.
وأكد زبدي أن العديد من أسواق الرحمة بقيت عبارة عن خيم فارغة مع بداية رمضان بسبب تواجدها في مناطق غير مدروسة بعيدة عن التجمعات السكانية وأسواق الجملة، أين تم مقاطعتها من طرف التجار وحتى المستهلكين، موضحا أن أسواق الرحمة العام الماضي عرفت فشلا ذريعا باعتراف وزارة التجارة التي أعلنت عن 222 سوق جواري، في حين إن العدد الحقيقي أقل بكثير، “وهذا العام تكررت نفس التجربة بسبب التسرع في الإعلان عن هذه الأسواق دون التحضير لها بشكل جيد وتحولت إلى أرقام فقط، خاصة وأن وزارة التجارة ألزمت بفتحها 15 يوما قبل رمضان، وهو ما لم يحدث في أغلب الولايات ماعدا العاصمة وبعض الولايات الكبرى التي فتحت فيها بعض الأسواق التي تعد على الأصابع”.

“الأميار” في قفص الاتهام
ومن جهته، أكد رئيس الجمعية الجزائرية للتجار والحرفيين، طاهر بلنوار، في تصريح لـ”الشروق” أن تعثر البلديات في اختيار الأماكن ساهم في تأخر تجسيد الكثير من أسواق الرحمة مع بداية رمضان، “التي هي عبارة عن نقاط بيع إضافية ، تهدف إلى ضمان وفرة المنتجات الاستهلاكية للتقليل من ارتفاع الأسعار التي تعتبر أمرا حتميا بسبب لهفة التسوق وزيادة الاستهلاك خلال الأيام الأولى”.
وقال بلنوار إن الإشكالية المطروحة هذا العام هي تأخر المنتجين في المشاركة في أسواق الرحمة، ما يهدد بفشلها، “لأن المنتج هو الوحيد القادر على تسويق مختلف المنتجات بسعر المصنع والسعر الأولي، بينما تجار التجزئة المشاركون في هذه الأسواق لا يمكنهم تخفيض الأسعار دون تنسيقهم مع المنتجين”.
وأضاف بلنوار أن تداخل الصلاحيات التنظيمية بين وزارة التجارة والبلديات ومصالح الأمن ووزارة الفلاحة تسبب في العديد من المشاكل التنظيمية لهذه الأسواق، أين يجد التجار أنفسهم مجبرين على توفير الحارس لحماية تجارتهم في الليل وهذا ما يزيد من تكاليف البيع.

مطالب بإعادة فتح 622 سوق جواري مغلق
وبدوره، طالب الأمين العام للاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، عصام بدريسي، في تصريحه لـ”الشروق” بإعادة فتح 622 سوق جوارية مغلقة عبر التراب الوطني، مؤكدا أن اتحاد التجار ساهم في إعادة بعث 70 سوقا وهو مستعد لفتح المزيد من الأسواق التي يجب أن تكون حسبه دائمة ومستقرة، “على عكس أسواق الرحمة في رمضان التي هي عبارة عن حلول مؤقتة سرعان ما تزول”.
وقال بدريسي إن الكثير من هذه الأسواق تفتح في الأيام الأولى من رمضان وسرعان ما تفشل في الاستمرارية بسبب سوء التنظيم والتنسيق، مؤكدا أن ضبط السوق يحتاج إلى حلول دائمة ومستقرة، ولا يتأتى ذلك إلا من خلال تشجيع فتح الأسواق الجوارية في مختلف البلديات والأحياء لتعزز الوفرة وتشجيع المنافسة، وأوضح أن اتحاد التجار كل عام يسجل فشل تنظيم أسواق الرحمة لعدة أسباب أهمها ” البريكولاج” والتسرع وسوء التنسيق..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!