-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
صرخة مرضى غليزان

أطفال السرطان وأولياؤهم يعانون في صمت

ناصر بلقاسم
  • 309
  • 0
أطفال السرطان وأولياؤهم يعانون في صمت

كشفت خيرة عدة عبو، رئيسة جمعية سند لمساعدة مرضى السرطان بولاية غليزان، في حديثها إلى “الشروق”، عن معاناة الأطفال المصابين بالأورام السرطانية بالولاية، الذين يتعذبون يوميا، بسبب غياب مركز خاص بهم لمتابعة العلاج، حيث يجبرون على التنقل اليومي إلى مستشفى “الأمير عبد القادر” بمسرغين غرب وهران الذي يمثل، بحسب الجمعية، بصيص الأمل لعلاج العديد من المصابين بالسرطان، حيث يقصده الأطفال المرضى من ولايات بعيدة، بحثا عن فرصة للعلاج، خاصة ما تعلّق منه بالعلاج الإشعاعي، وما زاد معاناة المرضى وأوليائهم، مصاريف التنقل لكون أغلب العائلات ضعيفة الدخل، وتقطن بالمناطق النائية.

وناشدت رئيسة جمعية “سند” السلطات العليا في البلاد إنقاذ أرواح الأطفال مرضى السرطان من الموت المحدِق بهم في أي لحظة، في غياب التكفل الطبي بهم، وانعدام الوسائل الطبية لإجراء الفحوصات، ومخابر التحاليل الخاصة بهذه الفئة التي تعاني في صمت، رغم المناشدات والتوسلات للجهات المعنية، دون أن تلقى الآذان المصغية، ليبقى أطفال غليزان يكابدون مرارة المرض الذي نخر جسدهم الضعيف، ما أدى بأوليائهم إلى الاستنجاد بالجهات الوصية، قصد التكفل بأبنائهم الذين حرم أغلبهم مزاولة الدراسة، بسبب مضاعفات هذا المرض.

وأشارت المتحدثة إلى حالتين مستعصيتين لطفلين، أحدهما والده في السجن، والأخر والده طرد من عمله لدى أحد الخواص، وقالت إن جمعيتها تتكفل بثمانية أطفال وتنقلهم للمستشفى، نظرا لغياب مركز طبي لمتابعة هذه الشريحة، بالإضافة إلى معاناة أخرى تتمثل في نقص الصفائح الدموية بسبب قلة المتبرعين، وغياب مخابر تحليل، والفحص بالأشعة بالأخص “إيارام”.

من جهتها، تسعى جمعية “وين نلقى” الكائن مقرها بوادي ارهيو، إلى التكفل بهؤلاء الأطفال حسب الإمكانيات المتاحة، وهذا من خلال القيام برحلات العلاج نحو مستشفيات وهران، تيزي وزو، والجزائر العاصمة، بواسطة سيارتين، تم اقتناؤهما عن طريق تبرّعات المحسنين، لكنهما لا تلبيان حاجيات الأطفال المرضى المتزايدين من سنة لأخرى، وأصبحت هاتان السيارتان تقطعان مسافات طويلة تفوق 5000 كلم يوميا، بالإضافة لكثرة الضغط عليهما، وقامت الجمعية بحملة جمع التبرعات لاقتناء سيارة ذات 09 مقاعد، أين استطاعت بفضل المحسنين جمع أكثر من 420 مليون في انتظار الحصول على باقي المبلغ.

كما تتكفل الجمعية بالحالات الاجتماعية من خلال مرافقة طبية كاملة، حيث تم التكفل بـ 283 وصفة تكفل جزئي أو كلي، خلال شهر جانفي 2022، والتكفل بحاجيات 70 طفلا مريضا، وفحوصات 21 مريضا.

وتبقى معاناة هذه الفئة متواصلة حيث تعرف قصصا صادمة ومن ذلك ما يعيشه البطل علي، البالغ من العمر 14 سنة، المصاب بالورم السرطاني، الذي كان يتنقل عن الطريق “ستوب”، ويقطع مسافة 140 كلم مع والده عبر شاحنات نقل البضائع للوصول للمستشفى، والبطل إبراهيم الذي لا يتجاوز 04 سنوات، المصاب بسرطان الكلى، يخرج من الساعة الخامسة صباحا مشيا على الأقدام من أجل الوصول لأقرب نقطة من الطريق المعبد لعله يجد من يوصله إلى المدينة ثم إلى للمستشفى الذي يصله متأخرا عن الموعد، مما يضطره للمبيت في مصلى المستشفى إلى صباح اليوم التالي لأخذ العلاج، وكذا البطلة أسماء ذات 09 سنوات، التي تعيش ظروفا اجتماعية صعبة، بسبب طلاق والدتها..

ويبقى أمل المرضى الوحيد هو تدخل رئيس الجمهورية للتكفل الفعلي بهم عن طريق بناء مركز طبي خاص بأطفال السرطان بولاية غليزان.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!