-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أولياء يتخلون عنهم وآخرون يصدمون لإنجابهم

أطفال “تريزوميا 21”.. ضحايا عدم التقبل!

كريمة خلاص
  • 860
  • 0
أطفال “تريزوميا 21”.. ضحايا عدم التقبل!
أرشيف

أجمع المختصون المشاركون في اليوم التحسيسي والتوعوي الذي نظمته الجمعية الوطنية للإدماج المدرسي والمهني للتيزوميا 21 “أنيت”، السبت، بالمركز الثقافي عز الدين مجوبي، حول موضوع طريقة تقبل وتكيف العائلة مع وجود طفل تريزومي، على أن الآباء والأولياء يصدمون بخبر ولادة طفل مصاب بمتلازمة داون أو ما يعرف بالتريزوميا21، وأن الأمر يقود إلى مشاكل عائلية قد تصل أحيانا إلى الطلاق.
وخلال هذا الحدث، أكّدت رئيسة الجمعية عائشة لعشب، في تصريح لجريدة الشروق، أن الجمعية تمتلك برنامجا تكوينيا وتحسيسيا للآباء والأولياء للتكفل بأبنائهم، حيث أن انعقاد الملتقى جاء من منطلق الواقع الذي وقفت عليه من رفض للآباء والأمهات لهؤلاء الأطفال المرضى وما يعيشونه من صدمة.

أولياء يتنكرون لأطفالهم
وقالت لعشب “بعض الأمهات يرفضن أبناءهن ويتولى رعايتهم أفراد آخرون في العائلة، فالتقبل إشكال كبير جدا لهذه الفئة، لذا وجب العمل من اجل مساعدة الأولياء والعائلة على تقبل ولادة طفل مصاب بمتلازمة داون والتكيف معها فهذا أول خطوة للتكفل به على المستوى الصحي الذي يرافقه وجود عدة مشاكل وتليه جوانب أخرى نفسية واجتماعية وأرطفونية ومدرسية..”.
وحرص المنظمون للملتقى على جمع اختصاصات عدة شملت الجانب الاتصالي والعقائدي والنفسي والاجتماعي من اجل الإحاطة بمختلف المشاكل التي تواجه العائلة والعمل على تذليل الصعوبات، خاصة أن الرفض قد يصل أحيانا إلى حدوث الطلاق وحدوث مشاكل جمة في العائلة…

التركيز على الوازع الديني والتضامن العائلي
وذكّر المختصون بالجانب الإيماني والنظر إلى الأمر على أنه “ابتلاء يجب تقبله والنظر إليه من الجانب الإيجابي وهو نعمة يجب استغلالها”، كما حثوا على التعاون والتضامن العائلي من اجل إضافة نوعية لهذا الطفل الذي يعاني مشاكل عدة صحية وتعلمية.
وناشدت لعشب السلطات الوصية لتقديم “الدعم الذي تحتاجه للتكفل بهذه الفئة بطريقة مثلى من اجل استيعاب الأطفال المتواجدين بالبيت بدون أي تطور أو عمل، بينما يمكن إنقاذهم وإدماجهم في المجتمع وتلقينهم كل المهارات”.
وقالت محدثتنا “نعاني كفاحا يوميا من أجل تجسيد البرنامج ونموذج التكفل الذي تبنيناه في عملنا، ومن اجل إنشاء أقسام مدمجة وورشات وغيرها”.

الأحلام الوردية تتحول إلى انهيار وصدمة
من جهتها، أفادت المختصة النفسانية كهينة ملال أنّ الأولياء المصاب أبناؤهم بمتلازمة داون أو تريزوميا21 يصلون إليهم في حالة قلق وانهيار وأحيانا يرفضون تقبل الطفل ويتنكرون له فيتولى تنشئته أحد الأقرباء.
وأضافت المختصة “الأم دوما ترسم صورة جميلة لمولودها الذي ستضعه وتحضر له أجمل الأشياء، غير أنها عندما تضعه وتتأكد أنه تريزومي تصاب بالصدمة وتصطدم بواقع آخر غير ما كانت تتخيله”. وتحدّثت المختصة النفسانية عن مخاوف عميقة لدى الأولياء في إنجاب أطفال آخرين قد يكونون هم أيضا مصابين بنفس المتلازمة.
ويعاني الأولياء والآباء بالخصوص في مثل هذه الحالات من تيهان وضياع لا يدرون أي منحى يتجهون “فتجدهم يتساءلون عن مصير هذا الطفل وماذا يمكنه أن يفعل وكيف يمكن التعامل معه وهل يستطيع التجاوب وهل ستكون له استقلالية ويتساءلون عن مصيره بعدهم”.

الرفض يصل إلى الطلاق
وكشفت المختصة أنّ التعامل الأول يكون مع الأولياء وليس مع الطفل، حيث يقوم المختصون بالتوجيه العائلي وبتنظيم جلسات مع أمهات أخريات لهن نفس المشكل واستطاعوا تجاوزه فهذا يخفف وقع الصدمة عليهم ويساعدهم في تجاوزها بكل ثقة.
وكشفت المختصة كثيرا من المشاكل التي قد يتعرض لها الأزواج بسبب عدم تقبل أحد الطرفين لولادة ابن تريزومي وقد يؤدي ذلك أحيانا إلى حالات طلاق بين الأزواج ويتنكرون لوجود مثل هؤلاء الأطفال في عائلاتهم، وهنا تسعى الجمعية من خلال المختصين النفسانيين إلى مساعدة الأمهات في الاحتكاك مع أمهات وأطفال استطاعوا الخروج من الأزمة والنجاح.

المتابعة تبدأ من الولادة
وتشير ملال إلى أنّ “المتابعة النفسية تبدأ من الولادة، فالطفل التريزومي يستطيع فعل أشياء كثيرة، فقط هو أبطأ من الطفل العادي من حيث المهارات وقدرات التعلم، فالهدف من المعارض التي تقام بين الحين والآخر ليس فقط اطلاع الآخرين على ما ينجزه هؤلاء وإنما أيضا إبراز هذه القدرات للأولياء الذين قد يكون لديهم شك أو تردد كما نظهر للمجتمع أن الشريحة لها مؤهلات تساويها مع أي فرد في المجتمع”. وأردفت “الأولياء إذا لم يقتنعوا بإمكانات أبنائهم لن يكون بإمكانهم أبدا إقناع الآخرين”.
وترى المختصة النفسانية أنّ “التقبل هو بداية للتكفل الذي تقوم به الجمعية تجاه هذه الفئة وهو موجه للأولياء والآباء ويحمل طابعا نفسيا اجتماعيا، كما أن الملتقى الذي أشرف عليه دكاترة في مختلف التخصصات يساعد في تلقينهم طرق فك الصراع في الوسط العائلي والتعامل مع الأطفال، وسيتبع بملتقيات أخرى طبية وعلمية، فالتقبل هو أول الخطوات..”.

تجارب ناجحة لأطفال تفوقوا في الدراسة والتكوين
وتحدثت ملال عن تجارب ناجحة لأطفال حصلوا على شهادة التعليم الابتدائي ومنهم من خضع لتكوينات مهنية وتخرج بمؤهلات في التكوين المهني وهذا ما يجعل لهم دورا في المجتمع.
ودعت المتحدثة إلى تكوين متخصّص في الإعاقات في أوساط الأطباء والمختصين النفسانيين الذين لا يفتقدون للتكوين المستمر في هذا المجال، ما يعيق أحيانا التكفل الأمثل بهذه الفئة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!