-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ندرة في صفائح الدم وعزوف للمتبرعين

أطفال “يذوبون” في صمت بمستشفى وهران لعلاج السرطان

خيرة غانو
  • 679
  • 0
أطفال “يذوبون” في صمت بمستشفى وهران لعلاج السرطان
أرشيف

وجّه أولياء أطفال يخضعون للعلاج بمستشفى الحاسي لطب الأورام بوهران، رسائل تنديد واستنكار إلى مسؤولي الصحة المعنيين بحال أبنائهم، وفي سطورها أيضا نداءات استغاثة وعبارات شديدة الوقع تدمي القلوب، وهي تتحدث عن تبعات أزمة مستفحلة جدا في صفائح الدم على اختلاف الفصائل التي يحتاج إليها أطفالهم، إما بسبب ندرة بعض وسائل السحب والفحص والتحاليل المخبرية النوعية على مستوى مختلف مراكز حقن الدم بمستشفيات وهران الأخرى، أو لعدم تنشيط ما يكفي من حملات التبرع وشح أعداد المتبرعين.

وعبّر أصحاب الشكوى في فحواها، عن كمية الإحباط الذي أخذ ينال من عزيمتهم، ويشق كل يوم خيط الأمل في نجاة أبنائهم من المرض، وهم يرونه ينخر بلا رحمة أجسامهم الصغيرة والنحيلة بشراهة من دون أن يجدوا له رفقة الأطباء حولا لهم ولا قوة لوقف زحفه الجارف، وسط عجز مستشفى الحاسي عن حلحلة مشكل صفائح الدم التي نضبت كل المنابع التي كان يأتيهم منها سائل الحياة من خلال حملات التبرع، بالإضافة إلى مواجهتهم عراقيل في إنقاذ مصير مرضاهم وهم يصارعوا مخاطر الأنيميا وشبح الموت على أسرة المستشفى حتى لو نجحوا في الظفر لصالحهم بمتبرعين، والسبب – حسب تصريحاتهم – يتعلق بافتقاد مصالح المستشفيات المختصة في تقنيات فصل الصفائح عن الأمصال في وهران، لأشرطة الفحص المتخصصة، أو نتيجة لتعطل أجهزة مخبرية معينة خاصة بالتحاليل، بما ينتهي في كل مرة بتأجيل مواعيد الحقن، وبالتالي المساهمة بشكل كبير في كسر البروتوكول العلاجي لمرضاهم إلى الحد الذي أعاد الكثيرين إلى مرحلة الانتكاسة والشعور بآلام أفظع من السابق، والتي باتت حياتهم معها مهددة.

وبحسب أولياء، فإن أزمة صفائح الدم، التي تستدعي الحقن بكيس واحد منها في كل يوم بالنسبة لفئة من الأطفال المصابين بالسرطان، قد أضحت تشمل كل أنواع الزمر الدموية من دون استثناء، بما فيها فصيلة O موجب، التي يستعين بها حاملو زمر أخرى من نفس التركيبة الغشائية، مؤكدين على أن الحاجة والطلب على هذه المُركبّات الحيوية في الدم قد أصبحت في تزايد مستمر يتجاوز بكثير ما يمكن أن يوفره أهل المريض أو المحسنون منها لمرضاهم، خاصة أن احتمالات الاعتماد على فرص مغايرة في البحث عن متبرعين جدد لمواجهة مضاعفات السرطان لم تعد بالقدر الذي كانت عليه قبل ظهور جائحة كورونا، التي تدرج كأحد أهم العوامل المساعدة على انحسار ثقافة التبرع واختفاء المتبرعين لمخاوف صحية.

وفضلا عما سلف، يعاني القاطنون في ولايات أخرى من متاعب مضاعفة وقلة المال والحيلة في التعامل مع هذه الأزمة، مطالبين في المقابل كافة الجهات المسؤولة بالتدخل لإيجاد حلول عاجلة وناجعة تضمن التكفل المطلوب بالأطفال الراقدين في مستشفى الحاسي لعلاج السرطان، وتخفيف الضغط عنهم، من خلال التكثيف من حملات التبرع بالدم داخل المستشفيات وخارجها، وأيضا الرفع من حصص مستشفى السرطان من أكياس الدم المخزنة على مستوى بنوك الدم بمراكز الحقن مقارنة بغيرها، مع تزويد كافة المصالح المتدخلة باحتياجاتها من معدات ووسائل العمل.

كما تشير الأوضاع في مؤسسات استشفائية أخرى في وهران، إلى أن نفس المعاناة ولذات الأسباب يواجهها الكثير من المرضى ممن تستدعي حالاتهم الخضوع للحقن بالدم أو بالصفائح، المعروفة لدى العامة بالدم الأحمر، على غرار المصابين بأنيميا البحر الأبيض المتوسط، فقر الدم المنجلي والأنينيا اللا – تنسجية، وأيضا الحالات المقبلة على الجراحة وغيرهم، وقد أطلق العديد من المرضى وذوييهم نداءات استغاثة لإيلاء هذه الأزمة حقها من الاهتمام والحل، على غرار ما يتم التعامل به مع الأزمة الصحية التي يخلفها حاليا ومنذ مدة كوفيد – 19، على اعتبار أن تبعاتها في الحالتين قاتلة وقاسية جدا، بحيث تشير المعطيات الحالية إلى أن مشكل الندرة في الدم وصفائح الدم مطروح بحدة، إلى جانب مستشفى الحاسي، في كل من المؤسسة المتخصصة لطب الأطفال بكناستال، مستشفى مجبر تامي بعين الترك، الفاتح نوفبر بإيسطو، الدكتور بن زرجب بحي بلاطو والمستشفى العسكري بعين البيضاء.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!