-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أطلقوا‭ ‬سراح‭ ‬التاريخ‮!‬

قادة بن عمار
  • 7542
  • 3
أطلقوا‭ ‬سراح‭ ‬التاريخ‮!‬

الإقبال الكبير للجزائريين على مذكّرات الوجه التاريخي البارز الطاهر زبيري، يدل على أنّ معظمنا، وخصوصا الشباب، نبحث عن أي فرصة للانعتاق من زمن الوصاية والفرار من كتابة الماضي بمنطق التمجيد، وكذا الخروج من الحلقة المفرغة التي جعلت المناسبات التاريخية مجرّد احتفالات‭ ‬بروتوكولية،‭ ‬لا‭ ‬حقيقة‭ ‬فيها‭ ‬ولا‭ ‬منطق‭ ‬أحيانا،‭ ‬كما‭ ‬أنّ‭ ‬البطولات‭ ‬فيها‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬المقدّس‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬المساس‭ ‬به‭.‬

الشباب في الجزائر، يقدّسون الشهداء، ليس استجابة للأوامر السلطوية وإنما احتراما للعاطفة التي تشبه الغريزة، والدليل أنه في معظم الأزمات التي مرت بها البلاد في السابق، كان هؤلاء الشباب خط الدفاع الأول عن بوعمامة، والأمير، والعربي بن مهيدي، ولالا فاطمة نسومر، وحسيبة‭ ‬بن‭ ‬بوعلي،‭ ‬والبقية‭..‬‮ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬ضير‭ ‬من‭ ‬سرد‭ ‬حكايات‭ ‬هؤلاء‭ ‬بلغة‭ ‬تقترب‭ ‬من‭ ‬الإنسانية‭ ‬الواقعية،‭ ‬حيث‭ ‬الفشل‭ ‬يلازم‭ ‬النجاح،‭ ‬والألم‭ ‬يُضايق‭ ‬الفرح،‭ ‬والوفاء‭ ‬تهدده‭ ‬الخيانة‭ ‬والنصر‭ ‬تتربص‭ ‬به‭ ‬الهزيمة‭!‬

  • إذا كانت مذكرات الطاهر زبيري قد فعلت فِعلها في الجزائريين بهذا الشكل، وجعلت الكتاب ينفد من أول عرض له، فما بالك بمذكرات من يسرد الزبيري قصته أصلا، وهو الرئيس أحمد بن بلة، والذي مايزال حتى الآن محتفظا بكامل أسراره، موصيا بإماطة اللثام عنها، بعد وفاته بربع قرن‭ ‬كامل‭!‬
  • مما يخاف الرئيس الأول للجزائر بعد الاستقلال؟ هل يتخوف ممن توعدوه بالمحاكمة والمتابعة، وتهديم تاريخه والتحريض على عائلته، بعد التصريحات التي أدلى بها للجزيرة حول عبان رمضان، خصوصا أنه امتحن هؤلاء مجدّدا حين عاد وصرح لمجلة فرنسية ببعض الأسرار الشخصية، فتحرك فيلق‭ ‬التخوين،‭ ‬واستيقظت‭ ‬كتائب‭ ‬السوبر‭ ‬مواطنين،‭ ‬لتحاكم‭ ‬بن‭ ‬بلة،‭ ‬الرمز‭ ‬والتاريخ‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اصطيادهم‭ ‬بن‭ ‬بلة‭ ‬الإنسان‭ ‬العادي‭..‬‮ ‬أرادوا‭ ‬محاكمة‭ ‬بن‭ ‬بلة‭ ‬الزعيم‭ ‬بما‭ ‬قاله‭ ‬أحمد‭ ‬الإنسان؟‭!‬
  • متى ينتهي عهد الوصاية، ونقرأ في صالون الكتاب المقبل، مذكرات بن بلة، والشاذلي بن جديد، وعلي كافي، واليامين زروال، وحتى عبد العزيز بوتفليقة؟ لماذا لا يكتب أحمد طالب الإبراهيمي ومولود حمروش، وعلي بن فليس قصصهم الحقيقية مع السلطة، دون مراوغة ولا تمجيد، بل بمنطق أحسنتُ وأسأت، أصبتُ وأخطأت، كذِبت وصدقت؟! ألم يفكر الرؤساء المحترمون، وحتى غير المحترمين، في كل العالم بجعل الكتاب أولى جسور العبور نحو شعوبهم، على غرار ما فعله باراك أوباما حين أصدر كتابه “أحلام من أبي.. قصة إرث وعرق”، وحتى الغبي جورج بوش الابن، أصدر مذكراته‭ ‬ليدافع‭ ‬عن‭ ‬جرائمه‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮”‬نقاط‭ ‬الفرار‮”‬،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬اختار‭ ‬الرئيس‭ ‬الفرنسي‭ ‬نيكولا‭ ‬ساركوزي‭ ‬عنوانا‭ ‬براقا‭ ‬وانتخابيا‭ ‬لكتابه‭ ‬المسمى‭ ‬‮”‬معاً‮”‬‭…‬‮ ‬وغيرهم‭ ‬كثير‭..‬
  • لماذا لا يخرج التاريخ عاريا أمام الجمهور بدلا من إلباسه النياشين والأوسمة، وتطهيره من خبائث السلطة وتعطيره بالبروتوكولات؟ هل يظن الممسكون بالقرار أنهم سيظلون ملائكة على طول الخط، ألم يقرأوا في الأثر، أن حبل الكذب قصير، وأنه في الإمكان الكذب على الجميع، بعض‭ ‬الوقت،‭ ‬وليس‭ ‬كل‭ ‬الوقت؟‭!‬ 
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • nasro16

    اين الحلقة الخامسة من مدكرات عمي سي الطاهر ارجو ان تكملو لنا الباقي
    ودمتي لنا يا شروق

  • ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    مازال الحال ياك الجزائر دولة فتية

  • adil

    لماذا لا يوجد اليوم المذكرات شوقتونا وخليتونا حرام عليكم