جواهر

أغار من أبنائي وزوجتي السبب!

جواهر الشروق
  • 12290
  • 0
ح.م

متأكد سيدتي أنك ستتعجبين من مشكلتي، أنا شاب في منتصف الثلاثينيات من العمر، من دولة عربية شقيقة، أعجبني الموقع، فقد وجدت زوجتي تتصفحه، فقلت عساها تقرأ مشكلتي، وتتفهمني، فلا أستطيع أن أصرح لها مباشرة.

زوجتي في مثل عمري، رزقنا الله بأربعة أبناء، بين كل منهم عام ونصف، زوجتي لا تعمل، متفرغة فقط لتربية الأبناء.

بدأت مشاكلنا بعد الطفل الثاني، أصبحت حياتنا روتينية، كنت شاباً ملتزماً قبل الزواج، ولم أعرف في حياتي من النساء سواها، كان زواجنا تقليدياً، حيث رشحها لي أحد الأصدقاء وتم الزواج، وأعطيتها كل الحب والرعاية.

أعود من عملي أجدها بين الأبناء، أصبحت أنا بمعنى الكلمة فرداً ثانوياً في الأسرة، لا أجد وقتاً لديها لي! هي تهتم بكل شؤوني المادية، بمعنى لا أعود للمنزل يوماً إلا وقد أعدت الطعام، والبيت نظيف، وملابسي نظيفة، وكل شيء على ما يرام، لكنها متعبة ومجهدة، في الصباح مع الأبناء لإعدادهم للمدرسة، وترفض الإستيقاظ باكراً قبلهم، وفي المساء تكون قد نامت قبل أن أتحدث بكلمة.

أصبحت عصبياً، افتعل المشكلات معها بلا داعي، وأصبحت اضرب الأولاد لأخطاء بسيطة، ولا أطيق سماع صوتهم بعد عودتي من العمل، وأغلق عليهم باب غرفتهم حتى موعد النوم، صار ابني الأكبر يرتجف خوفاً مني، وذات مرة غابت زوجتي بضعة أيام مع والدتها في المستشفى فصار ابني يتبول ليلاً خوفاً مني!! وهي السبب في ما وصل إليه حالنا، كرهت الأبناء، وكرهت الإنجاب، وقد طلبت منها بعد الطفل الأول ألا ننجب غيره، لكنها اهملت الأمر وصار لدينا أربعة أبناء!!

لا أفكر في الزواج الثاني لأني أحبها، وأريدها هي بذاتها لكنها لا تكترث! وقد هددتها بأن أتزوج وأترك لها الأبناء لتستمتع بهم، لكن لا حياة لمن تنادي، لم تفقد زوجتي أنوثتها، لكنها أصبحت أماً وتفتقد الرومانسية.

علي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الرد:

أهلاً وسهلاً بك أخي الكريم على صفحات جواهر الشروق، والله أسأل أن يرزقك السعادة في الدنيا والآخرة، وأن يديم بينك وبين زوجتك السكن والمودة والرحمة والحب، وأن يعينكما على تربية الأبناء تربية صالحة.

تبسمت كثيراً وأنا أقرأ رسالتك أخي الكريم، فنعتاد على الشكوى أن الزوج ليس رومانسياً، ونادراً ما يشتكي الرجل أن زوجته ليست رومانسية!

من الواضح أن زوجتك قد انشغلت كثيراً بمشكلات الأبناء خاصة وأنهم في عمر متقارب، وهذا يجعلها منهكة طوال اليوم بشئون البيت، وتلبية طلباتهم، وفي المساء الدراسة والاستذكار، وهذا يجعلها تعتقد أن زوجها سوف يراعي هذه الضغوطات، ولا تدرك أن لديها طفل كبير!!

من الرائع أنك حللت المشكلة، وتعرف سببها، فمعظم الأزواج قد يحيل المشاكل إلى جهة مختلفة، فيصعب الأمر على المتخصص ولا يستطيع أن يجد حلاً لخلافاتهم.

وقبل أن نتحدث عن مقترحات حل المشكلة، انصحك أخي أن تحمد الله تعالى على نعمة الأبناء، فغيرك يتمنى طفل واحد فقط، فلا تشكو وتتذمر منهم فيعاقبك الله تعالى بأن تفقده لا قدر الله وتذوق وقتها المرار الحقيقي!! وتذكر أن الله جعلك أب وسوف يحاسبك قبلها على هؤلاء الأبناء، كيف ربيتهم، فضع خطة تربوية لهم، ولا تكون عشوائياً همك أن تطعمهم وتسقيهم فقط!

فكل مرحلة عمرية لها واجباتها ومسئولياتها، هي بضع سنين حتى يكبر الأبناء، ويتزوجون ويتركونكما، وقتها ستقول ليتني تمتعت بهم قبل أن يرحلوا!

صارحا بأسباب مشكلاتكم ، هذا يسهل جميع الأمور ومشكلتك سهلة أخي الكريم، وهذه بعض النصائح التي تسهل عليها مسئولياتها، فتجعل لها وقتاُ في المساء، ويجعل العبء والاجهاد البدني عليها أقل، وهذا لن يكون إلا بمساعدتك، فمن الواضح أنك لا تقدم لها يد العون!

1- أطلب منها الاستعانة بخادمة تساعدها في الأمور التي لا يجب أن تقوم بها بنفسها، بمعني إن كان لديك قدرة مالية فلتأتي خادمة لتنظيف البيت مرة أسبوعياً، فتقلل عنها هذا العبء، وسوف يكون دورها فقط التنظيف، وليس إعداد الطعام، ولا رعاية الأبناء.

2- استعن بوالديك، أو والديها في رعاية الأبناء لمدة ساعتين أسبوعياً، اخرجوا سوياً بمفردكما، ولا تتحدثوا خلالها في شئون الأبناء.

3- ساعدها في دراسة الأبناء مساءَ، ثم ادخلهم بنفسك إلى غرفهم للنوم،  فهذا يعطيها وقتاً لتكون في غرفتها بمفردها قبل النوم لتجهز نفسها لك، بعيداً عن العصبية.

4- أحسن التعامل مع الأبناء وكن هادئاً معهم، حتى تشعر بأنهم بأمان معك، ولا تضطر لأن تتحمل كل مسئولياتهم وحدها بعيداً عنك.

5- لا تردد على مسامعها أنك لم تكن ترغب في الأبناء، فهذا يقتلها!

6- أطلب منها ألا تهتم بالتفاصيل الصغيرة، كأن تطهو 3 مرات في الأسبوع فقط، وأن يكون كل وجبة تكفي ليومين، وبالتالي يكون لها في الصباح وقتاً إضافياً.

7- استغل الساعة ما بين نزول الأولاد للمدرسة وبين نزولك أنت للعمل، الافطار سوياً في هدوء يعطيك الحب!

وأخيراً يجب أن تتفهم كل زوجة أن تنظيم الوقت، وترتيب الأولويات يجعلها تتفادي هذه المشكلة، فلن تخسر شيئاً إن خصصت يوماً في الأسبوع ليتناول الأبناء وجبة العشاء باكراً ويخلدون للنوم قبل صلاة العشاء، وتفرغ رأسها من مشكلاتهم لتتفرغ لزوجها، إن هي اتصلت بزوجها كل يوم خلال فترة العمل لتخبره أنها تحبه، أو ارسلت له رسالة عبر الهاتف الجوال تغازله فيها، فهو الأساس والحب يجعل البيوت مستقرة، ويعطيه الدافع لرعاية الأبناء معها بعيداً عن الغيرة!!

تنمياتي لك أخي بالسعادة والتوفيق وتابعني بأخبارك.

للتواصل معنا:

fadhfadhajawahir@gmail.com

مقالات ذات صلة