-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أغيثوا لبنان قبل فوات الأوان

أغيثوا لبنان قبل فوات الأوان

لبنان تمزق، الجيش على حافة الانهيار، دولة داخل دولة، وميليشيات لا تخضع لقانون سيادي، أضحت هي الدولة المرسوم اسمها في خارطة العالم العربي، وشعب يقاوم الجوع بما تبقى لديه من خزين يقترب من فقدان صلاحيته.

رئيس لا يمتلك سلطة القرار، وحكومة تصريف الأعمال لم تجد لها بديلا في ظل شروط دولية تقضي على هيمنة القوة التقليدية الحاكمة ومن حالفها تحت شعار الـ”المقاومة”، والبرلمان لا يشرع أي قرار يتنافى مع مستلزمات وجودها.

بلد ضائع، نكاد نفقده في خارطة الشتات العربي، وجامعة الدول العربية مازالت تلتزم الصمت إزاء ما يجري في لبنان، وكأن ما يجري فيه لا يعني أي نظام عربي لم يعد مهتما بتطورات وقائع الأحداث القابلة للتمدد في طريق وصولها إلى عاصمته.

الصمت العربي كارثة، تكاد تفوق كارثة لبنان، صمت يجر إلى إشعال كوارث في عواصم ومدن أخرى، لن تقف عند حدود كوارث العراق وسوريا واليمن وغزة، فإستراتيجية الخراب يحركها نهج توسعي امتلك وسائله وأدواته التي لا يقف في مواجهتها أحد.

لبنان بلد أعلن إفلاسه من قبل، إفلاس يؤدي إلى انهيار كل مؤسساته شيئا فشيئا في ظل عجزها الراهن عن أداء دورها الطبيعي، ومؤسسة الجيش أولى هذه المؤسسات التي تشارف على الانهيار.

اجتماع عرف بـ”القوى العالمية” الذي احتضنته باريس قبل يومين ضم الولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا ودول الاتحاد الأوروبي ودول خليجية باستثناء المملكة العربية السعودية، كان الملف اللبناني حاضرا فيه، بشقه الاقتصادي المؤثر على مستقبل مؤسسة الجيش التي تعد القاعدة الكبرى لوحدة البلاد وشرط بقائه في خارطة العالم.

أخذ قائد الجيش اللبناني المسؤولية على عاتقه في مخاطبة القوى العالمية، كاشفا لها أن الأزمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان هي الأسوأ في تاريخه، أثرت بشكل كبير على الجيش وأضعفت قدراته في أداء مهماته العملياتية وأثرت على معنوياته العسكرية، وتجر إلى انهيار مؤسسات الدولة بأكملها.

القوى العالمية التي تسعى لإخفاء دورها في مأساة لبنان، وتغض النظر عن عبث بعض القوى الإقليمية فيه، تنادت لإنقاذ البلاد قبل السقوط من حافة الانهيار، لكنها لم تقر ما يؤدي لإنقاذها من مخاطر الإفلاس والتهديدات الأمنية، مكتفية بالرؤية الفرنسية التي تشترط تشكيلا حكوميا جديدا “تكنوقراطيا” لا تمثيل للقوى السياسية النافذة فيه.

باريس فقدت القدرة على ترتيب الوضع اللبناني، أمام تعنت القوى السياسية الرافضة للشرط الفرنسي في تشكيل حكومة منتظرة، تفتح الأبواب لتدفق المال والمساعدات إلى لبنان “المفلس”، واستعانتها بالقوى العالمية لم يغير في الواقع شيء، طالما كان مصدر القرار السياسي خارج بيروت، وتتحكم به طهران عبر وكلائها المتحكمين بمفاصل الدولة الواقفة على حافة الانهيار.

أغيثوا لبنان قبل فوات الأوان، وقفوا بقوة في وجه المشاريع الإقليمية التخريبية، قبل أن يتحول إلى قاعدة إرهاب عالمي يفتح حدوده مع قندهار ويمد جسور العلاقة مع بوكو حرام في نيجيريا وتنظيم القاعدة في دول المغرب العربي بمالي… هذا مرادهم!!!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • عبد الرحمن إليزي

    على اللبنانيين إذا لم تسارع الدول العربية لنجدتهم أن يقبلوا بالمساعدات الإيرانية المرفوضة من قبل الحكومة اللبنانية بضغط من دول عربية وغربية