-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
المجاهدة حورية مداسي خلال جلسة بيع مذكراتها "رحلة امرأة حرة"

أقنعت بومدين بتحرير عجول.. زوجي أطفأ نار فتنة القبائل ووفاته تبقى غامضة

صالح سعودي
  • 6697
  • 5
أقنعت بومدين بتحرير عجول.. زوجي أطفأ نار فتنة القبائل ووفاته تبقى غامضة
ح.م

استغلت المجاهدة حورية مداسي (84 سنة) فرصة نزولها ضيفة على قاعة المحاضرات بنزل الياسمين بباتنة، بدعوة من جمعية البراءة التي تترأسها الأستاذة سعاد بن صالح، وتحدثت عن مذكراتها “رحلة امرأة حرة”، التي تضمنت عديد القضايا والمحطات التي ميزت بها مسيرتها مع الثورة التحريرية من بوابة باتنة مرورا بتونس ومصر، وكذا زواجها بالقيادي السعيد عبيد الذي لا تزال حادثة وفاته تثير الجدل، تزامنا مع محاولة الانقلاب التي قادها العقيد طاهر زبيري ضد بومدين شهر ديسمبر 1967.

كما تطرقت إلى مساهمة زوجها في إطفاء نار الفتنة التي عرفتها منطقة القبائل عام 1963، وكذا مراسلتها للرئيس بومدين بغية إطلاق سراح القيادي عاجل عجول وإخراجه من السجن.

في سياق حديثها المتشعب عن مسارها الثوري الذي يتقاطع مع مسار زوجها السعيد عبيد، فقد تطرقت إلى زيارة الثائر تشي غيفارا نحو عاصمة الأوراس، وقد تكفل بهذه بالمحطات زوجها السعيد عبيدي رفقة قيادات من منطقة الأوراس، على غرار محمد الشريف عايسي (المدعو جار الله)، كما تطرقت إلى دور زوجها ومساهماته الفعالة في إنهاء أزمة القبائل عام 1963، حين قرر الصعود إلى جبل ياكوران بتيزي وزو للتفاوض مباشرة مع القيادي محند أولحاج وآيت أحمد، حيث التقى محند اولحاج، وتمكن من إقناعه حسب قوله من النزول إلى الجبل، ما جعل تخوفها يزول ويتحول قلقها إلى مناسبة لتحضير الكسكسي على شرفهما، ليتم فيما بعد إيجاد صيغة للتقرب من آيت احمد رغم رفض هذا الأخير التفاوض، قبل أن يقرر الهروب عبر تونس. وقالت المجاهدة حورية مداسي “لم يسبق لأحد أن تحدث عن دور زوجي السعيد عبيد في إطفاء نار الفتنة في منقطة القبائل عام 1963، وكذا جهوده في إقناع محند أولحاج في النزول والتفاوض لتسوية الأزمة التي طفت إلى السطح مباشرة بعد الاستقلال”.

من جانب آخر، تطرقت المجاهدة حورية مداسي إلى محنة القيادي عاجل عجول الذي أرغم حسب قولها على الاستسلام بسبب الفتنة التي عرفتها القيادة في منطقة الأوراس، وقد عرفته حسب قولها حين كانت تشتغل في مجال الصحة قبل صعود الجبل، حيث تكفلت به من الناحية الصحية، كما كان لها تدخل حسب قولها بعد الاستقلال، تزامنا مع سمعاها بوجودها في السجن بقرار من الرئيس السابق بن بلة، وبحكم موقعها وموقع زوجها القيادي السعيد عبيد الذي تولى قيادة الناحية العسكرية الأولى، فقد راسلت بومدين من أجل إطلاق سراح عاجل عجول، وهو الطلب الذي قام بتجسيده بومدين حسب حورية مداسي التي تطرقت أيضا برحلتها القاسية إلى تونس، وقصة زواجها بالقيادي السعيد عبيد شهر ديسمبر 1961، حيث كان في حينها يشغل منصب كاتب الولاية الأولى. كما تحدثت عن صعود أختها حبيبة مداسي إلى الجبل هي الأخرى وعمرها لا يتعدى 14 سنة، رفقة أسماء نسوية أخرى، مثل بدرة عمامرة وفتيحة بودراوي وفضيلة وشيخي والبقية. وحسب حورية مداسي فكلما تسأل عن أختها حبيبة مداسي إلا ويقولون عنها أنها توفيت، قبل أن تتفاجأ بلقائها في تونس على وقع الأحضان.

وإذا كانت المجاهدة الأوراسية حورية مداسي قد أماطت اللثام عن عديد الأسرار التي عرفته الثورة، وكذا جهود وتضحيات المرأة الأوراسية خلال الثورة، وكشفت عن عدة محطات مهمة في هذا الجانب، إلا أنها لا تزال متأثرة لظروف وفاة أو انتحار أو تصفية زوجها القيادي السعيد عبيدي يوم 14 ديسمبر 1967، تزامنا مع محاولة الانقلاب التي قادها العقيد طاهر زبيري ضد الرئيس هواري بومدين، حيث ردت على سؤالنا في هذا الجانب “من يعرف كيف مات عبان رمضان وكريم بلقاسم بوضياف والبقية حتى أعرف كيف مات زوجي السعيد عبيد”، معتبرة ظروف وفاة السعيد عبيد بالغامضة، إلا أنها تبقى حسب قولها فخورة به وبتضحياته وبجانبه الإنساني، وهي التي عاشت معه 6 سنوات زواج، ووقفت صرامته وطيبته خلال فترة الثورة التحريرية.

وأشارت المجاهدة حورية مداسي خلال جلسة بيع بالتوقيع لمذكراتها “رحلة امرأة حرة” بنزل الياسمين بباتنة، بان هناك عدة وجوه قدمت الكثيرة للثورة لكنها لا تزال منسية وغير متداولة خلال الأحداث التي عرفتها الثورة في باتنة والأوراس، على غرار ميهوب ناصري وموسى سلطاني اللذين قاما حسب قولها بجهود كبيرة، كما كانا إلى جانب العقيد الحاج لخضر الذي كان حسب قولها وراء تجنيدها، وقد وقفت على صرامته وصلابته في تسيير أمور الثورة بالأوراس، قبل أن يصدر قرار تحويلها رفقة عدة مجاهدين ومجاهدات إلى تونس، تزامنا مع اشتداد الحصار من طرف قوات الاستدمار الفرنسي، كما أشادت بدور الأوراس في إنجاح الثورة التحريرية، مؤكدة أن الشهيد البطل مصطفى بن بولعيد لعب دورا هاما في توسيع نشاط الثورة، مع تحمله مسؤولية إشعال فتيلها منذ البداية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • سهتان جلول-رويبة

    ايتها الزوجة المجاهدة:لقد ترملت وانت شابة، ولكن هل تنسين ان الراحل زوجك الرائد وليس العقيد سعيد عبيد كان ضمن العصابة الدموية التي حاكمت المحقور(باردين اكتافو) سي محمد شعباني وامضى رفقتهم على قرار الاعدام؟ ان الله يمهل ولا يهمل.زوجك مدفون بمقبرة سدراته وتعرفين سر وفاته رفقة والده فلماذا هذا التعتيم؟ لله يا جزائر يا وردة الروح والعطر ايفوح.

  • نسومر الأوراس

    الفتنة أوقدها بوخروبة وجماعة وجدة الذين سرقوا الثورة من أهلها الحقيقيين ...

  • رشيد تلمسان

    الله يرحم كل من اعطى خيرا لهذا البلد ، و الله يرحم الشهداء

  • ahmed

    الکل جاهد فی وجدة وتونس والقاهرة.اما مجاهدی الداخل فلا ذکر لهم

  • ali seddik

    comme toujours,tunis ou le caire,il n y a personne des moudjahidine qui a combattu la france ici en algerie du debut jusqu a la fin vous passez tjours par bourguiba et djamel abdennasser,