أكثر من 413 عسكرية من رتبة جندي إلى وكيل رقيب

استحدثت المديرية العامة للسجون بالمملكة العربية السعودية مركزا متخصصا لتطوير القدرات النسائية في الجانبين العسكري والمدني، تمكنت فيه من تأهيل وتدريب أكثر من 413 عسكرية سعودية على فنون العمليات العسكرية، من عمليات أمن السجن والحراسات الداخلية وأمن وحماية النزيلات ومكافحة المخدرات والممنوعات وأعمال السجون المختلفة، إلى جانب الأعمال التخلصية.

كما ألحق مؤخراً دورات متخصصة الأمن الفكري، وكيف تتعامل الموظفات مع القضايا الفكرية والإرهابية تحسباً لأي طارئ، تقوم بهذا مدربات عسكريات على جودة عالية تم استقطابهن لتدريب العسكريات السعوديات، حتى يتم تأهيل 34 عسكرية يتلقين تدريبهن حالياً على يد كفاءات نسائية عسكرية من الولايات المتحدة الأميركية لتصبح مدربة معتمدة في المركز، كخطوة من الخطوات التطويرية للاعتماد على النفس.

وبعد عام ونصف من تلك القفزات التي قامت بها المديرية العامة للسجون في تطوير القدرات النسائية العسكرية، وإنشاء أول مركز تدريبي على مستوى دول مجلس التعاون، أصبح هذا المركز وجهة لتلبية احتياجات جميع قطاعات الداخلية؛ حيث أصبح مناطاً بتدريب موظفات الجمارك وحرس الحدود والجوازات، إلى جانب موظفات وزارتي العمل كمفتشات والشؤون الاجتماعية وإدارة الوافدين.

وحول هذا، قالت مديرة مركز تطوير القدرات النسائية مها فلاح الدوسري إن المركز يعد ترجمة لرؤية قيادي السجون وعلى رأسهم مدير عام السجون اللواء إبراهيم الحمزي، ومساعد مدير عام السجون للتخطيط والتطوير اللواء مبارك العتيبي، ويبحث سبل تلبية الاحتياجات التي نحتاجها للتطوير ورفع مستوى جودة الأعمال المقدمة، فنحن نريد أن تكون الموظفات على أتم الاستعداد والجاهزية للقيام بالدور المطلوب في خدمة الوطن من حيث العلم والثقافة العسكرية، ونحتاج إلى موظفات مؤهلات لتحقيق رؤية المديرية العامة للسجون، فهم شركاء الناس في الحياة ويعملون على تحقيق مشروع الإصلاح والتأهيل لتحقيق الاستقرار الوطني. 

تجربة عالمية في مركز وطني

وزادت أنهم في المركز أجروا استطلاعا حول عمل وأداء المراكز المتقدمة على مستوى العالم وتلخيصها والاعتماد عليها في بناء المركز وقيامه، فهم يعملون على الريادة وأن يكونوا الأفضل على مستوى العالم، كما أنهم فتحوا الباب في الجانب الأمني وأصبحت قطاعات الداخلية تطلب من السجون تدريب موظفاتها العسكريات والمدنيات من مكافحة المخدرات وحرس الحدود والجمارك والجوازات، ونفذت السجون برامج تدريب لعدد من القطاعات، إيماناً منها بأن جميع القطاعات منظومة واحدة وأن الاستفادة من الخبرات واجب وطني.

نواة لأكاديمية مستقبلية

ولم تستبعد مها الدوسري فكرة أن يكون المركز نواة لاستحداث أكاديمية لتخريج الفتيات على الأعمال العسكرية؛ حيث إن السجون لن تتوانى في تقديم أي أمر يخدم الوطن وقطاع الداخلية، كما أنهم يهدفون في هذا المركز إلى تمكين المرأة السعودية في الجانب الأمني، ولذلك استعانوا بكل ما يمكن الاستعانة به لتحقيق رؤية السجون، وإعداد مدربات سعوديات للعسكريات على قدر عال من التأهيل التدريبي والأكاديمي.

دورات متقدمة

وأكدت مديرة المركز أن التوجه المستقبلي للمركز أن تكون الدورات مربوطة بشبكة تلفزيونية في كافة سجون المملكة لتقدم بشكل كامل لجميع موظفات سجون المملكة في ذات الوقت، كما أنهم يعملون على تقييم الأداء بعد كل دورة منفذة ولديهم تغذية راجعة عن الأداء السابق واللاحق من خلال ادارة مختصة بالقياس والتقييم.

وحدات سكنية للمتدربات

ومن الخدمات المقدمة في المركز أوضحت مها الدوسري أنهم خصصوا وحدات سكنية للمتدربات من خارج منطقة الرياض بهدف تسهيل مهام حضورهن لهذه الدورات، وفعلياً زادت هذه الخطوة من الإقبال على الدورات لا سيما وأن الوحدات السكنية في نفس المركز وهي نسائية بنسبة 100٪.

برامج عسكرية نسائية

وفي ذات السياق قالت مسؤولة قسم الدراسات والأبحاث في المركز والمدربة العسكرية الوكيل رقيب ميثاء الشمري: نقوم على عدد من البرامج العسكرية للمتدربات في سبعة برامج وهي الدفاع عن النفس، والحركات التخلصية في حال وجود شغب، والتفتيش، والحراسات الشخصية، والمهام العسكرية، وأعمال الملاحظة العسكرية، وحراسات العنابر الداخلية، والحراسات الخارجية، وأمور التفتيش.

دورات مرنة والحاجة تحدد

ونفت الشمري وجود أي دورات متخصصة على حمل الأسلحة النارية في هذه المرحلة، ولكن ما يتم هو تدريب العسكريات على التخلص من الأسلحة البيضاء في حال واجهتهم أي حادثة من هذا النوع، واستدركت الوكيل رقيب أنه في حال دعت الحاجة إلى استحداث أي برامج أخرى، لن تتوانى المديرية في تقديمه فلا يوجد أي أمر مستبعد في القطاع الأمني.

413 عسكرية سعودية

فيما أبانت مسؤولة الدورات التدريبية العسكرية سارة الجليل أنه يوجد لدى المركز برامج أمنية وعسكرية وتطويرية وهي تصب في أمن السجن والحراسات الداخلية وأمن وحماية النزيلات ومكافحة المخدرات والممنوعات وأعمال السجون التي تقام ثلاث مرات في السجن للملاحظات العسكريات، يصرف فيها بدل صنف كبدل طبيعة العمل، مشيرة إلى وجود 413 عسكرية في سجون المملكة، يتم تدريبهن حاليا على فترات متقطعة، وفي كل دورة تنضم ما يقارب الثلاثين عسكرية من كافة سجون المملكة، خاصة بعد أن أصبحت الدورات عملية وتركز على تجويد الأداء واللياقة والحركات التي تفيدهم في عملهم لمجابهة أي ظرف قد يواجهنه داخل السجون.

الرشاقة والطول شرطان للمرأة العسكرية

وأكدت الجليل أن هناك اشتراطات لعمل المرأة العسكرية كالطول والوزن واللياقة؛ حيث يجب أن يكون الطول والعرض متناسق لضمان كفاءة الجودة والقدرة على الأعمال الأمنية، متطلعة أن صبح المركز أكاديمية شرطية لتخريج العسكريات ورفع الرتب النسائية إلى رتبة ضابط، وأن يكونوا نواة لمشروع وطني أكبر.

دورات مدنية

هذا، ولا يقتصر عمل المركز على تطوير قدرات النساء العسكريات بل يشمل المدنيات كذلك، وأبانت مسؤولة البرامج التدريبية للمدنيات في المركز هند الصفيان أنه يوجد 15 مسارا تدريبيا للمدنيات، لتغطية احتياجات منسوبات السجون وشؤون النزيلات والاختصاصيات النفسيات والاجتماعيات والقانونيات والإعلام الأمني والجانب الديني.

سبع دورات خلال عام ونصف

كما أنهم قاموا منذ عام ونصف على تنفيذ سبع دورات تدريبية مركزة التحقت بها 20 موظفة أي قرابة 140 موظفة، مشيرة إلى وجود ضوابط للترشيح وتكون ضمن التخصص بهدف ضمان استفادة الجميع من تلك الدورات والتحاق جميع الموظفات.

تطوير وتجويد

في الجانب الآخر، قالت مسؤولة العلاقات العامة بمركز تطوير القدرات النسائي والمسؤولة عن التدريب على رأس العمل لولوه البواردي: أن مركز تطوير القدرات النسائية أحد مشروعات المديرية العامة للسجون الذي عمدت على إنشائه لخدمة الموظفات العاملات في خدمة قطاع السجون من مدنيات وعسكريات تحت مظلة وزارة الداخلية؛ حيث تقوم بمنحهن دورات تطويرية سواء كانت أمنية للموظفات العسكريات من ربتة جندي حتى وكيل رقيب أعلى رتبة، أو تطوير ذاتي واجتماعي وإداري للمدنيات.

عمل متكامل لتحقيق رؤية وطن

وحول آلية العمل، أبانت البواردي أن المركز يدرب العسكريات والموظفات المتخصصات وموظفات قطاعات وزارة الداخلية وبعض الجهات الأخرى التي لديها حارسات أمن أو موظفات تفتيش؛ حيث يقدم المركز كل البرامج العسكرية للمرأة مثل الحركات التخلصية والحراسات الداخلية على أربع مسارات، ويوجد عدة دورات لأعمال سجون مدتها ثلاثة أشهر متواصلة. وأشارت إلى أن العسكرية قبل التحاقها بالعمل يجب أن تخضع لدورة مكثفة مدتها ثلاثة أشهر ثم تتخرج لتقوم بمهام عملها على أن تلتحق بدورات متلاحقة على رأس العمل ودراسات نظرية وعملية، كما أنهم يقدمون كل مافيه تطوير للذات وبحسب المهنة كالتطوير الذاتي والتوعوي والنفسي والاجتماعي والمحوسب واللغة والمهارات النفسية والتدريب الفني وخلافه.

تقويم الأداء والقادم أفضل

وأكدت البواردي أن هناك تحسنا في الأداء الوظيفي ويتم تقييم للدورة في الأداء والعمل، كما تم استحداث ١٤ وحدة سكنية للمتدربات فيوجد شقق تتسع لثمانية متدربات وأخرى تتسع لأربعة، للقادمات من خارج منطقة الرياض وسائق خاص لنقلهن، فالسجون وفرت جميع الخدمات للمتدربة وفي حال جاء محرم يتم تزويدها بقائمة الوحدات السكنية المجاورة للمركز.